23-سبتمبر-2018

أبلغت وزارة الخارجية الإيرانية، هولندا والدنمارك وبريطانيا، احتجاجها الشديد بسبب منحها تصاريح إقامة لأعضاء المنظمة المسؤولة عن الهجوم المسلح الذي وقع أمس السب، في منطقة الأهواز جنوب غربي إيران وأسفر عن مقتل 25 شخصًا وجرح 60 على الأقل خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى 38 للحرب الإيرانية العراقية (1980 – 1988). 

وأعلنت الجهات الرسمية الإيرانية أن بين القتلى نساء وأطفال مؤكدة أن المسلحين المهاجمين قتلوا خلال الاشتباك أيضًا.

جاءت تلك البلاغات خلال استدعاءات منفصلة لسفيري هولندا والدنمارك ووكيل السفير البريطاني لدى طهران، إلى مقر الخارجية الإيرانية، حسب بيان صادر عن المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي، مساء السبت.

وقال قاسمي إن إيران كانت قد حذّرت في وقت سابق السلطات الهولندية والدنماركية بشأن الإرهابيين المذكورين وطالبت باعتقالهم ومحاكمتهم.

وأضاف: "لا يمكن قبول عدم إدراج هذه المنظمة الإرهابية ضمن لائحة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي، ما لم یرتكبوا جریمة في الأراضي الأوروبية".

وبيّن قاسمي أن طهران طلبت من هولندا والدنمارك إدانة العمل الإرهابي وتسليم المتورطين في الجریمة والمرتبطین بهم إلى القضاء الإيراني.

وأشار إلى عدم وجود أي فرق بين هؤلاء الإرهابيين وتنظيم "داعش"، وأنه يجب ألا یكون هنالك تمييز بین مواطني أي دولة.

وحسب البيان، أكّد السفيران الهولندي والدنماركي أنهما سيبلغان المسألة إلى بلديهما، وأعلنا استعداد حكومتيهما للكشف عن منفذي الهجوم.

من جهة أخرى، قال قاسمي إن الخارجية الإيرانية أبلغت وكيل السفير البريطاني أنه من غير المقبول السماح للمتحدث باسم منظمة "الأحوازية" بتبني الهجوم عبر قناة تلفزیونیة مقرها لندن. وأوضح أن الدبلوماسي البريطاني أكّد أنه سيبلغ لندن بالموقف.

وتضاربت الأنباء حول الجهة المسؤولة عن الهجوم؛ إذ اتهمت السلطات الإيرانية "المنظمة الأحوازية" بالوقوف خلفه، فيما أعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه، في بيان منسوب له على صفحات محسوبة عليه على مواقع التواصل الاجتماعي. 

و"المنظمة الأحوازية" تطالب بانفصال منطقة جنوبي إيران، وتأسيس إدارة عربية مستقلة فيها.

روحاني يتوعد

وبدوره، توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني برد “حازم” على الجهات المسؤولة عن تنفيذ هجوم الأحواز. قائلًا إن “رد الجمهورية الإسلامية في إيران على أدنى تهديد سيكون حازما وقاطعا” كما ورد على موقعه الإلكتروني الرسمي.

وبدوره، اتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دولا خليجية مدعومة من الولايات المتحدة بتنفيذ الهجوم.

وأمر خامنئي قوات الأمن بتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة. والهجوم هو أحد أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري الإيراني الذي يأتمر بأمر خامنئي، والذي يعد القوة العسكرية الأكثر نفوذا والأثقل عتادا في البلاد.

ومن المرجح أن يزيد هذا الاتهام التوترات مع السعودية، غريم إيران، وحلفائها الخليجيين الذين يعملون إلى جانب الولايات المتحدة على فرض عزلة على الجمهورية الإسلامية.

وذكرت وكالة “ارنا” الرسمية ان بين القتلى والجرحى نساء وأطفالا ممن كانوا يشاهدون العرض العسكري.

وأفاد الصحافي بهراد قاسمي الذي كان شاهدا على الهجوم بأن إطلاق الرصاص استمر من 10 إلى 15 دقيقة، وأن واحدا فقط من المهاجمين كان يرتدي زي الحرس الثوري الإيراني.

وقال “في البداية ظننا أنه جزء من العرض، لكن بعد عشر ثوان أدركنا أنه هجوم إرهابي بعد أن أخذ حراس شخصيون (لمسؤولين) بإطلاق النار”.

وأضاف “عمّت الفوضى وبدأ الجنود يركضون”، مشيرا إلى أن “الارهابيين لم يكن لهم هدف محدد ولم يظهر انهم اهتموا لذلك مع إطلاقهم النار بسرعة على أي شخص استطاعوا الوصول اليه”.

وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في تغريدة ، “تم تجنيد الإرهابيين وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم بواسطة نظام أجنبي. هاجموا الأهواز، ومن بين الضحايا أطفال”.

وأضاف أن “إيران تحمّل رعاة الإرهابيين الإقليميين وأسيادهم الأمريكيين مسؤولية الهجمات الإرهابية”.

وكان الحرس الثوري اتهم المهاجمين بأنهم مرتبطون بمجموعة انفصالية عربية تدعمها السعودية.

ونقلت وكالة “إسنا” عن المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف “الذين فتحوا النار على الناس والقوات المسلحة ينتمون الى الحركة الاهوازية”.

وأضاف شريف أن هذه “تتغذى من السعودية وتحاول أن تغطي على عظمة العرض العسكري للقوات المسلحة”.

يذكر أن مسلحين من مجموعة كردية إيرانية معارضة قتلوا في يوليو/تموز الماضي عشرة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في هجوم على موقع للحرس الثوري على الحدود العراقية. والعام الماضي شهدت طهران هجوما داميا أسفر عن مقتل 18 شخصا وتبناه تنظيم الدولة.


اقرأ/ي أيضًا:

ماذا تُريد إسرائيل من الوجود الإيراني في سوريا؟

داعش يعلن مسؤوليته عن قتل 20 شخصًا بتفجير مجمع رياضي