17-أبريل-2019

يعيش الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ظروفًا حياتية صعبة بعيدًا عن عائلاتهم، ما بالكم لو كان الأسير مريضًا بالسرطان أو فاقدًا لأطرافه ويحتاج إلى عنايةٍ واهتمامٍ طبيٍ خاصٍ يحرمه الاحتلال من أقل هذا الاهتمام.

وفي يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق اليوم 17 نيسان/إبريل، يقبع 1800 أسيرٍ مريضٍ في سجون الاحتلال، بينهم 700 أسير بحاجةٍ لتدخلٍ طبيٍ عاجل.

1800 أسيرٍ مريضٍ في سجون الاحتلال بينهم 700 أسيرٍ بحاجةٍ لتدخلٍ طبيٍ عاجل

الترا فلسطين تواصل مع عائلات بعض هؤلاء الأسرى المرضى للإطلاع على أوضاعهم الصحية:

الأسير المريض ياسر ربايعة (45 عامًا) من بيت لحم، اعتُقل عام 2001 وحُكِمَ بالسجن المؤبد إضافة إلى عشر سنوات، وهو متزوّج ولديه بنت (نوّار 20 عامًا) وابن اسمه (محمد 18 عامًا).

تقول زوجته فاطمة ربايعة إن ياسر مصابٌ بمرض السرطان في الكبد والقولون، وما يزال يخضع لجلسات العلاج الكيماوي بواقع جلسة كل 21 يومًا، علمًا أنه خضع لعمليةٍ جراحيةٍ سابقًا أزال فيها جزءًا من الكبد والقولون وأخذ علاجات إشعاعية قبل العملية.

وتضيف، "يعيش ياسر على الحبوب المسكنة، ولديه أعراض دائمة كأي مريض يتعرض للكيماوي من صداع ودوخة وآلام بالأطراف، ويخبرنا أنه بعد الجلسة يشعر وكأن كهرباء تسير في جسده (..) المريض خارج السجن يحتاج لعناية ما بالكم داخله".

وحول عائلته أخبرتنا فاطمة أنه عند اعتقاله كانت ابنتهم نوّار تبلغ من العمر عامًا ونصف، فيما كان محمد يبلغ من العمر 50 يومًا، "محمد حتى هذه اللحظة متأثر وحزين أنه تعرف على والده بالسجن، دائمًا يقول لأخته انت بابا حملك ومشيتي ونزلتي معه الدرج، أنا مش متذكر، بابا ما حملني" تقول.

وتشير إلى أن الأسير ربايعة يحاول دائمًا تعويض ابنه محمد خلال الزيارة لكن ذلك بالنسبة لمحمد غير كافٍ، مضيفة أن محمد ونوّار لم يحضنوا والدهم أو يلمسوه منذ كانت أعمارهم أقل من 6 أعوام حيث كان الاحتلال يسمح بإدخالهم خلف زجاج الزيارة،  لدرجة أن محمد تمنى أنه لم يكبر عن 6 أعوام حتى يدخل عند والده في كل مرة يزوره ويحتضنه.


الأسير المريض مراد أبو معيلق (41 عامًا) من قطاع غزة، اعتُقِلَ عام 2001 ومحكوم بالسجن 22 سنة. تنقل أبو معيلق في بداية اعتقاله باستخدام كرسيٍ متحركٍ وعكاكيز حيث أطلق جيش الاحتلال النار على قدميه بشكل متعمد لحظة اعتقاله ما أدى إلى إصابته بإعاقة حركية.

يقول والده إن وضعه الصحي صعب جدًا حيث أنه مصابٌ بالتهابٍ مزمنٍ في الأمعاء "كرون" أدى إلى استئصال 160 سم من أمعائه الغليظة والدقيقة، مضيفًا أنه أصيب به خلال إضراب جماعي نفذه الأسرى عام 2004 وساء وضعه الصحي لأنه يحتاج لعنايةٍ طبيةٍ خاصةٍ إلا أنه يتعرض لإهمال طبيٍ في سجون الاحتلال.

"نحن ممنوعون من زيارته منذ 4 سنوات ولا نعرف عن أخباره شيئًا إلا ممن يزور الأسرى من غزة، وهم لا يقولون كل شيء لأنهم لا يريدون منا أن نقلق، نحن لا نعرف كيف أصبح شكله ولا حاله (..) ربي يطلعوا هالحين، الضنى غالي والي بصير معه مش صحيح" يقول أبو مراد.


