بعد شهر من اختفاء جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتلته فرقة أمنية سعودية داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، قال مستشار للرئيس التركي الجمعة إن الجثة تم تذويبها بمادة الأسيد بعد تقطيعها.
وبحسب فرانس برس، نقلت صحيفة حرييت التركية المعارضة عن ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم قوله: "نرى الآن أن الأمر لم يقتصر على التقطيع بل تخلصوا من الجثة بإذابتها".
وتتوافق تصريحات أقطاي مع ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الأربعاء من أن قتلة خاشقجي قاموا بتذويب الجثة بعد تقطيعها، وذلك نقلا عن مسؤول تركي بارز لم تذكر الصحيفة اسمه.
وكانت النيابة العامة التركية قالت الأربعاء إنّه "وفقا لخطّة أعدّت مسبقاً، خُنق الضحية جمال خاشقجي حتى الموت ما إن دخل إلى القنصلية"، مضيفةً أنّ "جثّة الضحية قُطّعت وتمّ التخلّص منها". لكن البيان لم يوضح أين تم التخلّص من الجثّة المقطّعة ولا كيف حصل ذلك.
كيف يتم تذويب الجثث؟
وقد استخدمت مواد كيميائية عدة للتخلص من الجثث، وإخفاء آثار الجريمة. أبرز هذه المواد هي حمض الكبريت الذي استخدم في جرائم عديدة حول العالم.
ويُعتقد أن هذا الحمض استخدم كذلك لإذابة جثث معارضين سياسيين عرب، منهم المهدي بن بركة وفرج الله الحلو.
وكثيرا ما تستخدم كلمة "أسيد" للإشارة إلى حمض الكبريت المستخدم في تحليل الجثث في الجرائم المرتكبة حول العالم، إذ يمكن لهذا المركب الكيميائي إذابة جزء كبير من الأنسجة وحتى الأسنان خلال ساعات.
وهو أحد الأساليب الذي عرفته عصابات المافيا وسمي بالبندقية البيضاء (lupara Bianca)، ويهدف هذا الأسلوب إلى عدم ترك أي أثر خلف الجانية.
أبرز عمليات إذابة الجثث عبر التاريخ
وعُرف عن المجرم جون جورج هايغ في بريطانيا أنه أذاب ستا من ضحاياه باستخدام حمض الكبريت في الأربعينيات من القرن الماضي، وعرف بلقب قاتل حمام الأسيد.
أما عربيا فقد أشارت شهادات إلى أن القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان، قد قتل وأذيبت جثته بالأسيد عام 1959.
كما تتحدث شهادات عن أن المعارض المغربي المهدي بن بركة الذي اختطف وقتل في باريس ولم يعثر على جثته قط، قد تم التخلص منه بتذويبه بالأسيد لإخفاء أي أثر للجريمة.
أما عن المواد الكيميائية المستعملة في هذه الجرائم، فتكشف تقارير علمية عن استخدام مواد أخرى فائقة القوة لإذابة الجثث بهدف تغييب أي أثر لها، خصوصا في حالات الاختطاف، وهي تشير إلى أن تجار المخدرات المكسيكيين استخدموا مادة تدعى "لاي" لإذابة جثث ضحاياهم، وهي مكونة بشكل رئيسي من هيدروكسيد الصوديوم أو هيدروكسيد البوتاسيوم.
اقرأ/ي أيضًا:
السعودية تعترف رسميًا بقتل الصحفي خاشقجي داخل قنصليتها باسطنبول
صحافة أمريكية: خاشقجي قُطع بـ "منشار" بأوامر سعودية عليا