27-فبراير-2016

الاستغوار.. رياضة جديدة تجذب الفلسطينيين (الترا صوت)

استكشف نحو ثلاثين شابًا وشابة، الجمعة 26 شباط/فبراير الجاري، في قرية عابود شمال غرب مدينة رام الله، مغارة تسمى "كلزون" الطبيعية التي تقع بين قريتي عابود وشقبا، بعد دعوة مجموعة أنشئت خصيصًا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، باسم "نادي الاستغوار الفلسطيني".

تهدف رياضة الاستغوار إلى الاكتشاف ورسم خرائط المغارات والكهوف وإعلام الآخرين عنها وهو ما يفيد السياحة وينشطها

تعود هذه الفكرة إلى ورود الشرباتي، 21 عامًا طالبة إدارة أعمال، ولينا أبو سنينة، 25 عامًا مهندسة زراعية من الخليل. الشرباتي وأبوسنينة لم يعرفا شيئًا عن الاستغوار إلا بعد أن شاركتا في رحلة نظمها المجلس الأعلى للشباب والرياضة، استمرت لمدة خمسة أيام في تونس لاستكشاف المغارات الموجودة هناك.

اقرأ/ي أيضًا: السويداء.. تاريخ طويل يستريح

"لم نعرف ماهي رياضة الاستغوار ولم نمارسها في حياتنا بل كنا نشارك في رياضة المشي بمسارات محددة، وهي التي كانت تنظم باستمرار من قبل عدة مجموعات في البلد"، تقول شرباتي. وتضيف: "وبعد أن شاركنا في الملتقى الوطني للاستغوار، تعرفنا عن قرب على هذه الرياضة التي تهدف إلى الاكتشاف ورسم خرائط المغارات والكهوف وإعلام الآخرين عنها، لذلك قررنا أن نطبقها هنا أولاً لإفادة السياحة وتنشيطها باكتشاف معلم جديد وثانيًا ممارسة رياضة جديدة، أسسنا صفحة خاصة باسم نادي الاستغوار الفلسطيني ودعونا الشباب من عدة مدن فلسطينية وأعلنا عن أول رحلة إلى قرية عابود".

وعن اختيار قرية عابود، توضح الشرباتي: "لم نكن نعرف الأمكنة التي من المفترض أن نزورها لاستكشاف المغارات الموجودة فيها، لذلك التجأنا إلى مكتب وزارة السياحة في الخليل لمساعدتنا في تحديد هذه الأماكن، وفعلاً تعرفنا على عدة قرى ومنها عابود التي توجد فيها مغارة كلزون".

كلزون مغارة غير مكتشفة بالكامل وغير موثقة تاريخيًا ولكنها تعد من الآثار القديمة، مساحتها تقريبًا 500 متر مربع، ويحكى أنها ترتبط مع مغارة أخرى تقع في وادي "النطوف"، الذي لا يبعد سوى 2 كم ووجد فيها آثار أول إنسان سكن فلسطين، حسب حسين البرغوثي، من المجلس القروي في عابود.

كلزون مغارة غير مكتشفة بالكامل وغير موثقة تاريخيًا ويحكى أنها ترتبط مع مغارة أخرى تقع في وادي "النطوف"، ووجد فيها آثار أول إنسان سكن فلسطين

ما يميز "كلزون" هي أشكال الصخور، التي نحتت وتشكلت بفعل المياه الكلسية والبئر الموجود بداخلها، إذ إن البدو قديمًا كانوا يستخدمونها للمبيت فيها. ولكن ما تحتاجه هذه المغارة هو إعادة التأهيل وتوثيقها في التاريخ، وإعادة اكتشافها وإدراجها على قائمة المعالم السياحية في فلسطين، والتسويق لها، كما يقول البرغوثي.

اقرأ/ي أيضًا: دمشق.. فنادق المرجة آخر شهود مرحلة لن تعود

تحتاج رياضة الاستغوار لأدوات خاصة توفر شروط الحماية، خاصة أن هذه الرياضة فيها مخاطر تستدعي أخذ الحيطة والحذر، فخطر التزحلق وارد بسبب الصخور الرطبة داخل المغارات، لذلك يجب ارتداء الخوذة وإحضار الأضواء الكاشفة "المصباح"، بالإضافة إلى معدات أخرى مثل الحبال التي يحتاجها المستغور للصعود والهبوط أحيانًا، ومن الضروري أيضًا تواجد مرافق خبير للولوج إلى المغارة. وعلى المستكشفين المشاركين احترام طبيعة المكان وخصوصيته وعدم لمس أو كسر أي شيء داخل المغارة وتجنب الصراخ.

خالد سعيد، من بيت لحم، كان من بين المشاركين في الرحلة الأولى لنادي الاستغوار، يقول إن "الأمر لا يتعلق بسياحة وترفيه فقط، بل الاستغوار من الرياضات القصوى حول العالم، لأن اكتشاف المغارات فيه مخاطرة على حياة المستغور، لذلك يلزم شبابنا التدرب أكثر ومعرفة كل الأمور التي يجب الالتزام بها قبل ممارستها، وأنا شخصيًا أحببت هذه الرياضة وأتمنى أن تنتشر أكثر وتتطور لكي نكتشف مناطق لم يصلها أي شخص وتصبح معروفة لدى الجميع".

لم تكتف المجموعة التي شاركت في رحلة الاستكشاف بزيارة "كلزون" فقط، بل زاروا كنيسة القديسة "بربارة" التي تقع على جبل يرتفع 350 متر عن مستوى سطح البحر في الجهة الغربية للقرية وكانت قوات الاحتلال قد هدمتها وأعيد بناؤها عام 2001، بالإضافة إلى ما يعرف بـ "المقاطع" وهي منطقة توجد فيها مقابر رومانية قديمة سميت بهذا الاسم لأنهم كانوا يستخرجون الحجارة الكبيرة منها لبناء الكنائس والبيوت آنذاك. تدرس المجموعة والقائمين عليها مكان الرحلة القادمة التي من المحتمل أن تكون في الخليل وبالتحديد إلى مغارة "صفا".

اقرأ/ي أيضًا:

ماجوريل المغرب.. حديقة مراكش الساحرة

سرد الحكايا عن وهران "الباهية"