21-يوليو-2018

الترا فلسطين - فريق التحرير

بين الوثائقيّ والدّراميّ، تنوّعت الأفلام الأجنبيّة – إسرائيلية وأمريكيّة وأوروبيّة وكنديّة – في تناول مواضيع تتعلّق بالصراع العربي الإسرائيلي، وبالقضيّة الفلسطينيّة. ففي حالة فيلم "حرّاس البوابة" الإسرائيليّ الوثائقيّ، لا يمكن الحديث عن "الشاباك" دون الحديث عن الفلسطينيّ. وفي "بيروت"، لا يمكن الحديث عن بيروت الحرب الأهليّة دون الحديث عن الفلسطينيّ. إلّا أنّ الأفلام تنوّعت بين الوثائقيّ الممزوج ببعض الدّراما لأغراض تشويقيّة، وبين الدّراميّ المستند إلى بعض الحقائق لأغراض موضوعيّة.

في هذا التقرير، نعرض 8 أفلام من إنتاج إسرائيلي، أمريكي، بريطاني، فرنسي، ألماني، كندي، تناولت القضيّة الفلسطينيّة وثائقيًا ودراميًا.

بيروت (2018)

من إخراج براد أندرسون وسيناريو توني غيلروي، يتتبع فيلم "بيروت" تفاصيل عمليّة اختطاف نفّذتها مجموعة فلسطينيّة لعميل مخابرات أمريكيّة في بيروت خلال الحرب الأهليّة اللبنانية. الفيلم من بطولة "جون هام" و"ديس نوريس" و"روزاموند بايك" التي مثّلت العديد من الأدوار في أفلام تتّصل بالشّرق الأوسط وبالقضيّة الفلسطينيّة تحديدًا.

اقرأ/ي أيضًا: فلم "بيروت".. صدى قديم جديد للإمبراطورية

قصّة الفيلم هي قصّة "مُفاوض أمريكي محترف" يغادر بيروت بعد تعرّض عائلته للقتل، ثمّ تطلب منه المخابرات الأمريكيّة العودة إلى بيروت بعد سنين طويلة للتفاوض مع المجموعة الخاطفة لعميل مخابرات أمريكيّة جمعته به صداقه قديمة.

ميونيخ (2005)

من إخراج الأمريكيّ ستيفن سبيلبرغ الشهير بالعديد من أفلامه الأيقونيّة في السّينما العالميّة والأمريكيّة، ومن بطولة "إيرك بانا".

يتّتبع الفيلم مطاردة "الموساد" الإسرائيلي لأعضاء منظمة أيلول الأسود المسؤولة عن تنفيذ عمليّة ميونيخ خلال دورة الألعاب الأوليمبيّة في العام 1972 في مدينة ميونيخ الألمانيّة. تتخلّل الفيلم الكثير من الحوارات حول أخلاقيّة المهمّة الموكلة لـ"قَتَلة الموساد"، إضافة إلى أنّ الفيلم يظهر مدى تعقيد وتشابك شبكة العلاقات الخاصّة بمنظمة أيلول الأسود وأعضائها في المدن الأوروبيّة.

ينفذ قتلة الموساد عمليات اغتيال بحقّ العديد من قادة منظّمة التحرير ومسؤوليها في أوروبا، كوائل زعيتر في مدينة روما الإيطالية، وتفجير منزل محمود الهمشري وغرفة حسين البشير في قبرص، إضافة إلى اشتراكهم في عملية اغتيال كل من كمال عدوان، يوسف النّجار وكمال ناصر في بيروت إلى جانب القوّات الخاصّة الإسرائيليّة. ويتّتبع الفيلم الفشل الذي منيت به العديد من محاولات "الموساد" لاغتيال "علي حسن سلامة" الذي عُرِف بلقب "الأمير الأحمر"، في أوروبا.

ترشّح الفيلم لخمسة جوائز أوسكار، كأفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل تحرير، وأفضل نص مقتبس، إضافة إلى أفضل موسيقى.

7 أيّام في عينتيبي (2018)

من إخراج البرازيلي جوزيه باديا وبطولة دانيال برول وروزاموند بايك، ومن إنتاج أمريكي بريطاني مشترك.

