05-أبريل-2018

مستوطنون خلال اقتحام الأقصى في عيد الفصح - المصدر: دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس

تُمارس سلطات الاحتلال، بالتنسيق مع منظمات الهيكل التهويدية، خديعة لتمرير مشاركة مئات المستوطنين في اقتحام المسجد الأقصى سرًا، وفرض واقع جديد فيه، وذلك في إطار الاقتحامات اليومية التي تُسجل أرقامًا غير مسبوقة في أعداد المشاركين من المستوطنين في هذه الاقتحامات.

الخديعة الإسرائيلية، تتمثل في فتح المجال أمام اقتحام المستوطنين للمسجد تحت بندين. يشرح ذلك الخبير في شؤون القدس جمال عمرو مبينًا أن البند الأول هو السيّاح، إذ يتم إدخال مستوطنين للمسجد كسياح أمريكان وأوروبيين، أما البند الثاني فهو "يهود يزورون الحرم القدسي".

أرقام غير مسبوقة للمشاركين في اقتحام المسجد الأقصى من المستوطنين، برعاية حكومة الاحتلال وحاخامات والمستوى الأمني

ويعلق عمرو بأن سلطات الاحتلال لا تهدف من خلال هذه الحيلة إلى تقليل أعداد المقتحمين الذين تُحصيهم الأوقاف، بل إلى فرض واقع أن الأوقاف تسمح بإدخال "زوّار يهود" إلى المسجد، معتبرًا هذا الأمر بأنه مُفزع وسيكون له عواقب فيما بعد.

ويبدو لافتًا خلال الأيام الماضية تصاعد أعداد المشاركين في الاقتحام تدريجيًا، إذ بلغ عدد المقتحمين يوم الأحد 25 آذار/مارس 275 مستوطنًا، خلال الفترة الصباحية فقط، ثم 260 مستوطنًا يوم الثلاثاء، خلال الفترة ذاتها، قبل أن يرتفع إلى 542 مستوطنًا يوم أمس (الأربعاء)، ثم يرتفع إلى 678 مستوطنًا اليوم (الخميس)، لتكون حصيلة المشاركين في الاقتحامات خلال جميع أيام "عيد الفصح" 2409 مستوطنين.

وتصدى حراس الأقصى أكثر من مرة لمحاولات مستوطنين أداء صلوات تلمودية داخل الأقصى، وقد كانت قوات الاحتلال تتدخل في كل مرة لتخليص المستوطن منهم. كما استطاع الحراس كشف تسلل مستوطن إلى الأقصى من باب السلسلة، خارج وقت الاقتحامات الذي ترعاه قوات الاحتلال، وقد تدخلت شرطة الاحتلال أيضًا لتخليصه من حراس المسجد.

يؤكد عمرو لـ الترا فلسطين أن الأعداد المعلنة من الأوقاف قد لا تصل إلى نصف عدد المشاركين فعليًا، بسبب إدخال مستوطنين كسياح، مشددًا على أن هذا التزايد في أعداد المُقتحمين لا يرجع فقط إلى "عيد الفصح"، بل بسبب الرعاية التي يوفرها المستوى السياسي، والمستويين التشريعي، والأمني، لهذه الاقتاحامات.

ويبيّن أن الحاخامات الذين يتبنّون تغيير الفتوى اليهودية بشأن حُرمة اقتحام الأقصى في تزايد، ما يزيد من أعداد المُقبلين على هذه الاقتحامات. وأضاف، "منذ عام 2013 تم تغيير الفتوى التي كانت تُحرم دخول اليهود إلى الأقصى (جبل الهيكل وفق تسميتهم) إلى حين نزول المخلص ومعه بقية من أثر موسى. قال حاخامات حينها إن المخلّص يرفض النزول لأن مكان الهيكل نجس ويجب تطهيره".

وتابع، "الحاخامات الذين غيّروا الفتوى قالوا إن بقية الحاخامات سيتبعونهم لاحقًا، وقد حدث هذا بالفعل، وهؤلاء يحظون بدعم قوي من المستويات الرسمية بعد إعلان ترامب بشأن القدس".

ورأى عمرو أن إعلان ترامب القدس عاصمة للدولة اليهودية تحديدًا، وليس لدولة إسرائيل، منح منظمات الهيكل التهويدية والحاخامات الذين يرعون اقتحامات الأقصى دعمًا منقطع النظير، وقد زاد من ذلك تبنّي حكومة الاحتلال، والكنيست، وجهازي الشرطة والمخابرات، لدعوات الاقتحامات.

وأشار إلى أن ضعف الموقف العربي في هذا الشأن، وامتناعهم عن اتخاذ موقف ضد ترامب إثر إعلانه، بالمقاطعة مثلاً كما هددوا من قبل كل من ينقل السفارة إلى القدس، منح منظمات الهيكل والحاخامات دعمًا آخر لتصعيد الاقتحامات، وكانت نتيجة ذلك الأعداد المرتفعة من المقتحمين هذه الأيام.