24-سبتمبر-2024
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيليّ، يوم الثلاثاء، أنّه هاجم خلال اليومين الماضيين ما يقرب من 1500 هدف في لبنان. وأشارت صحيفة "هآرتس"، إلى أنّه بسبب "المخزون الضخم من الذخيرة في أيدي حزب اللّه والسهولة النسبيّة الّتي يمكنها تجديدها بها، لا يزال يشكّل تهديدًا خطيرًا للجبهة الداخليّة الإسرائيليّة".

(Getty)

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيليّ، يوم الثلاثاء، أنّه هاجم خلال اليومين الماضيين ما يقرب من 1500 هدف في لبنان. وأشارت صحيفة "هآرتس"، إلى أنّه بسبب "المخزون الضخم من الذخيرة في أيدي حزب اللّه والسهولة النسبيّة الّتي يمكنها تجديدها بها، لا يزال يشكّل تهديدًا خطيرًا للجبهة الداخليّة الإسرائيليّة".

ودمّر الجيش الإسرائيليّ، فيما أسماه "تجريد حزب اللّه من القدرات"، صواريخ متوسّطة المدى وصواريخ كروز وطائرات مسيرة في غارات في الأيّام الأخيرة، بالإضافة إلى جزء كبير من مشروع تدقيق الصواريخ.

هآرتس نقلًا عن مصدر أمني: حتّى لو تمّ تدمير 50% من قدرات الإطلاق الخاصّة في حزب اللهّ، فلا يزال لديه أكثر من 100 ألف صاروخ وقذائف جاهزة للاستخدام

وقالت "هآرتس": "هناك من ادّعى أنّ 50% من قدرات إطلاق الصواريخ لدى حزب اللّه، قد دمّرت". ويقول مسؤول كبير في الجيش الإسرائيليّ: "ليس هناك شكّ في أنّ حزب اللّه تعرّض لضربة قويّة للغاية. لكن حتّى لو تمّ تدمير 50% من قدرات الإطلاق الخاصّة في حزب اللهّ، فلا يزال لديه أكثر من 100 ألف صاروخ وقذائف جاهزة للاستخدام والانطلاق على الجبهة الداخليّة لإسرائيل. هذا شيء لا ينبغي الاستخفاف به".

وأضاف مصدر أمنيّ إسرائيليّ رفيع سابق، مطّلع على ما يحدث في القيادة الشماليّة هذه الأيّام، أنّه على عكس قطاع غزّة وحماس، يعمل حزب اللّه ضمن دولة ذات سيادة. ولذلك، فإنّ تجديد مخزونه من الذخيرة أمر سهل نسبيًّا.

وقال المصدر نفسه: "صحيح أنّه سيكون من الصعب للغاية على حزب اللّه أن ينقل قوافل شاحنات تحمل صواريخ دقيقة أو صواريخ بعيدة المدى من سوريا والعراق وإيران. لكن لا شكّ أنّه يعرف كيف ينقل الوسائل ويسلّح نفسه. لذلك التقدير هو أنّه من المتوقّع أن نخوض معركة طويلة وكبيرة على الجبهة الداخليّة إذا قرّر الأمين العامّ لحزب اللّه حسن نصر اللّه إطلاق حملة شاملة".

وبحسب تقديرات المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة، قبل هجمات سلاح الجوّ في الأيّام الأخيرة، كان لدى حزب اللّه القدرة على إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف على إسرائيل كلّ يوم. وبدأ التنظيم الحرب بما يتراوح بين 150 و200 ألف صاروخ وقذيفة من مختلف الأنواع والمدى في لبنان. وتشمل هذه حوالي 40 ألف صاروخ يصل مداها إلى 20 كيلومترًا، و80 ألف صاروخ آخر من نوع فجر يصل مداها إلى 40 كيلومترًا، والعدد نفسه من صواريخ زلزال وفتح يصل مداها بين 40-80 كيلومترًا وآلاف الصواريخ الأخرى لمدى يتراوح بين 100 و200 كيلومتر.

