19-سبتمبر-2021

صورة توضيحية - gettyimages

لم يعد ممكنًا السكوت على جانب من ردود الفعل التي صاحبت عملية الهروب من سجن جلبوع، ثم إعادة اعتقال الأسرى الستة على ثلاث مراحل من الناصرة وجنين، وهو الحدث الذي أنتج هجومًا وتخوينًا على أساس مناطقي.

كيف نستهجن اتفاق أوسلو الذي قسَّم الوطن، ثم نتحدث عن الضفة وغزة والداخل وكأن كل واحدة منها جمهورية مستقلة

جانبٌ من الهجوم استهدف الضفة الغربية، وهي ليس الأول من نوعه في السنوات الأخيرة، في لغة أهمل أصحابها حقيقة أن وضع الضفة أصعب مما يتخيله كثيرون، وهي مع ذلك لا تدخر جهدًا أو مناسبة أو حدثًا للخروج والمشاركة في العمل الفلسطيني المقاوم.

والضفة التي قدمت آلاف الشهداء والأسرى والقادة، وخرجت منها كبرى العمليات النوعية، وأكثرها إيلامًا للاحتلال، لا يصح أن توصف الآن بعبارات من قبيل (فش منها أمل، وغيرها)، بل تجاوز ذلك بعباراتٍ شاطحة لا تخلو من التخوين والحط من قدر الفلسطينيين في الضفة.

يقودنا هذا إلى التساؤل كيف نستهجن اتفاق أوسلو الذي قسَّم الوطن، ثم نتحدث عن الضفة وغزة والداخل وكأن كل واحدة منها جمهورية مستقلة، مخالفين حقيقة أن الوطن واحدٌ لا يتجزأ؛ التي تمثل دافعًا أساسيًا في رفضنا لهذا الاتفاق.

ومما يستحق التذكير، أن غزة قبل انسحاب الاحتلال منها لم تكن غزة التي نعرفها اليوم. ومع ذلك، وحتى بعد انسحاب الاحتلال، شهدت شوارعها اغتيال مجموعة من القامات الكبيرة، بسبب وشاية أو غير ذلك، ولم يقل أحد ما يتردد ويقال اليوم عن الضفة أو الداخل. ثم إنه في الحالة الفلسطينية المثالية أو محاولة افتراضها مسألة لا تمت للواقع بصلة.

في الحالة الفلسطينية المثالية أو محاولة افتراضها مسألة لا تمت للواقع بصلة

واللافت هنا، أن نسبة ليست قليلة لم تكتب أو تقل شيئًا عن عملية الهروب العظيمة، ولم تكلف نفسها حتى عناء تمني الخير للأسرى أو الدعاء لهم، لكن هؤلاء أنفسهم أكثر من نظّر، وكتب، وتشدق بعبارات التخوين والطعن بأهلنا في الضفة والداخل بعد إعادة الاعتقال الأولى لأسيرين من الستة.

نحن نحمد الله على نعمة المقاومة، وعلى التطور العسكري الكبير في غزة، لكن دعونا لا ننسى أن الضفة قبل 2006 لم تكن كما هي عليه اليوم، وأن الثمن الذي دفع للحسم العسكري في غزة كان باهظًا في الضفة ولا يزال يدفع حتى اليوم؛ فبقدر الحصار الذي تعيشه غزة هناك حصار أكبر ضراوة وأشد فتكًا في الضفة.

يجب أن نتنبَّه دائمًا إلى أن المزاودات والتعليقات والكتابات المندفعة لا تخدم غير الاحتلال. أما نحن فبقدر اعتزانا بالقدس نعتز بغزة والضفة والداخل، دون همز أو لمز أو تجريح، وتأكدوا أن بعض ما يكتب -وإن افترضنا أنه بنيّة حسنة خالصة- إلا أنه يزعج ويسيء ويكدر أهلنا حيثما كانوا.

وفي المقابل هناك عتب كبير على مشاهير السوشيال الميديا، الذين تصرفوا وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن المتابعين أهم من أسرانا.

ولا غالب إلا الله


اقرأ/ي أيضًا: 

المشاريع الوطنية الفلسطينية

الاعتراف بالتمثيل.. قلب معادلة السياسة الفلسطينية