27-سبتمبر-2018

الجيش المكسيكي يعتقل أحد ضباط الشرطة ضمن حملة الإصلاحات (Getty)

وسط تخوفات من تعرض المدنيين للعنف لأن الجيش غير معد لهذه المهمة، تم عزل جهاز الشرطة بأكمله في مدينة أكابولكو السياحية بالمكسيك وتسلم الجيش والشرطة الفيديرالية المهام الإدارية للمدينة عوضًا عن الشرطة المحلية.

ويخضع جهاز الشرطة بأكمله من العناصر حتى الضباط إلى تحقيقات مكثفة وسط شبهات باختراق هذا الجهاز من قبل المافيا والعصابات الإجرامية خاصة تجار المخدرات، بعد شكاوى على تقصير الشرطة في أداء كثير من مهامها مثل وصول موقع الجريمة متأخرًا أو تجاهل البلاغات وعدم التوجه لفض الخلافات بين الناس.

ونقلًا عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، طوقت قوات عسكرية مقر الشرطة الرئيس في المدينة، وجرّدت 700 ضابط من أسلحتهم.

وتأتي هذه الخطوة في محاولة لإعادة المدينة إلى ماضيها المزدهر فقد كانت أكابولكو الساحلية مقصدا للأغنياء والمشاهير في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، قبل أن تتحول إلى بؤرة لتهريب المخدرات ويرتفع بها معدل جرائم القتل.

وانتشرت قوات من الجيش والشرطة الفيدرالية في عملية واسعة الثلاثاء. وطوقت القوات مقر شرطة أكابولكو الرئيسي، ونصبت طوقا أمنيًا حول المبنى.

ثم قامت القوات بتجريد مئات الضباط من أسلحتهم وصادرت الذخيرة وأجهزة اللاسلكي التي كانت بحوزتهم.

واعتقلت القوات اثنين من قادة الشرطة المحلية وسط شبهات بتورطهما في جرائم قتل. كما اعتقل قائد شرطة الطريق السريع في أكابولكو بعدما عثر معه على أسلحة غير مرخصة.

وتخضع قوات الشرطة المحلية في المدينة بأكملها، ورئيسها ماكس لورينزو سيدانو، للتحقيق. وسيخضع جميع الضباط لـ"اختبار ثقة" والتحقيق بشأن مزاعم وجود علاقات مع عصابات.

أعلى معدل جريمة بالعالم!

جاءت المداهمة بعدما لاحظ المسؤولون ارتفاعا في معدلات الجريمة في أكابولكو و"تقصيرا في تحرك الشرطة للتعامل معها".

وفي العام الماضي، ارتفع معدل جرائم القتل في المدينة إلى 106 حالات من بين كل 100 ألف شخص، وهو أحد أعلى معدلات القتل في العالم.

واشتكى السكان المحليون في أكابولكو من زيادة أعمال العنف. وفي مايو/أيار، خرج كثيرون في مظاهرات، حيث قال عاملون بمجال الترفيه إن أعمالهم تخسر لأن الناس يخشون إقامة حفلات. ما يضر كثيرًا بسمعة المدينة فيؤدي لنفور السياح.

وفي يناير/كانون الثاني، حظرت الولايات المتحدة على الموظفين في الحكومة السفر إلى أكابولكو والمناطق المحطية بها في ولاية غيريرو.

وفي يوليو/تموز، توقفت سلسلة متاجر بيمبو للمخبوزات عن توزيع منتجاتها في عدة أماكن في أكابولكو بسبب ارتفاع أعمال العنف.

اختيار التوقيت

بالإضافة إلى انتهاء موسم الصيف ودخول الخريف ما يجعلها فرصة مناسبة لإصلاح المدينة في وقت تكون حركة السياح به ضعيفة، تشير وسائل إعلام محلية إلى أن الحملة الواسعة جاءت قبل خمسة أيام فقط من تولي العمدة الجديدة منصبها في أكابولكو.

وفي الأسبوع الماضي، قالت العمدة المنتخبة، أديلا رومان، التي تنتمي إلى حزب "مورينا" اليساري، إن مرشحتها لمنصب رئيس الأمن تلقت تهديدات بالقتل.

وأفادت تقارير بأن رئيسة الأمن المختارة، ليتيسيا كاسترو أورتيز، قيل لها إنها "ستُستقبل بالرصاص" إذا تولت المنصب.

لكن العمدة رومان أصرت على تعيين مسؤولين جدد بالرغم من التهديدات.

كما وعدت إنها ستعيد تنظيم صفوف قوات الشرطة المحلية، وإن الضباط سيتلقون تدريبا مكثفا في مجال حقوق الإنسان.

وبقية مدن المكسيك؟

تعتبر أكابولكو إحدى أكثر المدن المكسيكية التي ترتفع فيها معدلات أعمال العنف. كما تقع أكابولكو في ولاية تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة المرتبطة بالمخدرات.

وبينما تشهد أجزاء كثيرة من المكسيك أوضاعا هادئة إلى حد كبير، ارتفعت معدلات جرائم القتل في البلد بصفة عامة إلى مستويات قياسية العام الماضي.

وينظر إلى قوات الشرطة المحلية على أنها الحلقة الأضعف في نظام الأمن في المكسيك، حيث يسهُل تعرضهم للتهديد أو الإغراء من جانب عصابات المخدرات المحلية.

لكن منظمات ناشطة في مجال حقوق الإنسان حذرت من أنه بالرغم من نجاح قوات المارينز والجنود في القبض على كبار تجار المخدرات، فإنهم غير مدربين على القيام بواجبات الشرطة، وهو ما قد يؤدي إلى تعاملهم بقسوة مفرطة مع المدنيين.


اقرأ/ي أيضًا:

الهند تلغي عقوبة "الخيانة الزوجية"

هل سيعامل الأوروبيون كالمهاجرين في بريطانيا عند إتمام انفصالها؟