الترا فلسطين | فريق التحرير
تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، عن ازدياد قوة قبضة المتشددين دينيًا وقوميًا على جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت الصحيفة مقالًا للخبير البروفيسور يغيل ليفي، استخدم فيه الباحث المتخصص في شؤون الجيش والمجتمع مصطلح "الحردليم" للإشارة إلى المتطرفين الذين يتفوق فيهم التزمت الديني على التعصب القومي، وهو إشارة لجزء من التيار المتشدد قوميًا ودينيًا المعروف بتيار الصهيونية الدينية.
وأشار الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، إلى أن مصطلح "الصهيونية الدينية" يطلق على التيارات الدينية الإسرائيلية التي تجمع بين التطرف القومي والديني، وتعتمد على التوراة باعتبارها تمنح الحق لليهود في احتلال كافة الأراضي الفلسطينية.
الجمهور الحردلي اشتكى في السنوات الأخيرة من حرمان أبنائهم من تعيينهم في مناصب الجنرالات
ويؤمن أتباع هذا التيار بـ"ضرورة الفعل البشري النشط من أجل تحقيق سيادة يهودية على كامل أرض "إسرائيل التوراتية / فلسطين التاريخية"، بخلاف تيارات دينية يهودية متشددة تُسمى حريدية، التي ترى أن قيام دولة "إسرائيل" يتحقق فقط من خلال إرادة إلهية بنزول المسيح، وأنصار هذه التيارات يرفضون تأدية الخدمة العسكرية، ويقع "الحردليم" في المنتصف بين التيارين.
وقالت الصحيفة: "تعد تعيينات الجنرالات آفي بيلوت وديدو بار خليفة، الذين انضما إلى الجنرال الحالي ديفيد زيني في هيئة الأركان، دليلًا آخر على تعزيز قبضة اليهود المتشددين دينيًا "الحردليم" على الجيش".
وعن "الحردلية" وطموحاتها العسكرية، كتب ليفي: "هو قطاع منظم، يعتمد على شبكة كثيفة من معسكرات التدريب ما قبل الخدمة العسكرية والاجتماعات الاستيطانية، وهو مرتبط بمراكز السلطة السياسية"، مضيفًا أن هذا هو القطاع الوحيد الذي يطمح إلى إعادة تشكيل الجيش الإسرائيلي وتحويله إلى جيش يسعى إلى "النصر"، غير ملتزم بالمعضلات الأخلاقية أو القانون الدولي، بل بالنهوض بمشروع المستوطنات، ولا يوافق على دمج المرأة في المجتمع.
وبحسب ليفي، فإن الجمهور الحردلي قد اشتكى في السنوات الأخيرة من حرمان أبنائهم من تعيينهم في مناصب الجنرالات.
تبلغ نسبة ضباط الوحدات القتالية من تيار الصهيونية الدينية في جيش الاحتلال 50%
وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2016، عبّرت خطابات الحاخام يجال ليفنشتاين، ببلاغة عن هذه الأجندة، التي تشكّلت من خلال الدروس التي تعلمها القطاع الحردلي من فشله في منع الانسحاب من غزة، بما في ذلك قرار الانضمام في المنظومات القائمة، وهي الجيش والشاباك والموساد والشرطة، من أجل إحداث تأثير.
وأشار أبو عرقوب إلى أن الحاخام إيلي سيدان أسّس المدرسة العسكرية الدينية الأولى لتأهيل طلابها للالتحاق بجيش الاحتلال في عام 1988، في مستوطنة "عاليه" الواقعة بين نابلس ورام الله.
وفي عام 1990 كانت نسبة الجنود من تيار الصهيونية الدينية، الذي أنهوا بنجاح دورات تأهيل الضباط، 2.5% فقط، وعام 2000 بلغت هذه النسبة 15%، وفي 2008 وصلت إلى 22%.
ومنذ سنوات عديدة أصبحت نسبتهم من ضباط الوحدات القتالية في الجيش نحو 50%؛ رغم أن أنصار هذا التيّار لا تتجاوز نسبتهم من إجمالي المجتمع 10%، وتشير التقديرات إلى أن عددهم حوالي 700 ألف نسمة.
