الترا فلسطين | فريق التحرير
قال معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إنّ استمرار الحرب على قطاع غزة يخلق ضغطًا شديدًا على الجيش الإسرائيلي الذي تحلّ به أزمة فعليّة في القوى البشرية، تحديدًا فيما يخصّ الضبّاط.
جنود احتياط خدموا لعدة أشهر منذ بداية الحرب على غزة، وتطوّعوا مؤخرًا ليصيروا ضبّاطًا بسبب نقص الضباط في الجيش
المشاركون هم من جنود الاحتياط الذين خدموا بالفعل لعدة أشهر منذ بداية الحرب، وتطوعوا الآن ليصبحوا ضباطًا بسبب النقص
وكتب هرئيل أنّ من الواضح أنه حتى هزيمة الكتائب الأربع المتبقية في رفح لن تؤدي إلى إعلان حماس الاستسلام، وتتسرب هذه الشكوك إلى المنظومة العسكرية على جميع المستويات، بدءًا من الجنرالات الذين يشعرون بالبعد والغربة عن زملائهم أعضاء قيادة الأركان العامة ورئيس الأركان نفسه، إلى العدد المتزايد من قادة الكتائب والسرايا في الخدمة الدائمة الذين يسعون إلى إلغاء التعاقد مع الجيش على خلفية مشاعر الإرهاق من الحرب الطويلة.
وجاء في مقال هرئيل المنشور على هآرتس أنّ الجيش الإسرائيلي يتحدث عن ضرورة إدارة اقتصاد الذخائر، من أجل توفير مخزون القذائف والقنابل استعدادًا لاحتمال حرب شاملة مع حزب الله، لكنّ الدافعية القتالية لدى الجنود يطرأ عليها النقص، وهذا ينطبق على جنود الاحتياط الذين يتم استدعاؤهم للخدمة للمرة الثالثة بموجب الأمر رقم 8 في القطاع أو في الشمال أو في الضفة الغربية، وحتى بالنسبة للجنود النظاميين الذين يتم إرسالهم الآن إلى غزة بعد الانتهاء من الدورة التدريبية، فإن "حرب الاستنزاف الطويلة" هذه لم تكن متوقعة على الإطلاق في سيناريوهات الحرب، وترفع العبء إلى مستويات غير معقولة وأماكن غير متوقعة.
وبالنسبة لعوفر شيلح، عضو الكنيست السابق الذي يعمل حاليًا كباحث كبير في معهد الأمن القومي، فإن التقارير حول النقص في عدد الجنود والضباط وفقاً لهآرتس، بدأت تذكّره بعام 1983، العام الذي غرق فيه الجيش الإسرائيلي في الوحل اللبناني بعد غزو لبنان. ويتوقع أن يكون للضغط على منظومة الاحتياط خاصة على خلفية الخلاف المتزايد في المجتمع حول أهداف الحرب، تأثير سلبيّ على أداء الجيش.
يديعوت: افتتاح دورة ثانية لتأهيل الضبّاط منذ بداية الحرب
وفي ذات السياق كشف مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع، النقاب عن "افتتاح دورة ضباط الاحتياط للمرة الثانية منذ بداية الحرب، بمشاركة 100 قائد معظمهم من مقاتلي المشاة، بالإضافة إلى مقاتلي المدرعات والمدفعية، وتمتدّ الدورة 11 أسبوعًا، ويقودها المقدم حازي نحامة، والمشاركون فيها هم من جنود الاحتياط الذين خدموا بالفعل لعدة أشهر منذ بداية الحرب، وتطوّعوا الآن ليصيروا ضباطًا بسبب النقص في عدد الضباط الناجم عن الحرب.
كما كشفت صحيفة "هآرتس" في تقرير أعدّه بار بيلغ أنّ الجنود الذين تم تجنيدهم مؤخرًا خضعوا لتدريب مختصر وتم إرسالهم إلى جباليا، وأنّه في اللحظة التي كان من المفترض أن يكونوا فيها في خضّم التدريب، وجد جنود سلاح المدرعات الجدد أنفسهم في قلب القتال. ويقول أحد المتدربين، الذي أنهى دورة الضباط مؤخرًا، إنّ الانفجارات من حولهم أصبحت روتينية.
يُذكر أن جيش الاحتلال أعلن يوم الأحد مقتل جنديين من كتيبة نيتسح يهودا في لواء كفير، ومن لواء جفعاتي، ليرتفع إثر ذلك عدد الجنود والضباط القتلى -المعلن عنه رسميًا- إلى 636 قتيلاً منذ السابع من أكتوبر.