ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال في جلسة إستراتيجيّة الخميس، إنّ "إسرائيل" ستعمل على توسيع عمليّاتها على الجبهة الشماليّة مع حزب الله، وقد يحدث ذلك خلال أسابيع أو أشهر. مع خلاف بين غانتس ونتنياهو على إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية على الجبهة الشمالية، فيما أكدت المصادر الإسرائيلية، عدم وجود قرار نهائي يخص الحرب على لبنان، باستثناء طلب نتنياهو الاستعداد من الجيش.
بيان أمريكي بريطاني مشترك: نحث على تجنّب أي تصعيد في الشرق الأوسط، ونشدد على الالتزام بالتوصّل لاتفاق سياسي وحل أمني يسمح للإسرائيليين واللبنانيين بالعودة لديارهم
ونقلت القناة على لسان نتنياهو: "نحن نتجه نحو معركة واسعة بقوة كهذه أو أخرى". وتتزامن التصريحات مع ارتفاع عدة الاشتباكات على جبهة جنوب لبنان، بعد فترة هدوء نسبي في أعقاب "رد حزب الله على اغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر".
وتزامن ما أوردته القناة الإسرائيليّة مساء السبت، مع تصريحات أطلقها نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قال فيها إنّ "تهديد الحرب لا يخيفنا ولا يُعدّل موقفنا بارتباط جبهة الإسناد بوقف العدوان على غزة"، وأضاف أنه "لا طريق لعودة المستوطنين المُهجّرين من منازلهم شمال البلاد، إلّا بإيقاف الحرب على غزة".
وأضاف نعيم قاسم أنه "لا خطة لدى حزب الله للمبادرة إلى الحرب"، ولكنه سيواجه "إسرائيل" إذا شنت الحرب، والخسائر ستكون ضخمة، وللطرفين.
وأشار إلى أنه لا يمكن للحرب أن تعيد المستوطنين إلى منازلهم في الشمال، لذلك خذوا قراركم، ونحن جاهزون ومستعدون لأي احتمال.
وجاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو قال في الجلسة ذاتها التي أشارت إليها القناة الـ13 الإسرائيلية: "الوضع في الشمال لا يمكن أن يستمر. نحن بحاجة إلى تغيير التوازن ويجب إعادة السكان إلى ديارهم. لن يتم ذلك دون تغيير التوازن مع حزب الله. يجب على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لحملة واسعة النطاق في لبنان"، وجاءت التصريحات خلال نقاش إستراتيجي أمني عقد الخميس بمشاركة رؤساء الأجهزة الأمنية والوزراء يوآف غالانت ويسرائيل كاتس وبتسلئيل سموتريتش ورون ديرمر، وفق المصدر ذاته.
ووفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير، تحدث لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن "الحرب في الشمال هي مسألة وقت - تتراوح بين بضعة أسابيع وبضعة أشهر".
وقال مسؤولون إسرائيليون حضروا الجلسة إن "فرص التسوية السياسية في الشمال ضئيلة، وفي كل الأحوال لن يوافق السكان على العودة إلى منازلهم حتى لو تمت تسوية". وتساءل المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون: "من سيعود إلى البيت لأن نصرالله سيوقع ورقة؟ ما هي احتمالات أن يوافق على نزع السلاح؟ إنه حلم بعيد المنال، ولن يحدث. ولهذا السبب فإن فهم النظام الأمني يدور حول الذهاب إلى الحرب، وكانت توجيهات نتنياهو للجهاز الأمني هي الاستعداد لنقل الثقل إلى الشمال".
وأضافت الصحيفة: "في النقاش تم التوصل إلى تفاهم على أن الحرب في الشمال مبنية على ركيزتين: الشرعية الدولية، وإدارة اقتصاد السلاح. وأعلن الجيش خلال المناقشة أن الجيش الإسرائيلي جاهز بالخطط والأسلحة اللازمة".
هل قرر نتنياهو التصعيد على الجبهة اللبنانية؟@AhDarawsha pic.twitter.com/454lpsIkIv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2024
وأوضحت "يديعوت أحرونوت": "رغم أنه لا يوجد حاليًا قرار نهائي بشن حرب في لبنان، إلا أن نتنياهو تبنى خط الجيش الإسرائيلي وأصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لحملة واسعة النطاق، بهدف تغيير التوازن ضد حزب الله، وفي الوقت نفسه زيادة حجم الحرب للضغط على الولايات المتحدة للإسراع بالتحرك الدبلوماسي".
ووفق المصدر نفسه: "حدث خلال النقاش خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الأمن غالانت بشأن المحاولة الأميركية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية. ويعتقد نتنياهو أن فرص التسوية ضئيلة، لكن غالانت قال إن هناك فرصة لنجاح الخطوة الأميركية، وأنه يتعين على إسرائيل إقناع السكان بالعودة إلى منازلهم بمساعدة مالية. ومن المفترض أن يناقش مجلس الوزراء السياسي الأمني يوم الإثنين المقبل إضافة عودة سكان الشمال إلى منازلهم، ضمن أهداف الحرب".
