30-سبتمبر-2024
القصف الإسرائيلي على منطقة الكولا وسط بيروت

(Getty) القصف الإسرائيلي على منطقة الكولا وسط بيروت

استشهد 4 أشخاص على الأقل، فجر الإثنين، إثر غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، وفق مصدر أمني، في أول استهداف مباشر لمركز العاصمة منذ بدء التصعيد. وفي السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات على عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة البقاع.

تُعد هذه الضربة هي الأولى التي يشنّ فيها جيش الاحتلال هجومًا داخل بيروت منذ 8 تشرين الأول\أكتوبر، إذ كانت الضربات تتركز حتى الآن في الضاحية الجنوبية للعاصمة، لكنها توسعت مع استمرار التصعيد لليوم الثامن على التوالي. 

في المقابل، استمر حزب الله في إطلاق الصواريخ المستوطنات الشمالية، بما في ذلك مدن صفد وطبريا وعكا وحيفا، مما يشير إلى استمرار التصعيد المتبادل رغم الغارات المكثفة.

وفي سياق متصل، أعلنت حركة حماس استشهاد القيادي فتح شريف أبو الأمين، قائد الحركة في لبنان وعضو قيادة حماس في الخارج، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في مخيّم البص بجنوب لبنان، فجر اليوم. وأوضحت الحركة في بيان لها أن الغارة أدت إلى استشهاد زوجة أبو الأمين، المربية أمية إبراهيم عبد الحميد، ونجله أمين فتح شريف، وابنته وفاء فتح شريف. ووصفت حماس الهجوم بأنه عملية اغتيال إرهابية وإجرامية، مؤكدة أن الشهيد وأفراد عائلته ارتقوا في إطار ملحمة "طوفان الأقصى"، على طريق النضال من أجل القدس. 

فيما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين استشهاد ثلاثة من قادتها، بينهم عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية محمد عبد العال، إضافة إلى عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان عماد عودة، وعبد الرحمن عبد العال، جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت. وأكدت الجبهة أن القادة الثلاثة ارتقوا أثناء تأدية واجبهم الوطني، ونددت بالتصعيد الإسرائيلي الذي يطال المدنيين والمواقع الفلسطينية في لبنان.

كما أكدت مصادر لبنانية استشهاد 5  عناصر من الدفاع المدني اللبناني بعد استهداف طائرات الاحتلال مركزًا لها في بلدة سحمر بالبقاع فجر اليوم.

وفي ظل التوتر المتزايد، يستعد الجيش الإسرائيلي لشنّ "عملية برية محدودة" في لبنان، في حين يتواصل نزوح المدنيين عن لبنان هربًا من التصعيد العسكري. وذكرت وحدة مخاطر الكوارث في لبنان أن أكثر من 36 ألف سوري و41 ألف لبناني عبروا الحدود إلى سوريا منذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي. وحذرت منظمات أممية ودولية من أزمة إنسانية وشيكة تلوح في الأفق مع تزايد الأعداد النازحة والاحتياجات المتصاعدة.

وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، أن طائراته المقاتلة شنّت غارات على عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة البقاع. وأوضح البيان أن الأهداف شملت "عشرات منصات الإطلاق ومباني تُخزن فيها الأسلحة". 

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية باستشهاد 105 أشخاص وإصابة 359 آخرين في الغارات الإسرائيلية التي وقعت مساء الأحد، بعد يومين من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. ووفق تقرير صادر عن وزير البيئة ومنسق لجنة الطوارئ الحكومية اللبنانية، ناصر ياسين، فقد بلغ عدد الشهداء منذ 8 تشرين الأول\تشرين الأول 1640 شخصًا، بينهم 104 أطفال و194 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 8408 بجروح.

من جهته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن عدد النازحين قد يصل إلى "مليون شخص"، واصفًا ذلك بأنه "أكبر" عملية نزوح تشهدها البلاد. في السياق ذاته، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن عملية طارئة لتقديم المساعدات الغذائية لمليون شخص متضرر في لبنان.

فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، رفض تل أبيب لمقترح التسوية مع حزب الله، مشددًا على عدم الموافقة على وقف إطلاق النار. وأوضح كاتس أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى اتفاق هي نقل حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، مشيرًا إلى ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان بشكل كامل لوقف إطلاق النار. في سياق متصل.