صدر مؤخرًا في "إسرائيل" كتابٌ يحمل عنوان "لن يعودوا: مشكلة اللاجئين الفلسطينين والسياسية الإسرائيلية في السنوات الأولى لنشأة الدولة". والكتاب في الأصل رسالة دكتوراه للباحث الإسرائيلي شيلي فريد، يجيب فيه على تساؤل كيف قررت حكومات إسرائيل عامي 1948 ثم 1949 عدم السماح بعودة 700 ألف لاجىء فلسطيني إلى قراهم ومدنهم، ومصادرة ممتلكاتهم.
خلال الكتاب المكون من 360 صفحة، يسرد الباحث المرموق في إسرائيل فريد، أطروحة مثيرة يبين فيها أن الحكومة الإسرائيلية في جلستها التي عقدت بتاريخ 16 تموز/يوليو لعام 1948، قبل أن تلفظ الحرب الدائرة في ذلك الوقت أنفاسها، وبعد شهر من إنشاء إسرائيل وتشريد أهالي يافا وحيفا وطبريا، توصلت إلى مبدأ يقوم على أن "العرب هربوا من قراهم لأنهم شنوا حربًا علينا، ولذلك ليس ثمة مبرر للسماح بعودتهم إلى أماكن تواجدهم".
ويصور الكتاب الذي يستعرض بروتكولات جلسات الحكومات فرحة زعماء إسرائيل باجتثاث 700 ألف فلسطيني من منازلهم التي تم إسكان مئات الآلاف من المهاجرين اليهود الذي جلبتهم إسرائيل فيها، ويستشهد المؤلف للتديل على ذلك، بوصف بن غوريون أول رئيس لإسرائيل تهجير الفلسطينين بالقول: "لقد حدثت لنا معجزة".
ووفق الكتاب الذي صدر بعد وفاة مؤلفه، فإن بن غوريون كان يراهن على أن ينسى اللاجئون تطلعهم إلى العودة لديارهم، فيما درست الحكومة الإسرائيلية آنذاك استخدام أملاك اللاجئين لتعويضهم ودفعهم لنسيان تطلعهم إلى العودة.