16-يونيو-2024
إسماعيل هنية كلمة يوم العيد

أكد هنية على أن رد حركة حماس توافق مع ما ورد في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن (حركة حماس)

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على استعداد الحركة وفصائل المقاومة لإنجاز اتفاق التهدئة، حال تضمنه الوقف الشامل لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة، والبداية في إعادة الإعمار، وصفقة تبادل للأسرى، و"أن يكون ذلك كله واضحًا لا لبس فيه ولا يحتمل تفسيرات ولا تأويلات ولا يخضع للتأجيل أو المساومة أو المناورة"، بحسب ما ورد في خطاب هنية صبيحة أول أيام عيد الأضحى.

وأوضح إسماعيل هنية: "لقد أبدت الحركة ومعها كل فصائل المقاومة جدية كبيرة ومرونة عالية من أجل الوصول لاتفاق يحقن دماء شعبنا ويوقف العدوان".

وحول هذه الإيجابية، أضاف هنية: "تمثل ذلك في موافقتنا على اقتراح الوسطاء في السادس من أيار/مايو والإيجابية التي عبرنا عنها تجاه خطاب الرئيس بايدن، وترحيبنا بقرار مجلس الأمن الذي صدر قبل أيام، وردنا الذي سلمناه للوسطاء بوفد مشترك مع حركة الجهاد الإسلامي في قطر، وهو متوافق مع الأسس التي وردت في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة وشروط وقف إطلاق النار".

قال إسماعيل هنية: ردنا الذي سلمناه للوسطاء متوافق مع الأسس التي وردت في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة وشروط وقف إطلاق النار

وحول موافقة حماس على مقترح التهدئة، قال هنية: "الاحتلال وحلفاؤه لم يتجاوبوا مع هذه المرونة وواصلوا مناوراتهم ومحاولاتهم للتحايل والخداع من خلال مقترحات وأفكار هدفها الحصول على الأسرى والعودة لاستئناف حرب الإبادة من جديد، وشنوا حملات إعلامية وتحريضية للضغط على الحركة وفصائل المقاومة للموافقة على مخططاتهم ولكننا ما زلنا وسنبقى ثابتين على مواقفنا التي تضع مصالح شعبنا وأمنه وحمايته فوق كل اعتبار".

ووضع هنية ثلاثة أبعاد لملف التبادل والتهدئة، الأول: "تحقق الحل من خلال مفاوضات تفضي إلى اتفاق متكامل مهما تهرب العدو وعطل الوصول إليه"، والثاني: "التمسك بدور الوسطاء وأهمية ما يقومون به والاستعداد لإعطاء الفرصة والمساحة الكافية لإنجاز مهمتهم النبيلة"، والثالث: "استمرار العمل على كل المسارات من أجل إنهاء حرب الإبادة ضد شعبنا".

ووجه هنية عدة رسائل في افتتاح كلمته، الأولى كانت إلى أهالي قطاع غزة، قال فيها: "إن العدو المجرم الذي ارتكب وما زال الإبادة الجماعية والوحشية التي لم تعرفها البشرية قد فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها، كما بدأت ملامح التفكك في حكومته وبنيانه بما يؤذنُ بهزيمته وانكساره وما ذلك على الله بعزيز، وإنكم بصبركم وثباتكم وتضحياتكم تصنعون النصر والتحرير".

وجاءت رسالة الثانية هنية إلى كتائب القسام وفصائل المقاومة داخل وخارج فلسطين، قائلًا: "تحية لكم وأنتم تسطرون أنصع صفحات العز والبطولة وتواصلون مواجهة هذا العدو المجرم بكل ما آتاكم الله من بأس وصلابة، فقدمتم بتوفيق الله وتأييده للعالم نموذجًا عظيمًا فريدًا للمجاهد المقاوم المتمسك بحقه والثابت في مواقع المواجهة رغم ضراوة المعركة وشراسة العدو".

وأضاف في السياق نفسه: "كان طوفان الأقصى معركة تاريخيّة فيها من الدلائل والنتائج ما لا يمكن الإحاطة به لكن يكفي أن نرى بوادر نتائجه في مختلف الاتجاهات، وأن نرى هذا العجز لدى قادة العدو وداعميه من الدول العظمى وهم يعبّرون عن معاني اليأس والانكسار".

وتابع: "أبدع أبناء القسام وكل كتائب المقاومة في الحفاظ على قدرة المقاومة في الإثخان بالعدو بكل الوسائل وفي كل المواقع حتى تلك التي دمرها الاحتلال وعاث فيها فسادًا، ورغم كل محاولات العدو تدمير قدرات المقاومة إلا أن العمليات البطولية ما زالت تتواصل بشجاعة وإبداع، وآخرها التي أعلنها القسام وشاهدها العالم يوم أمس في رفح وغزة وفي شمال القطاع صباح اليوم".

