الترا فلسطين | فريق التحرير

اشتكت عائلات أسرى خلال حديث مع "الترا فلسطين" من "تقصيرٍ" في دور هيئة شؤون الأسرى تجاه متابعة ظروف الأسرى في سجون الاحتلال، ونقل أخبارهم عبر تنفيذ زيارات للسجون، ما يضطر الأهالي إلى توكيل محامٍ خاص ودفع مبالغ نقدية، لزيارة أبنائهم والاطمئنان عليهم، بعد القمع الشديد الذي يتعرّض له الأسرى وتضاعف مؤخرًا.

بعد السّابع من أكتوبر، زاد الاحتلال تنكيله بالأسرى في السجون، واستشهد 7 منهم إثر ذلك، ما ضاعف قلق العائلات على أبنائها مع غياب أيّ وسلة تواصل، وباتت زيارة المحامين لهم الطريقة الوحيدة للاطمئنان عليهم

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين أول المنصرم، تفرض سلطات الاحتلال قيودًا على زيارات المحامين وهيئة شؤون الأسرى والمؤسسات الدولية، كما تمنع زيارة الأهالي التي كانت مقررة كل شهر.

ودفع ذلك عائلات الأسرى للاعتماد على محامين خاصين، كما تقول زوجة الأسير جواد الجعبري من الخليل، والقابع في سجن النقب، حيث اضطرت عائلته رفقة أربع عائلات أخرى لتوكيل محامٍ خاص للاطمئنان عن أبنائهم، وسط فقدان الأمل من جهود الهيئة التي لم تتمكن من الحصول على معلومات حول ظروف اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر الماضي.

شكاوى بالتقصير وعدم المتابعة

ويرد المحامي المختص بقضايا الأسرى، فادي القواسمة بالقول: "لو أن الهيئة قامت بواجبها دون تقصير، لما توجّه الناس للمحامي الخاص، ولكن المقصّر يحاول أن يبرر تقصيره على حساب الآخرين، وعلى الهيئة أن تدرك أنها ليست وحدها من تعمل في سياق خدمة الأسرى، بل هناك غيرها في هذه الساحة، ولا يحق لأحد اتهامهم بالاحتيال أو النصب أو السمسرة".

وتابع القواسمة: "أنا لا أزور إلا مرّات قليلة وبلا مقابل مادي، لأن الزيارات ليست من اختصاصي، ومن أراد أن يحذّر من أي ظاهرة عليه تحري الدقة أولًا، ومن ثم إبلاغ ذوي الأسرى من باب الحرص، دون إطلاق اتهامات عامة لا تليق بمؤسسة محترمة مثل هيئة شؤون الأسرى في ظل ما يعيشه ذوي الأسرى من "ظروف صعبة".

أكثر من 8800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي
أكثر من 8800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي

أمّا المحامي الخاص، حمزة أبو ميزر والذي رفض تصريحات مدير الدائرة القانونية في هيئة الأسرى فقد أوضح بأنه زار حوالي 35 أسيرًا في 7 مرّات، وما ينفي "ادّعاء الهيئة" حسب وصفه هو أنه ينقل خلال الزيارة معلومات ورسائل خاصة بين الأسير والعائلة، مثل رقم البطاقة البنكية للأسير أو معلومات معيّنة، أو عبر إيصال السلام والتحية لأفراد من العائلة لا يعرفهم المحامي، أو عبر وصف شكل وحال الأسير.

ويقول أبو ميزر إنهم يتقاضون مبلغ 1500 شيقل من 5 عائلات، لزيارة سجون مثل نفحة والنقب في جنوب البلاد، وهذا يتطلب جهدًا ووقتًا وتكلفة مواصلات، وأنهم يتساهلون مع أهالي الأسرى، ويتعاملون بحرص في الوصول إلى الأسرى وطمأنتهم عبر قراءة رسائل الأهل لهم.

المحامي أبو ميزر: زيارة الأسرى في السّجون تحتاج جهدًا وإصرارًا على التواصل المتكرر مع إدارة السجن، وعدم الاكتفاء برسالة واحدة عبر الفاكس

ولا تحتاج الزيارة وفق أبو ميزر لجهد قانونيّ، بل تحتاج جهدًا عمليًا بالإصرار عبر التواصل المتكرر مع إدارة السجن بالاتصال وإرسال الرسائل عبر الفاكس، لكن بعض المحامين يكتفون برسالة واحدة عبر الفاكس ولا يتكلّف بعضهم بمحاولات أخرى، على حدّ قوله.

ويُشار إلى أنّ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية تشرين ثاني/ نوفمبر، أكثر من 8800، بينهم أكثر من 3291 معتقل إداريّ، و661 صنّفهم (كمقاتلين غير شرعيين)، من معتقلي غزة، علمًا أن حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر بلغت 5755 معتقلًا.