أدت الحرب على قطاع غزة، والمواجهة مع حزب الله اللبناني، إلى أزمة جنود داخل جيش الاحتلال، نجم عنها مع مرور الوقت ضررٌ اقتصاديٌ كبير لجنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لمهام طويلة الأمد، وفقًا لما ورد في تقرير نشرته القناة الـ13 الإسرائيلية، هذا الأسبوع، بعد إتمام الحرب حديثًا شهرها العاشر.
آلاف الجنود الاحتياط هم في الأصل يعملون لحسابهم الخاص، وبعد 10 شهور من العمليات العسكرية المتكررة داخل قطاع غزة، باتت مشاريعهم في حالة انهيار، ويقولون "في إسرائيل يوجد شعب، لكن لا توجد دولة"
وأوضحت القناة الـ13 في تقريرها، أن آلاف الجنود الاحتياط هم في الأصل يعملون لحسابهم الخاص، وبعد 10 شهور من العمليات العسكرية المتكررة داخل قطاع غزة، باتت مشاريعهم في حالة انهيار، وينتقدون التفاوت بين الناس في هذا العبء، ويقولون "في إسرائيل يوجد شعب، لكن لا توجد دولة".
وتشير القناة الـ13 إلى جندي احتياط، يملك شركة خاصة، قرر رفض أمر الاستدعاء الذي تلقاه للالتحاق بالجيش، بعد أن تعرض مشروعه الخاص لخسائر بقيمة 400 ألف شيقل، وفي المقابل لم يتجاوز التعويض الذي حصل عليه من الدولة 16 ألف شيقل.
بينما يقول جندي احتياط آخر، إن "الدولة انتصرت في حرب استنزاف ضد المصالح التجارية والسياحية"، وذلك في تلخيصه لتعاطي الحكومة الإسرائيلية مع شركته المتخصصة في السياحة، فبعد توقف عمله نتيجة الالتحاق بخدمة الاحتياط من جهة، واختفاء السياح الأجانب من جهة أخرى، يطالبه مكتب ضريبة التدخل بدفع 40 ألف شيقل.
ويؤكد أور هيلر، مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13، أن هناك "أزمة حقيقية" في صفوف قوات الاحتياط، مبينًا، أن بعض جنود الاحتياط يخدمون منذ 300 يوم في فترات احتياطية ثالثة ورابعة، وهو عبء كبير يدرك الجيش الإسرائيلي أنه "لا يُحتمل."
وفي خضم هذا الوضع، أوعز وزير الجيش يوآف غالانت، للجيش باستدعاء جنود الاحتياط الذين سبق أن تم إعفاؤهم من الخدمة، وذلك لسد النقص في عدد الجنود.
ويضيف أور هيلر، أن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرًا في استدعاء 15 ألف جندي احتياط، في خطوة تهدف إلى تخفيف هذا العبء.
ويوضح أور هيلر، أن المرحلة الأولى من الاستدعاءات تشمل تجنيد 5 آلاف جندي، لكنه يشكك في أن تكون هذه الاستدعاءات كافية لتأمين تحقيق الانتصار على حزب الله، قائلاً: "الانتصار على حزب الله هو حدث معقد وﻻ أعتقد أن لدينا جيشا كافيًا ليحقق ذلك."
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان مشترك مع وزارة الجيش، أن استدعاء آلاف الجنود يأتي في إطار تقييم جديد للوضع، ولنطاق أنشطة القوات النظامية والاحتياطية.
وبدأ الحديث في إسرائيل عن نقص في الجنود، بعد نحو أربعة شهور من اندلاع الحرب على قطاع غزة، إذ أوضحت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، في شهر شباط/فبراير الماضي، أن النقص بالآلاف، ويعود إلى عدد الإصابات المرتفع بين الجنود نتيجة أعمال المقاومة، مبينة أن الجيش قرر، إثر ذلك، تمديد الخدمة العسكرية الإلزامية المفروضة على الإسرائيليين.
وأكد المعلق العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، في شهر أيار/مايو الماضي، أن أزمة فعلية في القوى البشرية حلت بالجيش الإسرائيلي، تحديدًا فيما يخص الضباط.
وفي محاولة منها لسد النقص، صادقت حكومة نتنياهو في شهر حزيران/يونيو، على تمديد قانون خدمة الاحتياط ورفع سن الإعفاء من 40 عامًا إلى 41 عامًا للجنود غير الضباط، و45 عامًا إلى 46 عامًا للضباط.
لكن، رغم القرار، إلا أن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، أعلن في شهر تموز/يوليو، أن هناك حاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي فورًا، خاصة مع الزيادة الكبيرة في عدد الضباط الذين يطلبون التقاعد من الخدمة العسكرية.