واستمر هنية، متابعًا: "نقول لكتائبنا المجاهدة -القسام والسرايا وأبو علي مصطفى وجميع المقاتلين- إن الله لن يضيع جهادكم وسيثمر عزًا ونصرًا عما قريب".

ووجه هنية "تحية إلى جبهات المساندة، قائلًا: "التحية لحزب الله في لبنان الذي وقف مع غزة منذ اللحظة الأولى ووسع ضرباته مساندة لها ولمقاومتها حتى أجبروا مئات الآلاف من المستوطنين الغاصبين على النزوح من شمالنا المحتل".

وعلى صعيد اليمن، قال "تحية لأنصار الله الذين جعلوا البحر الأحمر وبحر العرب مياهًا محرمة على العدو الصهيوني ومن يسانده، وتحية للمقاومة الإسلامية في العراق الذين يقومون بدور كبير في استهداف مواقع عديدة لدى الكيان الصهيوني".

وأوضح هنية: "إنكم أيها الرجال وأنتم تقدمون التضحيات، تؤكدون أن عدونا واحد، وأن أمتنا واحدة، وأن المقاومة والجهاد في سبيل الله يوحدها، وإنني أشيد بالموقف المعلن بأن الهدوء في هذه الجبهات مرتبط بوقف العدوان على غزة".

أمّا رسالة هنية الثالثة فقد وجهت إلى "الأمة العربية والإسلامية شعوبًا وحكومات"، قائلًا: "أمعن العدو المجرم في حرب الإبادة التي يخوضها ضد شعبنا في غزة وفي الضفة الغربية الصامدة وفي القدس المحتلة، وها هي الحرب تدخل شهرها التاسع وما زال العدو المجرم يواصل القتل والقصف والتدمير. ها أنتم تشاهدون حجم المعاناة التي يقاسيها شعبنا خصوصًا في غزة الذي يواجه المجاعة كما يواجه قنابل وقذائف العدو، وإن معركة طوفان الأقصى كانت من أجل الأقصى ودفاعًا عن الأمة ومقدساتها، وإن شعبنا عامة وغزة خاصة تخوضها ببسالة منقطعة النظير، وعلى الأمة أن تقوم بدورها في هذه المعركة".

وواصل في ذات السياق، بالقول: "آن لأمتنا أن تطور من دعمها، وتصعد من سقف مواجهتها مع الكيان الصهيوني نصرة لغزة وانتصارًا للقدس والأقصى".

وفي الرسالة الأخيرة من هنية، قال للمجتمع الدولي: "آن الأوان أن تنتهي هذه المَظلمة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من مائة عام، آن الأوان أن تنجز حقوقنا الأصيلة والمشروعة.. وشعبنا الذي ثار في السابع من أكتوبر على القيد والقهر لن يتراجع حتى يستكمل مسيرته بالتخلص من الاحتلال، وتتويجها بالحرية والاستقلال والعودة، وذلك بوابة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وفي هذه النقطة، أوضح هنية: "الغطاء الذي توفره بعض الدول للاحتلال خاصة الإدارة الأميركية بات مكشوفًا شعبيًا وسياسيًا وقانونيًا وإنسانيًا، وعلى هذه القوى أن تعلم بأنه لم تفشل الحرب العسكرية على شعبنا فحسب بل فشلت معها الحرب السياسية والإعلامية، وبحجم الصمود الأسطوري لشعبنا في غزة كان صلابة الموقف السياسي وإيجابيته".

وواصل القول: "أؤكد أن صور المجاعة المروعة التي يشاهدها العالم وتضرب في كل مناحي القطاع وتحصد أرواح الأبرياء وخاصة في الشمال هي مسؤولية المجتمع الدولي وتحديدًا الدول الداعمة لهذا الاحتلال القاتل، فيجب أن يتحرك الجميع لإجبار العدو على فتح كل المعابر وإدخال كل احتياجات شعبنا بشكل فوري وعاجل".

وختم كلمته بالقول: "يا شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، في الضفة والقدس والـ48 والشتات، ها هم أهلكم في غزة قد فتحوا بابًا واسعًا نحو التحرير، فلتلتحم الجموع من كل مكان في الداخل والخارج في هذه المعركة التاريخية لتلتقي معًا في عيد النصر في ساحات المسجد الأقصى مهللين مكبرين".