الأسير المريض بالسرطان بسام السايح (45 عامًا) من مدينة نابلس، اعتُقل عام 2015 ولم يصدر بحقه حكمٌ حتى اللحظة، ويصنف كواحدة من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال.

تقول زوجته منى السايح، إن بسام مصاب بالسرطان في العظم والدم منذ اعتقاله، ويحتاج إلى عنايةٍ طبيةٍ خاصةٍ يفتقدها في سجون الاحتلال، "هو غير محكوم حتى اللحظة، ولكن بالنسبة له ولكل الأسرى المرضى العشر سنوات كالمؤبد تمامًا".

وعن وضعه الصحي الحالي تقول منى إن بسام تعب كثيرًا في شهر يناير/كانون الثاني، وفقد القدرة على السير بعد إصابته بانتفاخٍ في القدمين بسبب احتباس السوائل في جسده، كما أصيب بالتهاباتٍ ويظهرُ طفحٌ جلديٌ على جسده. وفي الشهر التالي أجروا له عملية لإخراج السوائل من خلال فتح فتحة في ظهره، تخبرنا زوجته أنه بعد العملية نزل من وزنه 10 كغم كانت سوائل موجودة داخل جسمه.

وأضافت السايح أنه وبعد أسبوعين من العملية الأولى أجرى عملية قسطرة للقلب، "كل هذا تسبب به الطبيب الموجود في معتقل الرملة الذي لم يعطه أدوية صحيحة ما أدى إلى احتباس السوائل وسببت باستمرار الالتهاب، والأطباء في المستشفى الخاص طلبوا منه تغيير الأدوية وأعطوه مغذيات وفيتامينات لتحسين وضعه".


الأسير المريض رياض العمور (48 عامًا) من بيت لحم، اعتُقل عام 2002 وحكم بالسجن المؤبد المكرر 11 مرة، متزوّج وله 5 أبناء هم: آية ولينا وملاك ومنتصر ومحمد. أصيب العمور قبل اعتقاله بعد رصاصاتٍ في بطنه وفخذه، ورصاصتان في رقبته، أزيلت واحدة والثانية موجودة إلى الآن إذ يخشى الأطباء أن إزالتها قد تسبب له بالشلل.

تحدثنا والدته أنه اعتُقل في فترة اجتياح الكنيسة حيث لم يكن مع الشباب المحاصرين بل كان رياض مطارد، "مرة جاء متخفٍ بدون سلاحٍ ليزورنا ويطمئن علينا، في تلك الليلة اعتقله جيش الاحتلال في نفس اللحظة التي دخل بها المنزل، اقتحم الجيش بيته وبيت أخوته واعتقلوه" تقول والدته.

وتقول أم رياض: "عندما اعتقل كان أكبر أولاده يبلغ من العمر 5 أعوام وأكبر بناته عمرها 7 أعوام، لحظة اعتقاله احتضنهم لآخر مرة، ومن يومها ما قدروا يحضنوه، يزورونه من خلف الزجاح. فترة زواج بناته وابنه كانت صعبة جدًا علينا وعليه، بدل من الفرح ليوم الزفاف كان يوم نكد لغياب رياض عنه، أخبرونا الأسرى أنه أغمي عليه في يوم زفاف أولاده لانزعاجه".

ابنه الأصغر محمد (19 عامًا) استطاع أن يحتضن والده بعد 18 سنة من اعتقاله، قبل 6 شهور تمامًا اعتقل محمد ابن رياض الأصغر، وهو الآن موجود عند والده في معتقل "هدريم"، تقول أم رياض: "عندما سمعنا أن محمد التقى بوالده لم نعلم نفرح ونضحك أم نبكي".

وحول وضعه الصحي يخبرنا والد رياض أنه منذ صغره كان يواجه مشاكل صحية وعمل عملية قلب مفتوح في طفولته، فيما وضعه الصحي الحالي صعب جدًا، ويعاني من دوخة مستمرة ولديه مياه في الصدر، "أخبرنا في الزيارة أنه طوال الليل والنهار يظل جالسًا على الكنبة خوفًا من أن تصل المياه إلى صدره" يقول والده.