أكد الباحث ليفي أن وسائل تحقيق النفوذ في الجيش تشمل زيادة تواجد خريجي المؤسسات الحردلية في الوحدات، وتعزيز قبضتهم على القيادة العسكرية
ووفقًا لأنس أبو عرقوب، فإن الضباط من تيار الصهيونية الدينية باتوا يشغلون ما نسبته 13% من قيادة الفرق القتالية في الخدمة النظامية في جيش الاحتلال، كما كشفت مجلة "بمحنيه" العسكرية قبل عدة سنوات.
وقد أكد الباحث ليفي أن وسائل تحقيق النفوذ في الجيش تشمل زيادة تواجد خريجي المؤسسات الحردلية في الوحدات، وتعزيز قبضتهم على القيادة العسكرية.
وأضاف أن تعزيز نفوذ الحريديهم سيتم من خلال إيداع مركزين آخرين للسلطة في أيدي الحردليم، حيث تم تعيين آفي بلوت في منصب قائد المنطقة الوسطى، الحاكم العسكري للضفة الغربية، الذي نشأ في مستوطنة نيفي تسوف، وهو أول جنرال يتلقى تعليمه في المدرسة الدينية "عاليه". وبصفته قائدًا لفرقة الضفة الغربية، برز بأسلوب هجومي يختلف عن النهج الأكثر تحفظًا الذي سيطر عليه في السابق، الذي ساهم في تصعيد العنف في الضفة الغربية وأوصلها إلى حافة الانتفاضة الثالثة.
وأشار إلى أنه من الصعب التصور أنه سيعمل مثل الرائد يهودا فوكس، الذي أدت صراعاته مع قيادة المستوطنين إلى تقصير فترة ولايته.
وذكر أبو عرقوب إلى أن المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال هي القيادة المسؤولة عن جميع الوحدات والفرق العسكرية المتمركزة في الضفة الغربية والقدس وتل أبيب الكبرى، ومقر القيادة الرئيسي يقع في مستوطنة نيفي يعقوب في شمال القدس.
وتم تعيين بار خليفا رئيسًا لقسم القوى البشرية في الجيش، حيث تلقى تعليمه في مدرسة أور عتصيون العسكرية الداخلية في كفار عتصيون، التي كان يرأسها الحاخام حاييم دروكمان.
وكان من بين الرواد للموجة الدينية التي اجتاحت الجيش أثناء الحرب، حيث أصدر أمرًا عسكريًا خلال الحرب الحالية على غزة مستندًا إلى آية توراتية: "وينتقم من أعدائه ويطهر أرضه (من دماء غير اليهود) مع شعبه".
نجا دروكمان من عملية إطلاق نار نفذتها كتائب القسام قرب بلدة بيت كاحل غرب الخليل في مطلع شهر تشرين الثاني\نوفمبر من عام 1993
ويُعتبر الحاخام حاييم دروكمان من أبرز حاخامات تيار "الصهيونية الدينية"، الذي يُمثل نحو 12% تقريبًا من إجمالي السكان اليهود في "إسرائيل".
ومن بين أهم طلبته الحاخام تسفي يهودا كوك، مؤسس تيار الصهيونية الدينية، وهو أيضًا الأب الروحي لحركة "غوش ايمونيم" التي بادرت لإطلاق مشروع الاستيطان بعد احتلال الضفة الغربية في حرب حزيران عام 1967. ومنذ تسعينيات القرن الماضي، يُعتبر دروكمان خليفة ليهودا كوك.
ودخل الحاخام حاييم دروكمان الحياة السياسية في عام 1977 من خلال "الحزب الوطني الديني - المفدال" الذي تحالف آنذاك مع حزب الليكود بزعامة مناحيم بيغن، وشغل مقعدًا في الكنيست لمدة 14 عامًا.
وقد نجا دروكمان من عملية إطلاق نار نفذتها كتائب القسام قرب بلدة بيت كاحل غرب الخليل في مطلع شهر تشرين الثاني\نوفمبر من عام 1993، وأسفرت العملية عن مقتل سائقه وإصابته بجروح خطيرة.