تدور أحداث الفيلم حول عملية "عينتيبي" التي نفّذتها الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بتخطيط من وديع حدّاد ومشاركة ثوريين ألمان من "الجيش الأحمر"، أو مجموعة "بادر ماينهوف الثوريّة اليسارية"، وهما بريجيت كولمان (روزاموند بايك)، وويلفريد بوس (دانيال برول). تختطف المجموعة المؤلّفة من فدائيي الجبهة الشعبيّة والألمان طائرة فرنسيّة تقلع من مطار أثينا، وتهبط بها في مطار "عينتيبي" في أوغندا، وتُطالب بفدية مقدارها 5 مليون دولار أمريكي وإطلاق سراح 53 أسيرًا فلسطينيًا. تقرّر إسرائيل التفاوض مع الخاطفين علنًا، ولكنّها في السرّ، تعدّ خطّة عسكريّة تقضي بإنقاذ الرّهائن عن طريق إرسال قوّة عسكريّة كبيرة سرًا عبر البحر الأحمر إلى المطار لإنقاذ الرّهائن.

اقرأ/ي أيضًا: 7 أفلام فلسطينية وصلت للعالمية

أثار الفيلم جدلاً بين النقاذ حول اختيار ممثّلين وسيمين لأداء أدوار "الإرهابيين" في نظر الصحافة الإسرائيليّة، كما أثار الفيلم غضب رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الذي ادعى أنّ الفيلم لم يُنصِف شقيقه الأكبر يوناتان نتنياهو، الذي كان مسؤولاً عن المهمّة العسكريّة لإنقاذ الرّهائن، وقد قُتل في اشتباكات مع الخاطفين وتمّ اعتباره "بطلاً قوميًا" في إسرائيل.

قصّة عن الحبّ والظلام (2015)

من إخراج بطلة الفيلم الرئيسيّة "ناتالي بورتمان"، ومبنيّ على رواية الروائي الإسرائيلي الشهير عاموس عوز: "قصّة عن الحبّ والظلام".

يتناول الفيلم قصّة الروائي الإسرائيلي "عاموس عوز" والظروف التي أحاطت بنشأته صغيرًا في مدينة القدس تحت الاحتلال البريطاني، وبعد إعلان "دولة إسرائيل". يركّز الفيلم، والرواية، على علاقة عوز بوالديه، وخاصّة على علاقته مع والدته التي كانت تعاني من انهيارات نفسيّة متتاليّة أثّرت على علاقتهما، وعلى شخصيّة عوز نفسه ككاتب وكإنسان، كما أثّرت على مواقفه من الصّراع العربيّ الإسرائيلي.

ويعرض الفيلم بعض جوانب العلاقة التي جمعت اليهود والعرب قبل النّكبة تحت حكم الاحتلال البريطاني، من خلال بعض المشاهد لعوز صغيرًا وهو يلعب في حديقة أحد "الباشوات" الفلسطينيين برفقة طفلة عربيّة.

يصنف الفيلم، والرواية، في خانة أفلام السيرة الذاتية، وقد أخرجته "بورتمان" الأمريكيّة اليهوديّة، التي أثارت الجدل مؤخرًا برفضها الحضور لتسلُّم جائزة بقيمة مليون دولار في إسرائيل بسبب مسيرات العودة في قطاع غزّة وتعامل إسرائيل معها.

الأمير الأخضر (2014)

فيلم وثائقي ألماني إسرائيلي بريطاني، يتقصّى وثائقيًا ودراميًا قصّة مصعب حسن يوسف "الأمير الأخضر"، وهو نجل القيادي في حركة حماس حسن يوسف، الذي تمّ تجنيده من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، وأحبط العديد من عمليّات المقاومة أثناء الانتفاضة الثانية، وكان مسؤولاً عن اعتقال العديد من قادة المقاومة ومهندسيها وعقولها البارزة.

الفيلم من إخراج المخرج الإسرائيلي نداف شيرمان، وهو فيلمه الثالث الذي يدور حول الجاسوسيّة، بعد فيلمه الأوّل "جاسوس الشامبانيا"، وفيلمه الثاني "في الغرفة المظلمة" الذي يتعرّض لقصّة زوجة كارلوس وابنته، وهو الذي كان على علاقة وثيقة مع وديع حدّاد، وكانت أشهر عمليّاته اختطاف أعضاء منظّمة أوبك في عاصمة النمسا، فيينا.

يعرض الفيلم، بأسلوب دراميّ يصل حدّ تحويل الوثائقيّ إلى فيلم بوليسيّ، حكاية مصعب حسن يوسف منذ يوم تجنيده الأوّل وحتى افتِضاحِ أمره، متعمقًا في تفاصيل العلاقة التي جمعت بينه وبين ضابط "الشاباك" الذي كان مسؤولاً عنه، وفي تفاصيل العمليّات التي أحبَطَها، ووجهة نظر مصعب حول الإرهاب والمقاومة والعنف، عن طريق مقابلة شخصيّة مطوّلة مع كلّ من مصعب وضابط "الشاباك". ويستعين الفيلم بفيديوهات من تصوير طائرات بدون طيّار إسرائيليّة وكذلك فيديوهات تُظهِرُ مصعب بجوار والده لمّا كان لا يزال عميلاً سريًا للإسرائيليين.

