لا يتغير جسمها ولا يكبر حجم بطنها ولا يخطر على بالها أنها حامل والدورة الشهرية مستمرة، وفجأة تجد نفسها وسط آلام الطلق ثم تضع مولودها الجديد فتعلم أنها كانت حاملا.
وبحسب ترجمة للجزيرة عن الصحافة الفرنسية، إنها ظاهرة غامضة لم يتمكن العلم من تفسيرها، وهي تتكرر في جميع أنحاء العالم، وتتأثر بها في فرنسا وحدها ثلاثة آلاف امرأة أي أن طفلا يولد في فرنسا كل ست ساعات من حمل لم تكن صاحبته على علم به.
ويستعرض موقع 20 مينوت الإخباري الفرنسي بعض ما جاء في فيلم وثائقي نشر أمس الثلاثاء على القناة الفرنسية الخامسة بشأن هذا الموضوع.
تقول ليز -وهي إحدى هؤلاء النساء اللاتي عانين من الظاهرة المذكورة- "كنت أحس كل 11 دقيقة بشيء ما في معدتي يؤلمني، وكنت أقول لا بد أنه مرض".
وتضيف أنها تفاجأت بعد وصولها إلى غرفة الطوارئ بأنها حبلى، بل وعلى وشك الولادة، الأمر الذي جعلها تحس بنشوة كبيرة، مؤكدة أنها "لم تخف أو تنكر حملها، بل إنها لم تحس أبدا بأنها حامل".
إذًا كيف تكون المرأة حاملا ولا تدري عن ذلك؟ تتساءل معدة الفيلم الوثائقي مارين فاكي مارتي التي قابلت العديد من هؤلاء النساء اللاتي وضعن أطفالا كن يجهلن حملهن بهم.
وترد على ذلك بالقول "إنه شيء يصعب على الناس فهمه، إنهن نساء يتعرضن للإساءة إلى حد ما، ويعاملن كمجنونات وكذابات ولا يصدقهن أحد".
وتقول اختصاصية علم النفس السريري والمحللة النفسية في عيادة الأم والطفولة بمستشفى نانت الجامعي، ومؤلفة كتاب "إنهن يلدن ولسن حوامل.. إنكار الحمل" صوفي مورينوبوليس "إن هؤلاء النسوة لا يعترفن في قرارة أنفسهن بأنهن حوامل، ويتخذن من هذا الإنكار وسيلة دفاعية غير واعية يحمين من خلالها أنفسهن".
إنها ظاهرة لا يزال العلم عاجزا عن تفسيرها إلى حد الآن، فجسم الحامل في هذه الحالة يقع تحت سيطرة قوة اللاوعي للأم فتتمادى في الإنكار، فلا الدورة الشهرية تتوقف عنها خلال فترة الحمل، ولا هي تحس بالغثيان ولا بطنها ينتفخ، فهي لا تريد أن يعلم أحد ولا حتى هي نفسها أنها حامل.
وهنا تقول مورينوبوليس" يتدخل اللاوعي بقوة لا تصدق فيؤثر على الجسم ولا يترك أي علامة للحمل تظهر عليه، فهؤلاء النسوة يعتبرن الأمومة أمرا ممنوعا بالنسبة لهن".
وتلفت الاختصاصية إلى أن ما لاحظت أنه مشترك بين هؤلاء النساء جميعا هو كونهن يعشن عزلة كاملة خلال حملهن، ولذلك فإنها توصي بأن تكون ثمة سياسة صحية تحسن الدعم المقدم لهن خلال الفترة التي يعشن فيها حالة الإنكار هذه.
اقرأ/ي أيضًا:
أسترالي ساعد زوجته على الانتحار ليقبض مبلغ التأمين على حياتها