23-أكتوبر-2018

تصاعدت النقاشات مجددًا حول صفقات الأسلحة الاسرائيلية مع دول يتم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيها، بعد مقال نشرته صحيفة معاريف العربية للخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان، الذي أكد فيه على تنامي العلاقات الثنائية بين إسرائيل وفيتنام في إجابات على التساؤلات عن الزيارة الأخيرة التي نفذها مدير عام وزارة الحرب الإسرائلية أودي أدم.

وقال في ميلمان في مقاله الذي ننقل ترجمته عن صحيفة عربي21، إن "الزيارة استمرت ثلاثة أيام، وشملت لقاء بوزير الدفاع الفيتنامي "نيغو تشيون فان ليك" ومسؤولين فيتناميين كبار في المؤسستين العسكرية والأمنية، وتباحث المسؤول الإسرائيلي معهم على إقامة لجان مشتركة للتعاون الأمني ونقل التكنولوجيا المتطورة، وشاركه في الزيارة "بلوريا حميماه" التي تم تعيينها مؤخرا رئيسة للوفد الأمني الإسرائيلي وملحقة عسكرية للجيش الإسرائيلي في هانوي، وهي المرأة الرابعة التي تعين بهذا الموقع الحساس لترؤس ممثلية وزارة الحرب خارج إسرائيل، بعد سيدتين في بولندا وهولندا".

وأوضح أن "الزيارة تأتي استكمالا لما شهده العام 2011 من توقيع اتفاقية سرية بين الدولتين لإفساح المجال للشركات الأمنية الإسرائيلية ببيع فيتنام المعدات القتالية والأسلحة الحديثة والأكثر تطورا، علما بأن فيتنام دولة ذات ثقل سكاني كبير قرابة 92 مليون نسمة، ولديها مخاوف وتهديدات أمنية من الصين، وتحاول توجيه دفة علاقاتها نحو الدول الغربية، وباتت هدفا مفضلا للصادرات العسكرية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة".

وكشف أن "الشركات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية باعت لفيتنام معدات عسكرية ومنظومات قتالية بقيمة مليار دولار، لكن الصفقة الأكبر كانت لشركة رفائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية، التي باعت فيتنام منظومات دفاعية جوية من نوع "سبايدر" بنصف مليار دولار، فيما أنشأ رجل الأعمال الإسرائيلي سامي كاتساب مصنعا لإنتاج بنادق "تابور" في فيتنام بقيمة مئة مليون دولار".

وأضاف أن "شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية باعت لفيتنام طائرات مسيرة من دون طيار ووحدات استخبارية لحروب السايبر بمئة مليون دولار، كما أن الصناعات العسكرية "تاعاس" باعتها معدات لتطوير الدبابات والقذائف المعدة للإطلاق المسماة "إكسترا"، ويقترب مداها من 150 كيلومترا، بصفقة قدرت بعشرات ملايين الدولارات".

وأشار إلى أن "شركة "ألبيت" الإسرائيلية باعت أسلحة لفيتنام بعشرين مليون دولار، لكن الشركة الإسرائيلية الأقدم العاملة مع فيتنام هي "فورينت" التي بدأت تبيعها السلاح قبل عشرين عاما، وتوفر لها معدات تنصت واستخبارات لقوات الأمن بثلاثين مليون دولار، وهناك شركة "نيس" التي تنتج معدات وأسلحة جوية".

وأوضح أن "إسرائيل وفيتنام بانتظار إقرار صفقة كبيرة للصناعات الجوية بقيمة نصف مليار دولار من الأقمار الصناعية للتجسس وطائرات استطلاعية من نوع "هارون"، مع العلم أن بعض الشركات الإسرائيلية لتصنيع السلاح ترتبط بعلاقات وثيقة مع سيدة الأعمال "ناغوان تاهي تيهانا نان"، ذات العلاقة الوثيقة مع وزير الدفاع الفيتنامي".

وختم بالقول إن "صفقات السلاح الإسرائيلية لفيتنام قد تتعارض مع انخراطها في رابطة الدول المتطورة OECD التي تحارب الفساد، رغم أن الحزب الشيوعي الفيتنامي شرع هذا العام بحملة واسعة لمكافحة الفساد الذي يعم البلاد".

وزارة الحرب الإسرائيلية أعلنت أن "الجنرال أودي آدم أجرى مباحثات إستراتيجية أمنية واسعة في هانوي، بعيدا عن الحديث عن علاقات إسرائيل العسكرية مع دولة بعينها، فيما رفضت جميع شركات السلاح الإسرائيلية التجاوب مع الأسئلة التي أرسلتها صحيفة معاريف إليها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

هكذا تشترك إسرائيل مع الحكومة البوذية بذبح وتهجير مسلمي الروهينغا

55 قتيلًا بسبب شجار مسلمين ومسيحيين في نيجيريا