وقد حاز الفيلم على العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل فيلم أكاديمي عن الأكاديميّة الإسرائيليّة.

الحارسون أو حرّاس البوابة (2012)

وثائقي يعتمد على مقابلات مطوّلة مع ستّة من مسؤولي جهاز "الشاباك"، ويروي قصّة هذا الجهاز والدّور الذي لعبه من خلال هؤلاء الرؤساء الستة في "أمن إسرائيل" منذ حرب الأيّام الستّة حتى الآن.

الفيلم للإسرائيلي درور موريه، الذي كان بالأساس عبارة عن كتاب صدر عن "يديعوت أحرونوت" وتمّ تحويله إلى فيلم لاحقاً، وهو بمثابة اعترافات ست مدراء سابقين لجهاز "الشاباك"، يتحدّثون فيه عن قتل الفلسطينيين، والاغتيالات، ويوجّهون نقدًا لاذعًا للساسّة الإسرائيليين، ويكشفون عن معلوماتٍ تتعلّق بالصراع العربي الإسرائيلي، وبالصراع مع المقاومة الفلسطينيّة، كانت إلى زمنٍ قريب بمثابة أسرار دولة.

اقرأ/ي أيضًا: ما هي أحوال سينما فلسطين بعد 9 عقود من ولادتها؟

حاز الفيلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ85. وقد اعتمد الفيلم على المقابلات المطوّلة، إضافة إلى فيديوهات من الأرشيف الإسرائيلي، والرسوم المتحرّكة، مصحوبة بتعليقات الرؤساء الستّة، لسرد قصّة جهاز "الشاباك" من منظورهم.

سيف جدعون (1986)

عملية ميونيخ مرّة أخرى. فيلم تلفزيوني كندي من إنتاج عام 1986، ومن إخراج مايكل أندرسون، وبطولة كل من ستيفن باور ومايكل يورك، وهو يروي قصّة مطاردة "الموساد" لأعضاء منظّمة أيلول الأسود.

يتعمّق الفيلم في عمليّة تجنيد "الموساد" لرائد في الجيش الإسرائيلي، الذي يقوم بدوره بتدريب أربعة عملاء لتنفيذ مخطط العمليّة الذي ينصّ على اغتيال وائل زعيتر في روما، ومحمود الهمشري في باريس، ومحمد بوديه الجزائري، بالإضافة إلى علي حسن سلامة الذي تفشل محاولات اغتياله.

أفنز، وهو المسؤول عن تنفيذ عمليّات "الموساد"، يقرّر التقاعد والعيش في مدينة نيويورك للعمل كسائق تاكسي، بعد تعرّضه لمجموعة من الضغوطات النفسيّة التي قرّر معها مغادرة إسرائيل والانتهاء من الماضي تمامًا.

إن شاء الله (2012)

"إن شاء الله" فيلم روائي كندي للمخرجة أناييس باردو لافاليت، ويصوّر معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، من خلال قصّة طبيبة كنديّة "كلويه" تعيش بين رام الله حيث تعمل مع جمعيّة الهلال الأحمر، وبين القدس وحيفا حيث تعيش صديقتها اليهوديّة المجنّدة في الجيش الإسرائيلي.

يعالج الفيلم مسألة الحواجز الإسرائيليّة، حيث يتوجّب على الطبيبة الكنديّة أن تمرّ يوميًا بالحاجز الإسرائيلي للوصول إلى مقرّ عملها في مخيم اللاجئين. تتعرّف الطبيبة على واحدة من مرضاها التي تعرّفها على الحياة تحت الاحتلال، ثم تتعرّف الطبيبة الكنديّة على عائلة صديقتها الفلسطينيّة رندة، لتعيش حالة تمزّق بين كلّ من صديقتها اليهوديّة وصديقتها الفلسطينيّة.

صورت أجزاء من الفيلم في مدينة رام الله وعلى طول جدار الفصل العنصريّ، وتمّ تصوير بقيّة الفيلم في مخيمات للاجئين الفلسطينيين في الأردن، وبمشاركة ممثّلين فلسطينيين وأردنيين وكنديين وفرنسيين.


اقرأ/ي أيضًا:

فيديو | سينما العاصي من "ياسمين" إلى الأنقاض

"وطن ع وتر".. أفكار مسروقة وإيحاءات جنسية

فيديو | "الزوبعة".. مسرحية لا ترحب بالإعلام