10-يوليو-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هنادي نعالوة من طولكرم، من زيارة والدتها الأسيرة وفاء مهداوي في سجن "الدامون" اليوم، رغم امتلاكها تصريحًا بالزيارة، ليستمر بذلك حرمان الأسيرة مهداوي من زيارة بناتها الثلاثة لها وشقيقها أيضًا منذ اعتقالها السنة الماضية.

وقال غسان مهداوي، شقيق وفاء، إن هنادي استخرجت تصريحًا للزيارة من خلال مؤسسة "هيموكيد" الحقوقية، وعند ذهابها إلى سجن "الدامون" اليوم أوقفتها سلطات الاحتلال نصف ساعة على حاجز الطيبة، ثم أبلغتها بمنعها من الزيارة رغم التصريح، وألزمتها بالعودة إلى طولكرم.

الاحتلال يمنع بنات الأسيرة وفاء مهداوي وشقيقها من الزيارة منذ اعتقالها في تشرين أول 2018

وأفاد مهداوي لـ الترا فلسطين، بأن جميع بنات الأسيرة مهداوي لم يزُرن والدتهن منذ اعتقالها في شهر تشرين أول/أكتوبر 2018، بعد أن نفذ نجلها أشرف هجومًا بالرصاص في مصنع مستوطنة "بركان" المقامة شمال الضفة، أسفر عن مصرع مستوطنين وإصابة ثالثة، قبل أن يتم اغتياله لاحقًا في نابلس.

وأنهت محكمة "سالم" العسكرية كافة المداولات في قضية مهداوي قبل أكثر من شهر، واستمعت إلى جميع المرافعات من النيابة الإسرائيلية ومحامية الدفاع عن مهداوي، لكنها لم تُحدد حتى الآن موعدًا لجلسة النطق بالحكم.

وفي الجلسة السابقة، أدانت المحكمة، وفاء مهداوي، بأنها كانت على علمٍ بأن نجلها أشرف يملك سلاحًا، لكن دون أن تعلم بأنه ينوي استخدام السلاح في تنفيذ عملية، وفي الوقت ذاته اعتبرت اكتفاء الأم بإبلاغ زوجها أن ابنهما يملك سلاحًا خطوة غير كافية، بدعوى أنه كان عليها إبلاغ جهةٍ إسرائيليةٍ بذلك.

أدانت محكمة الاحتلال وفاء مهداوي بمعرفة امتلاك ابنها الشهيد سلاحًا، لكن ليس بعملها نيته تنفيذ عملية

ووفق مهداوي، فإن النيابة الإسرائيلية قدمت ملفين لقضيتي أسيرين فلسطينيين تراوح الحكم في كل منهما من 3 إلى 5 سنوات، وطلبت إيقاع أقصى عقوبةٍ بحق شقيقته وفاء، بينما يطلب المستوطنون تغريم العائلة بتعويضاتٍ قيمتها 50 مليون شيكل إضافة إلى الحكم بالسجن.

في المقابل، فنّدت محامية الدفاع، ادعاءات النيابة، وقالت إن قضية مهداوي مختلفةٌ لأن القضيتين السابقتين كان الأسيران فيهما على علم بزمان العملية ومكانها، بينما في قضية مهداوي كانت الإدانة بمعرفتها بوجود سلاح مع ابنها وليس نيته تنفيذ عملية. 

وقدمت المحامية ملفاتٍ في قضايا تخص إسرائيليين، إحداها ثبُت فيها معرفة صديقة منفذ عملية اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين بنيته تنفيذ عملية الاغتيال، وقد حكم القضاء الإسرائيلي حينها على المتهمة بالسجن 9 شهور فقط، دون تغريمها بأي تعويضات، متسائلاً، "لماذا إذن يُريدون الحكم على أم أمجد بالسجن 5 سنوات وتغريمها رغم أنها لم تكن على علم بنية أشرف تنفيذ عملية؟".

وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال وليد نعالوة، والد أشرف وزوج وفاء مهداوي، وابنهما أمجد، وزوج ابنتهما، على خلفية القضية ذاتها. وأوضح مهداوي، أن القاضية قالت لمحامية الدفاع إن "قضية وفاء حساسة"، مؤكدًا أن المستوطنين يضغطون على المحكمة، وهذا يؤكده حضور عدد كبير منهم جميع جلسات المحاكمة، وتوجيهم الشتائم لوفاء مهداوي وابنها.

عائلة نعالوة أصبحت منكوبة وتتعرض لعقابٍ جماعيٍ واستهدافها مستمر بعد استشهاد نجلها أشرف

وقبل أيام، أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسيرة إسراء لافي، وبعد خروجها أبلغت عائلة نعالوة أن وفاء تعيش "ظروفًا مأساوية" نتيجة التحقيق القاسي الذي خضعت له لأكثر من شهر وشارك فيه 17 محققًا، وهذا ما تم إثباته في المحكمة، إضافة لحرمانها من زيارة بناتها وشقيقها، وكذلك نتيجة سوء التعامل خاصة عند نقلها بالبوسطة إلى جلسات المحاكم ثم إعادتها للسجن، حيث يتعمد السجانون إهانتها وإذلالها.

وقال مهداوي، إن عائلة نعالوة الآن أصبحت منكوبة، وهو ما أكدته ابنة أخته فيروز قائلة إنها "سمعت دائمًا بنكبة الشعب الفلسطيني، لكنها الآن تعيش نكبة حقيقية مع عائلتها"، تتمثل في الاستهداف المتواصل، بدءًا باعتقال الأم والأب والأخ، وحرمان البنات من الزيارة، وهدم المنزل.

وطالب مهداوي المؤسسات الرسمية الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها تجاه قضية العائلة، ونقل معاناتها إلى السفارات والمؤسسات الدولية، والتحرك من أجل وقف استهداف العائلة وسياسة العقاب الجماعي بحقها على خلفية العملية التي نفذها ابنها دون علم أفراد العائلة، وهو غير قاصر.