وبعد منتصف ليل السبت/ الأحد، صدر بيان أمريكي بريطاني مشترك، أكد على ضرورة تجنّب أي تصعيد في الشرق الأوسط قد يقوض آفاق السلام والتقدم نحو حل الدولتين، وشدد على الالتزام بالتوصّل لاتفاق سياسي وحل أمني يسمح للإسرائيليين واللبنانيين بالعودة لديارهم.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنهم سيواصلون العمل مع بريطانيا على اتفاق يوقف إطلاق النار في غزة، ويسمح بزيادة المساعدات والإفراج عن الإسرائيليين.
وشهدت الجبهة الشماليّة السبت، تصعيدًا ملحوظًا، إذ أعلن حزب الله عن تنفيذ 12 عملية، دعمًا للمقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وردًا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على القرى الجنوبية في لبنان. وقد شنّ الجيش الإسرائيلي غارات على مستودعات لحزب الله وصلت منطقة بعلبك في عمق وجنوب لبنان.
دوت صافرات الإنذار بين منتصف الليلة الماضية وصباح اليوم 7 مرات على الأقل، على أثر إطلاق صواريخ باتجاه صفد وطبريا طال مناطق غير مخلاةhttps://t.co/lBFJiFvRcz
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) September 14, 2024
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 4 جرحى ثلاثة منهم أطفال أصيبوا في غارة إسرائيلية على محيط بلدة الكواخ شرقي لبنان.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الصواريخ سقطت السبت قرب مستوطنات لم تُخْلَى من السكان في الجليل الأعلى. علمًا أن عمليات الإخلاء في الشهور الماضية شملت المستوطنات المقامة في قطر 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية، ويبلغ عددها 40 مستوطنة.
حزب الله يبث مشاهد لاستهداف قاعدة يفتاح إليفليط التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. pic.twitter.com/RJIrldRFeo
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) September 14, 2024
وسقطت صواريخ في "كاحال" جنوب صفد. بينما قالت القناة 11 إن 20 صاروخًا سقطت في صفد. وقالت صحيفة "معاريف"، إن 60 صاروخًا أطلقت من لبنان باتجاه صفد وطبريا.
واستهدف حزب الله المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد بصواريخ الكاتيوشا، كما جرى استهداف دبابة ميركافا على طريق رويسات العلم/ زبدين بصاروخ موجه، واستهداف قاعدة ومقر اللواء المدفعي والصواريخ الدقيقة 282 ومخازن التسليح والطوارئ التابعة لها في يفتاح إليفليط شمال غربي بحيرة طبريا بصواريخ الكاتيوشا.
كما شن حزب الله هجومًا بمسيرة انقضاضية على مقر لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، واستهداف مرابض مدفعية في الزاعورة، واستهداف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين، واستهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، وثكنة زبدين في مزارع شبعا، وكذلك شن هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على تموضع مستحدث للواء 769 من فرقة الجليل في عين مرغليوت غرب كريات شمونة.
مشاهد نشرها حزب الله لعملية استهداف موقعي أبو دجاج والعبّاد التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية. pic.twitter.com/7FgyIbTw5k
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) September 14, 2024
وأورد موقع "أكسيوس" الأميركي أن بنيامين نتنياهو قرر تأجيل اجتماع المجلس الوزاري الأمني السياسي الإسرائيلي الذي كان مقررًا الأحد، إلى يوم الإثنين.
ومن المقرر أن يصل مبعوث الرئيس الأميركي، عاموس هوكشتاين، إلى "إسرائيل" يوم الإثنين المقبل لإجراء محادثات بشأن لبنان مع نتنياهو، ووزير جيشه يوآف غالانت وكبار المسؤولين الإسرائيليين.
وعقّب رئيس مجلس ماروم هجيليل الاستيطاني، أنّه "بعد عام تقريبًا من القتال في الشمال، نسمع لأول مرة أن رئيس الوزراء يريد توسيع الهجمات في لبنان. نحن نؤيد أي صيغة. وهذا سيجلب الأمن إلى الشمال، ويعيد السكان ويبعد الإرهابيين عن خط الحدود، وأعتقد أن سحق العدو هو وحده الذي سيجلب مثل هذا الصمت. الآن نريد أيضًا أن نرى أفعالًا وليس مجرد كلمات"، وفق تعبيره.
وتظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس وتل أبيب لمطالبة حكومة نتنياهو بعقد صفقة تبادل أسرى مع حماس. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المتظاهرين قطعوا الطريق، وأخّروا خروج نتنياهو من منزله في قيسارية.
وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، إن توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشماليّة دون إتمام صفقة تبادل مع حماس، هو حكم بالإعدام على الأسرى الإسرائيليين بغزة.
وجاء في بيان عائلات الأسرى أنه "ما دام نتنياهو في سدة الحكم، فإن الحرب على قطاع غزة ستستمر إلى الأبد".
شرطة الاحتلال قمعت تظاهرة في تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى. pic.twitter.com/oxAzY3hLv0
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) September 14, 2024
مستوطنون يتظاهرون في حيفا للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى. pic.twitter.com/1BkfMJzOOW
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) September 14, 2024
ونشرت كتائب القسام، السبت، مشاهد من قصف مقر "اللواء الغربي 300" التابع لجيش الاحتلال شمال فلسطين المحتلة برشقة صاروخية مركزة من لبنان، الأربعاء الماضي.
كتائب القسام تنشر فيديو لقصف "مقر اللواء الغربي 300" التابع للاحتلال شمال فلسطين، برشقة صاروخية من لبنان. pic.twitter.com/Wy8MIan4Sx
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) September 14, 2024