17-يناير-2022

Getty

أقرّت "إسرائيل" خطّة ضخمة من شأنها تغيير الطابع العمرانيّ لساحة البراق الملاصقة للحائط الغربيّ للمسجد الأقصى في القدس المحتلة، وتقول الأوقاف الإسلاميّة إنّ الإجراء الإسرائيليّ يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف.

 تكلفة الخطة 110 ملايين شيقل، وجرى تخصيص ميزانيتها من عدة وزارات إسرائيلية  

وفي جلستها الأسبوعية التي جرت الأحد (16 كانون ثان/ يناير)، وافقت الحكومة الإسرائيلية التي يقودها نفتالي بينيت على تخصيص 110 ملايين شيقل (35 مليون دولار أمريكي)، لتشييد بنى تحتية وشقّ مداخل ومخارج للمكان الذي يُطلق عليه إسرائيليًا "حائط المبكى" وربطه بوسائل نقل عامة، وتطوير برامج تعليمية تشجّع الطلبة اليهود على الوصول إليه.

واعتبرت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف من وراء مصادقتها، على خطة خمسية لتحديث البنية التحتية وتشجيع الزيارات اليهودية لحائط البراق.

يقول نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، في حديثه لـ "الترا فلسطين" إن الجهات الإسرائيلية تعمل منذ 1967 في ساحة البراق، لتحقيق ثلاثة أهداف، أوّلها تهويد الساحة بشكل كامل من خلال الحفريات والأبنية والكنس والمتاحف، إذ أنّ عملية التهويد والتوسعة التي تمّت في ساحة البراق وصلت إلى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى.

ويؤكد بكيرات أن الهدف من هذا التهويد هو خلق رؤية بصرية يهودية في ساحة البراق بشكل كامل، ويرصد لهذا ميزانيات ضخمة في كل سنة، من أجل منافسة العمران القائم، وسلخ المسجد الأقصى عن محيطه الفلسطيني، لخلق رؤية بصرية يهودية في المكان.

 تقول الأوقاف الإسلامية في القدس إن "إسرائيل" تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف من وراء تنفيذ هذه الخطة 

أما الهدف الثاني بحسب بكيرات فهو ما يسمى بـ "المقداسة"، وهو محاولة خلق قداسة يهودية رغم أن هذا الحائط منذ بدء الخلاف عليه في ثلاثينيات القرن الماضي والقوانين العالمية والمحلية وثورة البراق والكتاب الأبيض وكل ما جرى يثبت القداسة الإسلامية، ومع ذلك فإن دولة الاحتلال تسعى لضرب القداسة الإسلامية في المكان الذي رُبط فيه "البراق" وهو من أقدس الأماكن الإسلامية، ليتم نزع القداسة الإسلامية والهوية الإسلامية والعربية وتحويلها إلى قداسة يهودية. 

وتابع بكيرات أن الهدف الثالث من الخطة هو هدف ديمغرافي، حيث يحرم الاحتلال أهالي القدس والمسلمين من الدخول لتلك المنطقة، وفي المقابل يتم جلب أكبر عدد ممكن من اليهود لتشجيع المقتحمين للمسجد الأقصى، وفي هذا محاولة لضرب الديمغرافية القائمة على المسجد الأقصى والقدس، وكل ذلك لتهجير المقدسيين وإحلال سكان يهود في تلك المنطقة.

وبحسب رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت فإنّ الخطة الخمسية التي تمّت المصادقة عليها ستساعد على تطوير البنى التحتية الضرورية لأحد "أقدس وأهمّ الأماكن بالنسبة للشعب اليهودي"، وستساعد على وصول العديد من الزوار الآخرين"، وفق قوله. 

 عدد الذين وصلوا لساحة حائط البراق في الفترة بين 2015- 2020، بلغ 12 مليون شخص 

والخطّة سيتم اقتطاع ميزانيتها من مخصصات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارات الجيش والتعليم والمالية والداخلية والمواصلات والسياحة والثقافة والرياضة والتكنولوجيا، والهجرة، وجهاز "الشاباك"، ستغيّر الطابع العمراني لحائط البراق لزيادة عدد اليهود الذين يحضرون لإقامة شعائر توراتية.

ووفقًا لصحيفة "يسرائيل هيوم" فإن عدد الذين وصلوا لساحة حائط البراق في الفترة بين 2015- 2020، بلغ 12 مليون شخص.


اقرأ/ي أيضًا:

فلسطينيّ يهدد بحرق نفسه إذا طرده الاحتلال من منزله بالقدس

 

"مخاتير" القدس: اتهامات بتمرير سيادة الاحتلال يُقابلها تذرع بإنجازات محلية