أطلقت الولايات المتحدة، بالتعاون مع عدد من الدول الغربية والعربية، مبادرة مشتركة تهدف إلى وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل لمدة 21 يومًا، في محاولة لإفساح المجال أمام التوصل إلى تسوية سياسية.
وجاء في بيان مشترك صدر فجر اليوم الخميس عن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون: "لقد عملنا معًا خلال الأيام الأخيرة على إصدار دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار بهدف منح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب مزيد من التصعيد عبر الحدود". وأكد البيان أن المبادرة تحظى بتأييد عدد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، واليابان، والسعودية، والإمارات، وقطر، إضافة إلى دول أخرى.
تباينت الآراء الإسرائيلية حول المبادرة الأميركية-الفرنسية، حيث عبر بعض وزراء في الحكومة الإسرائيلية عن رفضهم وقف العمليات العسكرية في لبنان.
وأضافت الدول الموقعة على البيان أن الوقت قد حان للتوصل إلى تسوية دبلوماسية "تتيح للمدنيين على جانبي الحدود اللبنانية-الإسرائيلية العودة إلى منازلهم بأمان". وأشارت إلى أن التصعيد المستمر يعرقل الجهود الدبلوماسية، مما يستوجب وقفًا فوريًا لإطلاق النار لمدة 21 يومًا للسماح للدبلوماسية بالعمل.
ووصف مسؤول أميركي رفيع المستوى هذا النداء بأنه "اختراق مهم"، مشيرًا إلى أن واشنطن تأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز الجهود للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وأضاف مسؤول أميركي آخر أن القرار بشأن قبول المبادرة من جانب لبنان وإسرائيل قد يُتخذ في غضون ساعات، بعد مناقشات جرت مع الأطراف المعنية.
من ناحية أخرى، أبدت تقارير صحفية غربية وإسرائيلية شكوكًا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل، حيث نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي قوله إن هناك عدم يقين حول مدى استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للموافقة على وقف إطلاق النار.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر سياسي إسرائيلي، لم يُكشف عن هويته، أن رفض نصر الله للمبادرة سيمنح إسرائيل "الشرعية لتعميق العملية العسكرية" في لبنان. وفي السياق ذاته، فوّض نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر للتفاوض مع الإدارة الأميركية بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان.
رغم ذلك، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل تستعد لمواصلة عملياتها ضد حزب الله، حتى مع الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة قد تتقبل اندلاع حرب شاملة في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
وفي إسرائيل، تباينت الآراء حول المبادرة الأميركية-الفرنسية، حيث عبر وزراء في الحكومة الإسرائيلية عن رفضهم وقف العمليات العسكرية في لبنان. وأكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على ضرورة استمرار العمليات حتى "استسلام حزب الله"، بينما دعا وزير الرياضة ميكي زوهار إلى تحقيق "حسم واضح" في الشمال قبل التفكير في أي وقف لإطلاق النار.
في المقابل، دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى قبول مبادرة بايدن-ماكرون، لكنه اقترح أن تكون لمدة 7 أيام فقط، مؤكدًا على ضرورة منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية. وأكد أن أي اتفاق يجب أن يضمن عودة آمنة للمستوطنين في الشمال، مع التحذير من استئناف الهجمات في حال حدوث أي خرق لوقف إطلاق النار.
من جانبهم، حذر عدد من أعضاء الكنيست من أن التوقف المؤقت للعمليات العسكرية سيمنح حزب الله الفرصة لإعادة ترتيب صفوفه وتعزيز قدراته، ما قد يصعّب على إسرائيل تحقيق أهدافها في المستقبل.