17-سبتمبر-2024
مستوطنون يشنون اعتداءات على أم صفا

مستوطنون يشنون اعتداءات على أم صفا

على بعد عشرات الأمتار من منازل أهالي قرية أم صفا شمال رام الله، تواصل جرافة إسرائيليّة نهش ما تبقى من أراضي القرية التي أقام عليها المستوطنون بؤرة استيطانية رعوية، ولم يبق للفلسطينيين هناك إلّا ما تقف عليه أقدامهم.

خاطب رئيس مجلس قروي أم صفا،  الرئيس محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وجهات رسمية، لوضع حدّ لمصادرة الاستيطان لأرضهم، لكن دون جدوى

مطلع الأسبوع الجاري، نظم أهالي قرية أم صفا إلى جانب متضامنين أجانب، مسيرة سلمية نحو أراضيهم المهددة بالمصادرة، قبل أن يقمعهم جنود الاحتلال.

ورغم عدم صدور أي قرارات إسرائيليّة -حتى الآن- تقضي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي "أم صفا" إلا أن المستوطن "سدي بار يوسف" يتولى الإشراف على تنفيذ أعمال تجريف واسعة من أراضي القرية وبحماية وتغطية من جيش الاحتلال.

يقول رئيس مجلس قروي أم صفا مروان صباح في حديثه لـ الترا فلسطين إن هناك أعمال تجريف واسعة هذه الأيام في منطقة "جبل الراس" يقوم بها المستوطنون، وبالتحديد في الجهة الشمالية من القرية، لدرجة أن الجرافة باتت تعمل على مقربة أمتار من منازل المواطنين.

ويشير مروان صباح إلى أنّ من يقوم بأعمال التجريف هو مستوطن معروف لديهم واسمه "سدي بار يوسف"، وقد فرضت عليه عقوبات من دول عدة بينها الولايات المتحدة الأميركية، ومع ذلك يقوم بنهش أراضي القرية بحماية جيش الاحتلال.

وقرية "أم صفا" تعبر من القرى الصغيرة نسبيًا من حيث المساحة الجغرافية في رام الله وسط الضفة الغربية، ويقول رئيس المجلس إن إجمالي مساحتها 4800 دونم، وقد حرم هذا المستوطن وعبر الاستيطان الرعوي، الأهالي من الوصول إلى نحو 4 آلاف دونم مزروعة بأشجار الزيتون في الجهة الجنوبية من القرية، وهناك أعمال تجريف وخيام للمستوطنين في جبل الراس على مساحة 500 دونم، بالتالي لم يتبق لهم أكثر من 300 دونم.

وهذه الدونمات القليلة المتبقية لهم وفق صباح، مقام عليها منازل المواطنين، بنيها 120 دونم في مناطق (ج) مهددة بالهدم، و180 دونمًا في مناطق (ب).

ويلخّص رئيس مجلس قروي "أم صفا" المشهد قائلًا: "نحن في سجن كبير ومعزولين عن العالم الخارجي". ويشير إلى أن المستوطنين قاموا مؤخرًا بشقِّ طريق ترابي يفصل القرية عن قرية دير السودان، والجيش يغلق كافة المداخل المؤدية إلى الشارع الالتفافي، ولا سبيل للخروج والدخول اليوم سوى السّير على الأقدام.

وحول ما يقومون به للتصدي لهذه الهجمة عليهم، أفاد بأنّهم نظّموا مسيرات سلمية وجرى قمعها، وعلى مدار الساعة يحاولون حراسة البيوت، ولكن يتعرض الشبان لإطلاق النار من قبل المستوطنين، وتُسلط عليهم الأضواء الكاشفة بشكل مستمر.

ويقول رئيس المجلس القروي إنّهم يعيشون حالة صعبة في "أم صفا"، ما دفعه لمراسلة الرئيس محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، وجهات رسمية بينها جهاز الارتباط، ولكن دون جدوى.

ويؤكد صباح، بأنه لم يحدث أيّ شيء، بل استمر التجريف من قبل مستوطنين وصفهم بـ "الزعران" وعلى مرآى من العالم.

وفي السياق أشار صباح، إلى زيارة وزير الحكم المحلي سامي حجاوي لهم يوم أمس الإثنين، حيث قدم لهم وعودات بتنفيذ مشاريع حيوية في القرية لتعزيز صمود الناس، بينها شق طرق وشبكات مياه وكهرباء وحديقة وقاعة عامة.