الترا فلسطين | فريق التحرير
بدأ ابن بلدة عرّابة في جنين، الأسير محمود العارضة الذي انتزع حرية مؤقتة من سجن جلبوع، اليوم الثلاثاء، سنته السادسة والعشرين أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
قال عن أسبوعه الذي انتزع فيه حريته: "تنسمت الحرية، رأينا أن الدنيا قد تغيّرت. صعدت جبال فلسطين لساعات طويلة، ومررنا بالسهول الواسعة"
وتمر ذكرى اعتقال العارضة هذه الأيام، وهو يخضع للتحقيق في مركز "الجلمة" بعد أن تمكن إلى جانب خمسة أسرى من الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين قبيل فجر السادس من أيلول/ سبتمبر، وقد مددت محكمة إسرائيلية في الناصرة اعتقاله إلى جانب رفاقه، حتى 29 من الشهر الجاري.
ووفق بيانات نادي الأسير الفلسطيني فإنّ الأسير العارضة (45 عامًا) معتقل منذ 21 أيلول/ سبتمبر 1996، ومحكوم بالسّجن المؤبّد مضافًا إليها 15 سنة، علمًا أنه كان اعتقل في بداية التسعينات، وأمضى في السجن ثلاث سنوات.
حاول العارضة في 2014 الهرب من سجن شطة المجاور لسجن جلبوع، وجرى إدخاله العزل الانفرادي، وإخضاعه لسلسة إجراءات عقابية، بعد اكتشاف النفق الذي خطط للهروب من خلاله.
تحصّل محمود أثناء سنوات سجنه على شهادة البكالوريوس، وصدر له كتب: "الرواحل"، و"تأثير الفكر على الحركة الإسلامية في فلسطين"
وقبل أيّام كشف العارضة لمحاميه بعض تفاصيل الهروب الكبير من جلبوع، إذ قال إنه المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ، وأن عملية حفر النفق بدأت في شهر كانون أول/ديسمبر 2020، وأنهم بعد الهروب تابعوا تطورات الأحداث من خلال "راديو صغير"، وقد واصلوا السير كمجموعة حتى قرية الناعورة، ثم دخلوا مسجدًا ومنه تفرقوا كل اثنين معًا.
وأضاف أنهم حاولوا قدر الإمكان عدم دخول القرى الفلسطينية داخل الخط الأخضر حتى لا يعرضوا أي شخص للمساءلة، بينما حاولوا التسلل إلى الضفة الغربية، لكن التشديدات الأمنية كانت كبيرة فلم ينجحوا.
كما بعث محمود برسالة إلى والدته -عبر محاميه- وذلك بعد أسبوع على إعادة اعتقاله إثر هربه، قال فيها: "بعد التحية والسلام حاولت المجيئ لأعانقك يا أمي قبل أن تغادري الدنيا لكن الله قدر لنا غير ذلك".
وأضاف، "أنت في القلب والوجدان وأبشرك بأني أكلت التين من طول البلاد، والصبر والرمان، وأكلت المعروف والسماق والزعتر البري، وأكلت الجوافة بعد حرمان 25 عامًا، وكان في جعبتي علبة العسل هدية لك. سلامي لأخواتي العزيزات باسمة ربى ختام وسائدة وكل الأخوان فأنا مشتاق لهم كثيرًا".
وتابع، "تنسمت الحرية ورأينا أن الدنيا قد تغيّرت، وصعدت جبال فلسطين لساعات طويلة، ومررنا بالسهول الواسعة، وعلمت أن سهل عرابة بلدي، قطعة صغيرة من سهول بيسان والناصرة".
وواصل: "سلام الى كل الأهل والأصدقاء. سلامي إلى ابنة شقيقتي (أسمهان) والتي لبست جرابينها وقطعت بها الجبال، سلام إلى عبد الله وهديل ويوسف وزوجة رداد والأهل جميعًا؛ سارة رهف وغادة ومحمد والجميع. سلام خاصة إلى هدى وأنا مشتاق إليها كثيرًا وسأبعث لها كل القصة والحكاية".
اقرأ/ي أيضًا:
حماس وفتح تُجيبان على أسئلة الترا فلسطين حول القمع والمصالحة