الترا فلسطين | فريق التحرير
أعرب الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد عن خيبة أمله من إسرائيل "لأنها نسيته مجددًا"، واتهمها بأنها لم تبذل جهودًا كافية من أجل نقله من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، بعد أن أُدين عام 1987 في الولايات المتحدة بالتجسس لصالح إسرائيل.
ووفق القناة 13 العبرية، فإن مراسلتها في أمريكا يونا لايفزون شاهدت بالصدفة بولارد أثناء تناوله وجبة الغداء في أحد المطاعم، وأجرت معه مقابلة بثتها مساء أمس الثلاثاء، اتهم فيها إسرائيل بالتخلي عنه، مضيفًا أن ذلك دفعه للموافقة على التحدث أمام الكاميرات رغم إدراكه أنه قد يُعاقب بسبب هذه المقابلة.
الجاسوس جوناثان بولارد يتهم إسرائيل بعدم العمل لاستعادته من أمريكا بعد أن سُجِنَ بسبب تجسسه لها
يُذكر أن بولارد يهودي أميركي كان يعمل محلل استخباراتٍ مدنيٍ سابقًا في القوات البحرية الأمريكية، جرى اعتقاله وأدين باستغلال منصبه والتجسس لصالح إسرائيل على الولايات المتحدة، وحُكِمَ عليه بالسجن مدى الحياة، إلا أن إسرائيل ظلت حتى العام 1998 تُنكر أن يكون بولارد جاسوسًا لحسابها.
وفي عام 2008 حصل بولارد على الجنسية الإسرائيلية، ثم في عام 2015 أُفرج عنه بعد أن قضى قرابة الثلاثين عامًا خلف القضبان، وهو يعيش منذ ذلك الحين بشروط مقيدة جدًا مع سوارٍ إلكتروني يُحدد الأماكن التي يذهب إليها ما يُقيد حركته، وهو مجبرٌ على قضاء ساعات الليل والمساء في منزله ويحظر عليه الهجرة أو السفر إلى إسرائيل.
وسألت المراسلة، بولارد، إن كان يشعر بالخيبة من غياب جهود إسرائيل لإحضاره إليها، فأجاب، "لو لم أكن مؤمنًا بالله لكنت أعاني من الاكتئاب الآن. فالإنسان يكون شعوره بالخيبة عندما تكون توقعاته مرتفعة، لكن توقعاتي كانت منخفضة للغاية، إن لا مبالاة الحكومة فيما يتعلق بإحضاري أنا وأسرتى لإسرائيل حطمتنا، وأنا أعتقد أن إيماننا ومحبتنا للبلاد وللناس قوية إلى هذه الدرجة، وهي التي في النهاية ستوصلنا إلى الوطن".
جوناثان بولارد: إن لم يكترثوا لشخص مثلي ما مدى الاهتمام الذي يمكن أن يظهروه لأي شخص من جنودنا أو مواطنينا
ومضى بولارد منتقدًا إهماله من قبل الحكومة الإسرائيلية بالقول: "ما من مسؤول حكومي كان على اتصال معي، لقد لاحت عدة فرص لأخذي إلى إسرائيل ولكنهم لم ينتهزوها، إنها مسألة أولوياتٍ مختلفة ودائمًا كان هناك ما اعتبروه أكثر إلحاحًا، سواءً أكان ذلك إبرام صفقةٍ مع واشنطن بشأن إيران أو نقل السفارة إلى القدس أو الجولان، أو الاعتراف بالسيادة على الجولان. دائمًا كان هناك أمر ما".
وخاطب بورلاد الحكومة الإسرائيلية قائلاً "إنني في غاية القلق، إن لم يكترثوا لشخص مثلي قضى 30 عامًا في السجن من أجل دولة إسرائيل ومواطنيها، ما مدى الاهتمام الذي يمكن أن يظهروه لأي شخص في البلاد؟ من جنودنا أو مواطنينا".
ونشرت القناة في ختام المقابلة مع بولارد تعقيبًا من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية جاء فيه، "إسرائيل لم تزل ملتزمة بإعادة جونثان بولارد الى إسرائيل. رئيس الحكومة نتنياهو طرح القضية مرات كثيرة في حواراته مع الإدارة الامريكية وهو سيستمر بذلك حتى يعود إلى إسرائيل".
ووفق وثائق وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" التي رُفِعَت عنها السرية عام 2012، فإن الغارة الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير في تونس عام 1985 التي أدت لاستشهاد 60 شخصًا قد تم التخطيط لها بالاستناد إلى معلومات من بولارد.