29-مايو-2019

في الصورة الإرهابي جلعاد متقمصًا دور الإرهابي باروخ غولدشتاين مرتكب مذبحة المسجد الإبراهيمي

"أنا أرتكبت خطأ، لقد ألحقتُ الضرر بولدي، لقد استغلوه واستخدموه". بهذه الكلمات لخصت الإسرائيلية عناة سديه، ما فعله المستوطن الإرهابي تيران فولك بابنها الذي أنجبته من أب فلسطيني، وهي القصة التي رواها المخرج الإسرائيلي إيلان مزراحي في فلم وثائقي بعنوان "السر الذي يعرفه الجميع"، بثته قناة "يس" الوثائقية.

بطل القصة هو غلعاد سديه الذي ربَّاه -في إحدى المستوطنات- القيادي في حركة "كاخ" الإرهابية تيران فولك، وهو الذي كان مقربًا من الحاخام مائير كاهنا. قضى غلعاد معظم حياته في تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين، وتزوج في سن مبكرة، وحفل زواجه تخلله رقصٌ بالبنادق الآلية على أنغام أناشيد تُحرض على قتل العرب والفلسطينيين.

غلعاد عندما كان طفلاً وإلى يساره الإرهابي فولك

كبُرَ غلعاد وهو يُنسَبُ إلى الإرهابي فلوك الذي ربّاه بعد أن تزوج أُمه إثر طلاقها من والده الفلسطيني. لكن بعد تعرضه للاعتقال لدى شرطة الاحتلال، اكتشف غلعاد أن فلوك والده بالتبني وليس والده الحقيقي، إلا أن الحقيقة الأكثر مرارة بالنسبة له هي أن كل المحيطين به يعرفون أنه ليس ابن فولك، وأن والده فلسطيني.

يُفسر الفلم الوثائقي جذور غلعاد بالتلميح إلى أن والدته عناة أحبت شابًا فلسطينيًا وذهبت للعيش معه في قرية فلسطينية، لكن بعد أن حملت غلعاد وقعت خلافاتٌ بينها وبين زوجها، وهنا ظهر فولك في حياة عناة وساعدها على الهرب، ثم تزوجها وتبنّى طفلها ونسبه إليه، وأخذ يربيه على كراهية العرب والفلسطينيين.

تقول عناة -والدة غلعاد- إن ابنها "صار ضحية لاستغلال فولك"، لكن يبدو أنه كان ضحية أيضًا لاستغلال المخرج الذي رافقه 15 سنة أثناء تصوير الفلم الذي تضمن مقابلاتٍ يظهر فيها غلعاد في منتهي التطرف، ما يُشير لاحتمالية أن يكون المخرج على علمٍ بأصول جلعاد.

بعد أن اكتشف غلعاد حقيقة جذوره لم يعد متدينًا، غادر الضفة الغربية وتخلى عن عقيدة اليمين المتطرف ثم تحول إلى "رجل سلام" كما وصفه الفلم ويُعرّفُ نفسه، وهو يعيش الآن في عراد بالنقب المحتل. لاحقًا اكتشف أن حركة "كاخ" حرَّفت قصته وتستخدمها في حملاتها الدعائية في جمع الأموال لتنظيم نشاطها.