أعلن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير، يوم الأربعاء، أنه قرر "السماح بالصلاة اليهودية" في المسجد الأقصى"، وذلك بعد أسبوع من اقتحامه للمسجد الأقصى.
وقال بن غفير، خلال مؤتمر "العودة إلى جبل الهيكل" في الكنيست، "أنا المستوى السياسي، والمستوى السياسي يسمح بالصلاة اليهودية في المسجد الأقصى".
علقت الإذاعة العامة الإسرائيلية على تصريحات بن غفير قائلة إنها "إعلان عن نهاية الوضع الراهن في المسجد الأقصى"
وعلقت الإذاعة العامة الإسرائيلية على تصريحات بن غفير قائلة إنها "إعلان عن نهاية الوضع الراهن في المسجد الأقصى"، مبينة أن مصطلح الوضع الراهن "هو سلسلة الاتفاقيات والترتيبات المتعلقة بالمسجد الأقصى وباحاته التي تم التوصل إليها بعد احتلال القدس بين الحكومة الإسرائيلية ودائرة الأوقاف الأردنية".
وأوضحت الإذاعة العامة، أن هذه الاتفاقات "تنص بصراحة أن لليهود الحق في دخول المسجد الأقصى، ولكن ليس لهم الحق في الصلاة هناك، والشرطة الإسرائيلية يتوجب عليها منع اليهود من الصلاة في المسجد".
وقال الباحث الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، إن تعاليم الديانة اليهودية تحظر على أتباعها اقتحام المسجد الأقصى لتأدية شعائرهم الدينية، وهذا الموقف يحظى بإجماع كل الحاخامات منذ قرون، وقد ظل الحظر سائدًا منذ بداية الاستيطان اليهودي في فلسطين وخلال فترة الاحتلال البريطاني.
وأضاف أنس أبو عرقوب، أن مجموعة هامشية من الحاخامات المتطرفين، توصلت في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي إلى أن تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة ليس كافيًا لإطلاق شرارة حرب دينية والقضاء على عملية السلام، فأصدرت فتوى تبيح لليهود اقتحام المسجد الأقصى.
وتابع أبو عرقوب، "أولئك الحاخامات كانوا يمثلون أقلية آنذاك، ولكن الآن معظم أعضاء الكنيست من حزب الليكود (الذي يقود الحكومة الحالية ويرأسه بنيامين نتنياهو) يؤيدون هذه الفتوى". إلى جانب الوزير ايتمار بن غفير، الذي اقتحم المسجد الأقصى عدة مرات منذ وصوله للحكم، وتلقى نتيجة ذلك انتقادات من مسؤولين أميركيين.
وفي إعلانه أمام الكنيست عن السماح بالصلاة في المسجد الأقصى، قال ايتمار بن غفير: "كنت في جبل الهيكل الأسبوع الماضي، ثم صليت في جبل الهيكل (الأقصى)، وسنواصل الصلاة في جبل الهيكل".
وقالت الإذاعة العامة، إن بن غفير أعلن بفخر خلال الشهر الماضي عن تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، لكن نتنياهو سارع إلى نفي كلامه.
وقال بن غفير أمام الكنيست: "ليس سرًا أنني تشاجرت مع رئيس الحكومة حول إغلاق جبل الهيكل (المسجد الأقصى) أمام اليهود في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، وقلت أنه ممنوع إغلاق الحرم القدسي أمام اليهود ولو لدقيقة واحدة".
وأضاف، "يجب إحراز المزيد من التقدم فيما يتعلق بأداء اليهود للصلاة في جبل الهيكل. أتذكر في الماضي عندما صرخوا في وجهي الله أكبر وصرخت في وجوههم اسمها إسرائيل وقاموا باعتقالي".
وحضر المؤتمر الذي تحدث فيه بن غفير، وزير الطاقة إيلي كوهين، وأعضاء في الكنيست.
وبعد وقت قصير من تصريحات بن غفير، رد مكتب نتنياهو، في بيان مقتضب، بأن "سياسة إسرائيل المتمثلة في الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى لم تتغير ولن تتغير".
رد مكتب نتنياهو على تصريحات بن غفير بأن "سياسة إسرائيل المتمثلة في الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى لم تتغير ولن تتغير".
كما نشر وزير الجيش يوآف غالانت منشورًا على منصة "إكس"، قال فيه: "في حكومة إسرائيل وزيرٌ مهوسٌ بإشعال الحرائق في الشرق الأوسط".
وأكد غالانت أنه يرفض إجراء أي مفاوضات ترمي لمنح ايتمار بن غفير عضوية الكابنيت "لأن ذلك يسمح له بتنفيذ مخططاته".
عارض وزير الداخلية في حكومة الاحتلال موشيه أربيل، الذي ينتمي إلى حركة "شاس" الدينية المتطرفة، تصريحات ايتمار بن غفير، وقال: "لقد اتفق جميع الحاخامات عبر التاريخ على فرض حظر كامل على اليهود من دخول المسجد الأقصى ".
بينما علق رئيس كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية في الكنيست موشيه جافني على الإعلان قائلاً إن "اقتحام المسجد الأقصى أمر تحظره الشريعة اليهودية". وطالب في منشور على موقع "إكس"، بنيامين نتنياهو بعدم السماح بتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، "وإذا كانت هناك تغييرات، فيجب منع اليهود من دخول المسجد الأقصى".