قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير صباح اليوم الأحد، إن الجيش الإسرائيلي يُنفذ على ما يبدو نسخة جزئيّة ومحدودة من خطة الحصار التي وضعها الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، والمعروفة باسم "خطة الجنرالات"، رغم نفيه. ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرًا لمراسلها يوآف زيتون، أكّد فيه أن الجيش يطبّق فعليًا خطّة الجنرالات، وذلك تحت عنوان: "فرض حصار على جباليا وتقسيمها: نظرة على العملية البرية الطويلة في جباليا".
"على الرغم من النفي، يبدو أن الجيش الإسرائيلي ينفذ خطة الجنرالات فعليًا في شمال قطاع غزة"
وأشار زيتون إلى أنه "على الرغم من النفي، يبدو أن الجيش الإسرائيلي ينفذ خطة الجنرالات جزئيًا، إذ تم فصل الثلث الشمالي من قطاع غزة، وبدأ الجيش في إطلاق نيران المدفعية على المدينة، وعلى الرغم من تراجع عدد الجرافات والدعم الجوي، إلا أن الجيش الإسرائيلي عمّق عمليته البرية".
وفي سياق استعراض ما وصفه بـ "العمليات العسكرية"، أضاف زيتون: "في نهاية الأسبوع، أدخل الجيش الإسرائيلي لواء كفير في العملية البرية الطويلة في جباليا، والتي دخلت الآن في شهرها الثاني. وبذلك، عادت الفرقة 162 إلى العمل مع ثلاث فرق قتالية من الألوية في المدينة المحاصرة في شمال قطاع غزة، وقد أصيب اليوم الأحد ضابط هندسة قتالية في الكتيبة 601 بجراح خطيرة في القتال الذي دار شمال قطاع غزة، وذلك منذ بداية العملية البرية التي تنفذها الفرقة 162 في جباليا. ومنذ حوالي شهر، قُتل هناك 21 جنديًا.
وأشار إلى أنه في الأسبوع الأول من العملية البرية، اختنقت جباليا بالفعل، بسبب الحصار من أجل إقناع عشرات الآلاف من سكان غزة بالمغادرة. وتحت ضغط أمريكي شديد، أعيد إدخال مساعدات إنسانية إلى هذه المنطقة، الواقعة مباشرة تحت سيطرة حماس، ودفع الجيش الإسرائيلي بلواء كفير للمشاركة في العملية البرية المستمرة، ليصبح هناك ثلاثة ألوية قتالية في المدينة المحاصرة شمالي القطاع.
في هذه الأثناء، واصلت وبيّن أن قوات الجيش وسّعت فصل جباليا عن الأجزاء الشمالية من قطاع غزة، حيث أقامت الدبابات والمشاة انتشارها في الأسبوعين الأخيرين على محور أفقي موازٍ شمال ممر نتساريم، وتقع على بعد حوالي خمسة كيلومترات جنوب الجزء الشمالي من حدود غزة، ويوجد في المسار الجديد حواجز تفحص السكان الذين يغادرون إلى مدينة غزة، باستخدام تقنيات التعرّف على الوجه.
مقاتلو حماس في جباليا يغيّرون تكتيكاتهم القتالية
وتطرق زيتون إلى تكتيكات حماس، بإعداد مئات الكمائن من العبوات الناسفة بانتظار وصول جنود الجيش الإسرائيلي، وهي عبوات أدّت إلى مقتل عدد لا بأس به من الجنود، كما أنها منتشرة بين الأنقاض وفي الميدان، وتعلّق بالأسلاك في المباني وتحت السجاد بشكل يُصعّب من رصدها.
وذكر أنّ مقاتلي حماس تعلموا من المعارك السابقة، وغيّروا منهجية عملهم فيما يتعلق بالكمائن وعبوات الناسفة: ففي حادثة الاستهداف الصعبة الأسبوع الماضي، والتي قُتل فيها 4 جنود، تم إخفاء العبوة في الطابق الثاني وليس الأول، كما تفعل حماس عادة، لأن مقاتلي حماس رأوا أن الجيش الإسرائيلي يهاجم بالقصف المدفعي بشكل رئيس الطوابق الأرضية قبل الدخول لتفتيش المباني".
تزيد حماس من استخدام العبوات الناسفة، وتحوّل قذائف الهاون إلى عبوات ناسفة
وأكد زيتون أن استخدام المتفجرات كبير جدًا لدرجة أن نشطاء حماس حوّلوا قذائف الهاون الخاصة بهم إلى عبوات ناسفة. وفي حادثة قتل قائد اللواء 401 في جباليا، العقيد إحسان دقسة، تم تفجير عبوة ناسفة، ولكن على غير العادة تم تفعيلها بواسطة جهاز تحكم عن بعد".
ولا يستبعد جيش الاحتلال الإسرائيلي احتماليّة أنّه في نهاية الهجوم على جباليا، ستبقى كتيبة أو لواء على طريق الفصل الجديد الذي يقطع الثلث الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. من مدينة غزة نفسها، لأنها منطقة تسيطر وتهدد بإطلاق النار على شمال الغلاف، مع التركيز على سديروت والقطار الذي يمر عبرها، وهي معرّضة لإطلاق نار دقيق من جباليا، ويقدّر الجيش أن العمل الميداني للقضاء على البنية التحتية لحماس في شمال قطاع غزة ستستغرق ستة أشهر أخرى.