وبالإضافة إلى كلّ ذلك، لدى حزب اللّه أسراب طائرات مسيرة مسلّحة. كما تمكّن نصر اللّه من إنشاء مشروع تدقيق الصواريخ، على الرغم من محاولات إسرائيل تدمير مشروع الصواريخ الدقيقة. وفي حرب لبنان 2006، عندما أصاب حزب اللّه السفينة البحريّة ساعر-5 بصاروخ موجّه، أثبت حزب اللّه أنّ المنظّمة تمتلك أيضًا صواريخ بحريّة تهدّد الساحة البحريّة والمياه الاقتصاديّة لإسرائيل.

وحول اغتيال عناصر حزب اللّه، قالت مصادر في المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة لـ"هآرتس"، إنّها "تعتقد أنّ نصر اللّه لن يجد صعوبة في تجنيد عدد كبير من المقاتلين ضدّ إسرائيل".

وأشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يتابع بقلق نحو 40 ألف مقاتل أتوا من دول مختلفة بما في ذلك العراق واليمن يوجدون بالقرب من مرتفعات الجولان، وينتظرون دعوة الأمين العامّ لحزب اللّه للانضمام إلى القتال.

وتقول المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة، إنّه على الرغم من أنّهم ليسوا مقاتلين محترفين بشكل خاصّ، إلّا أنّ هذا أمر مثير للقلق. وقال مصدر إسرائيليّ كبير: "صحيح أنّهم ليسوا من مقاتلي النخبة، ومع ذلك فقد رأينا ما يمكن أن تفعله قوّة مكوّنة من 2000 إلى 3000 رجل مسلّح عندما تفاجئ مستوطنة وتهاجمها".

وأضاف: "هذه مخاطرة لا يمكننا القيام بها، وإذا لزم الأمر سنتحرّك أيضًا في سوريا لنوضّح للأسد بشكل أفضل أنّنا لم نعد نقبل وجودهم هناك".

وانتقد مسؤولون كبار في الجهاز الأمنيّ الإسرائيليّ، ​​قرار المستويين السياسيّ والعسكريّ "الفصل المصطنع"، كما يقولون، بين الساحتين الشماليّة والجنوبيّة في قطاع غزّة. بل إنّ رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي قرّر أن يطلق على الحرب في لبنان اسم "سهام الشمال"، وفي الواقع فصلها عن حرب "السيوف الحديديّة" (أي الّتي في غزّة).

وقال مصدر أمنيّ لصحيفة "هآرتس": "لا يمكن التصرّف في ساحة واحدة وكأنّ ليس لدينا 101 مختطفًا في غزّة، وكأنّ العمل في ساحة واحدة ليس له عواقب على الساحات الأخرى".

وفي المناقشات الأخيرة للمجلس الوزاريّ السياسيّ الأمنيّ الإسرائيليّ، وكذلك في المناقشات الأمنيّة في منتدى أصغر ضمّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، عرض نتنياهو التغيير في تصوّره فيما يتعلّق بما يحدث في غزّة فيما يتعلّق بإمكانيّة عقد صفقة مع حماس لإعادة المختطفين.

وادّعى رئيس الوزراء الإسرائيليّ أنّ الطريق إلى إقناع "زعيم حماس يحيى السنوار بالموافقة على الصفقة ليس بالضرورة من خلال الضغط العسكريّ عليه، بل من خلال الضغط المستمرّ على نصر اللّه"

وقالت مصادر في المؤسّسة الأمنيّة، إنّه على الرغم من أنّ "المنطق الكامن وراء هذا التوجّه مفهوم، إلّا أنّهم يعتقدون أنّ هذا القرار يأتي في مرحلة متأخّرة جدًّا من الحرب حيث تكون حالة المختطفين صعبة للغاية وهناك خطر الموت المباشر يحوم فوقهم". إضافة إلى ذلك، تعتقد مصادر في المؤسّسة الأمنيّة أنّ "قرار نقل الضغط لوقف القتال في غزّة إلى نصر اللّه يشير إلى أنّ إسرائيل رفعت يديها في محاولة لإسقاط حماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع".