تساءل جنرال الاحتياط الإسرائيلي اسحق بريك في مقال نشرته صحيفة "معاريف" عن الكيفية التي سيتمكن بها الجيش الإسرائيلي من تحقيق انتصار على حزب الله اللبناني، في الوقت الذي لم يتمكن من هزيمة حركة حماس، على مدار عام من الحرب في قطاع غزة.
اسحق بريك: تركيز "إسرائيل" على القوات الجوية والدعم الخارجي الأمريكي دون تطوير قدرات دفاعية محلية، تشكّل نقطة ضعف كبرى
وقال بريك إنّ جميع السياسيين في "إسرائيل" من المعارضة إلى الائتلاف "يقولون ما يريد الجمهور سماعه" بالحديث عن مواصلة القتال حتى القضاء على حزب الله.
وأضاف منتقدًا هذا التوجّه: الحقيقة ليست جزءًا من أولويات السياسيين، ما يشغلهم فقط كسب التأييد في الانتخابات المقبلة.
ويُبرز بريك في مقاله أن فشل الجيش الإسرائيلي في غزة يعد مؤشّرًا خطيرًا على عدم قدرته على النجاح في لبنان أيضًا؛ فالقضاء على بعض قيادات حماس لم يوقف الحركة تمامًا كما لن يوقف القضاء على قادة في حزب الله، استمرار الهجمات.
ويشير اللواء احتياط اسحق بريك إلى أن تدمير لبنان بالكامل لن يثني حزب الله عن مواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، لافتًا إلى أن الحرب الاستنزافية المستمرة ستقود في النهاية إلى انهيار اقتصادي واجتماعي في "إسرائيل" إلى جانب إضعاف قوات الاحتياط الإسرائيلية.
ويعتبر بريك أن السياسات الإسرائيليّة التي تُركّز على القوات الجوية والدعم الخارجي الأمريكي دون تطوير قدرات دفاعية محلية، تشكّل نقطة ضعف كبرى، إذ أن اعتماد "إسرائيل" شبه الكامل على المساعدات الأميركية، يضع مستقبلها في خطر إذا ما قررت واشنطن إيقاف هذا الدعم.
اسحق بريك: القوات الإسرائيلية أصبحت متهالكة بفعل السياسات العسكرية الخاطئة التي تم اتباعها خلال العقدين الماضيين
ويُشدد على أن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في منع أي تصعيد عسكري إسرائيلي قد يقود إلى حرب إقليمية شاملة، ما قد يجبر واشنطن على التدخل المباشر لحماية مصالحها في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، يحذّر بريك من أنّ تجاهل طلبات الولايات المتحدة قد يقود إلى فرض حظر على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، ما سيفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية.
ويختم بريك مقاله بالتأكيد على أن الحلّ الوحيد للحفاظ على قوة الجيش الإسرائيلي يكمن في التوصل إلى تهدئة واتفاقات مع كل من حماس وحزب الله، وذلك بوساطة دولية بقيادة الولايات المتحدة. ويشدد على أن التحالف الدفاعي مع الولايات المتحدة والدول العربية سيكون ضرورة حتمية لمواجهة التحالف بين روسيا، والصين، وإيران، الذين يسعون إلى زعزعة استقرار المنطقة ودفع الولايات المتحدة خارج الشرق الأوسط.
ويشتهر بريك بكونه من أبرز المنتقدين للقيادات العسكرية والسياسية في "إسرائيل". وهو يؤكد بشكل متكرر أن الجيش يعاني من نقص في التخطيط الاستراتيجي، ما قد يؤدي إلى أخطار كارثية في المستقبل القريب، ويرى أن تآكل قدرات الجيش الإسرائيلي على مدار العقدين الماضيين يعكس ضعف الاستعداد لمواجهة تهديدات حقيقية على الجبهات الشمالية والجنوبية.
واللواء إسحاق بريك ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، وقد شغل عدة مناصب قيادية، أبرزها المفوّض السابق لشكاوى الجنود. وقد اشتهر بانتقاداته الحادّة للمستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بجاهزية الجيش الإسرائيلي للحروب المستقبلية. وفي مقالاته المتعددة، كرر بريك التحذير من التدهور في قدرات الجيش، والحديث عن نقص في جاهزية قوات الاحتياط، والإهمال في تطوير القوات البرية، ما يُعرّض "إسرائيل" لأخطار إستراتيجية في حال اندلاع حروب واسعة النطاق.