أكد معلقون إسرائيليون، وجنرال سابق، أن إسرائيل تعيش هذه الأيام في ذروة حالة التأهب، نظرًا للتوقعات بأن الرد من إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر قد اقترب، وأنه قد يكون متزامنًا أو تدريجيًا، وربما يشل الدولة، كما قد يؤدي لاشتعال حرب إقليمية متعددة الجبهات.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يوم الأحد، معطيات تُبين أنه منذ الثامن من أكتوبر أطلق حزب الله أكثر من 7500 صاروخ، و200 طائرة مسيرة، وقد أدى ذلك إلى مقتل 43 إسرائيليًا، منهم 19 جنديًا وضابطًا، وإصابة 271 آخرين، واندلاع 790 حريقًا التهمت 158 ألف دونم.
إسرائيل تستعد لأسوأ السيناريوهات، وهو تنفيذ حزب الله وإيران هجومًا مشتركًا، سواءً بشكل متزامن أو تدريجي
ويؤكد حزب الله أنه لم ينفذ رده على عملية اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت، بينما يُشدد في الوقت ذاته أن الرد حتمي. كذلك، يؤكد مسؤولون إيرانيون أن توجيهات المرشد خامنئي بالرد على إسرائيل سوف تنفذ بالفعل، وأن إيران لم تستجب لكل الضغوط والوساطات من أجل تجنب الرد على عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
أما في إسرائيل، فيقول يوسي يهوشع، محلل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرنوت"، إن إسرائيل تعيش في ساعات حاسمة وأيام مشحونة بالتوتر، وهي الأكثر اضطرابًا منذ بداية أزمة اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، حيث ارتفعت احتمالات رد إيران وحزب الله إلى ذروتها.
ويوضح ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13، أن إسرائيل تستعد لأسوأ السيناريوهات، وهو تنفيذ حزب الله وإيران هجومًا مشتركًا، سواءً بشكل متزامن أو تدريجي، ويضيف: "الإيرانيون، على ما يبدو، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقد اتخذوا قرارًا بجعل إسرائيل تدفع ثمنًا مؤلمًا".
ويؤكد ألون بن دافيد، أن هناك تزايدًا في مخاطر اندلاع حرب إقليمية متعددة الجبهات.
وبيّن بن دافيد، أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر قادم لا محالة، وربما يستمر هذا الرد يومًا أو يومين أو ثلاثة أيام، وقد يرغب حزب الله في استعراض قدرات لم يستخدمها من قبل ضد إسرائيل.
من جانبه، يوضح يارون أبرهام، مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12، أن مسؤولاً سياسيًا أشار بحذر إلى أن هناك قناعة في إسرائيل بأن حزب الله هو من سيبادر بالهجوم، وإسرائيل تتأهب لاحتمال استهداف بنى تحتية مدنية أو تنفيذ عمليات وهجمات ضد رموز إسرائيلية في الخارج، مثل السفارات.
بينما قال نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12، إن هناك جهدًا استخباريًا مكثفًا لمعرفة كيفية رد إيران وحزب الله وتوقيته، وهل سيكون متزامنًا أم تدريجيًا.
وتساءل نير دفوري عن ما يمكن أن يحدث في حال كان رد إيران وحزب الله على نحو لا تتوقعه إسرائيل؟ وتابع، "قد نجد أنفسنا مضطرين، على الأقل في بعض المناطق، للبقاء لفترات أطول في الملاجئ المحصنة. وإذا كنا قد اعتدنا على البقاء لعشر دقائق، فقد نضطر الآن إلى قضاء عدة ساعات فيها."
ويقول روعي شارون، محلل الشؤون العسكرية في هيئة البث الإسرائيلية "كان"، إن شعورًا ساد في نهاية الأسبوع بأن إيران تتراجع تحت وطأة الضغوط أو تبادل التهديدات، ولكن في الساعات والأيام الأخيرة، يبدو أن المنظومة الأمنية في إسرائيل تعتقد أن الإيرانيين قد عادوا إلى ما تعهدوا به مؤخرًا من الانتقام بشدة، والهجوم على إسرائيل بشكل أقوى مما شهدناه في 14 نيسان/أبريل."
من جانبه، انتقد يتسحاك بريك، الرئيس السابق للكليات العسكرية والفيلق الجنوبي، قيادة الاحتلال التي تسعى إلى فتح جبهات جديدة، رغم أنها فشلت في القضاء على "الجبهة الصغرى" المتمثلة بحركة حماس وقطاع غزة.
وقال يتسحاك بريك: "أمام حماس، نحن هُزمنا. الأكاذيب التي يُقدمونها للجمهور بأننا بحاجة لمزيد من الوقت وأن حماس تُهزم هي خديعة كبرى. فتدمير المنازل بالأرض دون تدمير الأنفاق، لن ينقذ دولة إسرائيل، ولن يقضي على حماس، وإذا كنت عاجزًا عن القضاء على حماس في هذه الجبهة الصغرى، فكيف ستتمكن الآن من الانتصار على حزب الله بهذا الجيش المستنزف منذ عام؟".
يتسحاك بريك: إذا كنت عاجزًا عن القضاء على حماس في هذه الجبهة الصغرى، فكيف ستتمكن الآن من الانتصار على حزب الله بهذا الجيش المستنزف
وأضاف يتسحاك بريك، أن حزب الله يدمر الشمال، ويطلق الطائرات المسيرة، "ونحن عاجزون عن التصدي لها. وفي الحرب، لن نواجه بضع مسيرات أو صواريخ كاتيوشا يوميًا، بل سنكون في مواجهة آلاف الهجمات التي قد تُشلّ الدولة بالكامل".
ويواصل وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت التهديد بأن "إيران في حال هاجمت بشكل غير مسبوق، فإن إسرائيل سترد كما لم تفعل من قبل".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الثلاثاء، إن "الانتقام الإيراني لن يفيد أحدًا"، مجددة التأكيد، مرة أخرى، أن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل، وعن القوات الأميركية في المنطقة.