وخلال اعتقاله أجرى الأسير رياض عملية قلب مفتوح وتم تركيب جهاز لتنظيم دقات القلب، إلا أن والده أخبرنا أن الاحتلال يرفض تغيير الجهاز منذ 5 سنوات ما أثر على وضعه الصحي.


الأسير المريض معتصم رداد (37 عامًا) من قرية صيدا قضاء طولكرم اعتُقل عام 2006 وحكم بالسجن 20 سنة، وهو مصابٌ بسرطان في الأمعاء ويعاني من هشاشة في العظام.

يقول شقيقه عمرو الرداد، إن معتصم معتقلٌ في سجن الرملة ووضعه الصحي صعب جدًا حيث يعاني من نزيف دم يومي وصداع مستمر، كما أصبح يعاني من مشكلة في نظره، وارتفاعٍ في ضغط الدم وضيق في التنفس.

يضيف شقيقه، "أصبح وزنه 54 كغم، ولا ينام أكثر من ساعتين يوميًا من الألم، أخبرنا مرة أنه يتناول أكثر من 50 حبة دواء يوميًا، وضعه الصحي لا يتحسن بل يصبح أسوأ، في عصب توقف في ظهره بسبب الإبر والعلاج (..) ما بدنا اياه يظل بالسجن، فحوصاته وضعها سيء وبحاجة لاهتمام وعناية طبية خاصة".


الأسير المريض ناهض الأقرع (51 عامًا) من مخيم الأمعري في رام الله وسكان قطاع غزة، اعتُقل عام 2007 أثناء عودته إلى القطاع من رحلة علاج خارج فلسطين وحكم بالسجن المؤبد 3 مرات، متزوّج ولديه ولد اسمه رائد و3 بنات هن نسمة ونداء ونارة.

تخبرنا ابنته نسمة (21 عامًا) أنها لم ترَ والده منذ اعتقاله ولا تعرف كيف شكله اليوم لأنها ممنوعة من الزيارة هي وأخوتها، ولا أحد يزوره إلا والدتها وشقيقتها الصغيرة، "لا نعرف كيف شكله عندما تعود والدتي وشقيقتي من الزيارة نطلب منهم وصفه لنا لنتخيّل شكل والدنا الذي حرمنا الاحتلال منه" تقول نسمة.

وعن وضعه الصحي تشير نسمة إلى أنه متعب جدًا، "والدي مبتور القدمين، بعد إصابته برصاص الاحتلال في القدمين وكف يده التي لا يستطيع تحريكها، ويعاني من آلام مستمرة في قدمه".


الأسير المريض فواز بعارة (48 عامًا) من مدينة نابلس اعتُقل عام 2004 وحكم بالسجن المؤبد 4 مرات، متزوّج ولديه ثلاثة أبناء، وهم جعفر وناصر وآية، ومصابٌ بالسرطان في الدماغ.

يقول ابنه جعفر إن والده مريضٌ بالسرطان من الدرجة الأولى، وفي الوقت الحالي يقبع في المستشفى لإجراء عمليةٍ في القلب، مبينًا أن وضعه الصحي صعب للغاية ويحتاج إلى عناية خاصة، حيث أن غالبية حواسه لا تعمل جيدًا وبدأ يفقد الرؤية تدريجيًا بسبب السرطان.

"كان عمري 10 أعوام عند اعتقاله ومن يومها لم أره إلا من خلف الزجاج، ولم أتمكن من احتضانه وتقبيله. عندما كبرنا أصبحت الزيارة أصعب، شقيقي ناصر مرفوضٌ من الزيارة وأنا منذ فترة طويلة لم يصدر لي تصريح (..) عندما اعتقل والدي كنا أطفالاً، واليوم أنا أبٌ ولديَّ بنتٌ صغيرةٌ لا يعرفها جدها إلا من خلال الصور، نعم فرح عندما عرف أنه أصبح جد ولكنه كان حزينًا جدًا أنه لم يتمكن من التواجد معنا" قال جعفر.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين حاليًا، 5700 أسير بينهم 250 طفلاً، و47 سيدة منهن 21 أمًا وثماني قاصرات، إضافة إلى ستة نوابٍ في المجلس التشريعي، و500 معتقل إداري.