الترا فلسطين | فريق التحرير
"فيما يتعلق بالحاخام مائير كاهانا، القاتل لينتقم الله لدمه، القاتل السافل أصاب فقط جسده، روحه ارتفعت نحو الله، لانه كان كتاب توراة حي، لقد تعلم التوراة وعاش التوارة، وتتنفس التوراة". هذا جزء من كلمة ألقاها الحاخام، حاييم دروكمان، الزعيم الروحي لتيار الصهيونية الدينية في "اسرائيل"، الذي توفي يوم الأحد عن 90 سنة، بعد إصابته بفايروس كورونا.
يعتبر باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي، التي ذهب ضحيتها عشرات المصلين، من أبرز تلاميذ حاييم كاهانا. كما أن كاهانا من أكبر حاخامات تيار "الصهيونية الدينية"، التي تمثل نحو 12% تقريبًا من إجمالي السكان اليهود في "إسرائيل"
الحاخام كاهانا قتل في عملية اغتيال نفذها رجل مصري في الولايات المتحدة بتاريخ 5 تشرين/نوفمبر 1990، وهو مؤسس حركة "كاخ" وعضو سابق في الكنيست. وحركة "كاخ" تدعو لتهجير ما تبقى من الفلسطينين بعد النكبة والنكسة بالقوة، وقد نفذت عمليات إرهابية أدت لاستشهاد فلسطينين، أبرزها مجزرة جامعة الخليل في ثمانينات القرن الماضي، قبل إعلانها منظمة ارهابية في الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي و"اسرائيل" عام 1994. ويعتبر باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي، التي ذهب ضحيتها عشرات المصلين، من أبرز تلاميذ الحاخام كاهانا، كما أن ايتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي في الحكومة القادمة، ينتمي لحركة "كاخ".
والحاخام حاييم دروكمان الذي توفي قبل أيام، من أكبر حاخامات تيار "الصهيونية الدينية"، التي تمثل نحو 12% تقريبًا من إجمالي السكان اليهود في "إسرائيل". ومن أهم طلبة الحاخام تسفي يهودا كوك، مؤسس تيار الصهيونية الدينية، كما أنه الأب الروحي لحركة "غوش ايمونيم" التي بادرت لإطلاق مشروع الاستيطان بعد احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية في حرب حزيران عام 1967. ومنذ تسعينات القرن الماضي يعتبر دروكمان خليفة ليهودا كوك.
ودخل حاييم دروكمان، الحياة السياسية عام 1977 من بوابة "الحزب الوطني الديني - المفدال" الذي تحالف آنذاك مع حزب الليكود بزعامة مناحيم بيغن، وشغل مقعدًا في الكنيست لمدة 14 عامًا.
نجا دروكمان من عملية إطلاق نار نفذتها كتائب القسام قرب بلدة بيت كاحل غرب الخليل في مطلع شهر تشرين ثاني/نوفمبر من عام 1993، وقد أسفرت العملية عن مقتل سائقه وإصابته هو بجروح خطيرة.
نجا دروكمان من عملية إطلاق نار نفذتها كتائب القسام قرب بلدة بيت كاحل غرب الخليل في مطلع شهر تشرين ثاني/نوفمبر من عام 1993، وقد أسفرت العملية عن مقتل سائقه وإصابته هو بجروح خطيرة
مُنح دروكمان عام 2012 "جائزة إسرائيل" عن "مشروع الحياة"، وهي أرفع جائزة تمنحها الحكومة الإسرائيلية خلال الحفل الرسمي للاحتفال بإعلان إقامة "إسرائيل".
وكان الحاخام حاييم دروكمان، في عام 1968، أحد المشاركين في إقامة مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، وأبرز المعارضين للانسحاب من شبه جزيرة سيناء، وقد أصدر فتوى جاء فيها: "الانسحاب من أرض إسرائيل وتسليمها إلى الأجانب جريمة خطيرة جدًا، وتهجير المستوطنات اليهودية قرار مروع ويجب عدم تحمله ".
واعتبر نفتالي بينيت، حاييم دروكمان، الأب الروحي له أثناء رئاسته للحكومة الإسرائيلية. لكن في الانتخابات الأخيرة، أعلن تأييده لحزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش، واعتبر أن الحزب وسموتريتش يمثلان بالفعل تيار الصهيونية الدينية.
وبخلاف الحاخامات التقليديين، بادر الحاخام دروكمان لاعتبار المهاجرين الذين جلبتهم "إسرائيل" من دول الاتحاد السوفييتي والمهاجرين الأثيوبيين يهودًا، ودخل في مواجهة فكرية كبيرة عندما تولى المسؤولية عن مؤسسة التهويد الرسمية التي تعنى بانتقال المهاجرين الجدد لاعتناق اليهودية.
ورغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تصف دروكمان منذ سنوات بأنه حاخام معتدل، إلا أنه كان يقف بجوار بنيامين نتنياهو عندما كان زعيمًا للمعارضة الإسرائيلية، وألقى خطابًا في القدس أمام عشرات الآلاف، كان بينهم من يرفعون زي الشرطة النازية والكوفية الفلسطينية، ويهتفون "الموت لرابين". بعد شهر من هذا الحدث، قُتل رابين، واعتبر كثيرون في "إسرائيل" أن خطاب نتنياهو هو الذي مهد لاغتياله.
تعرض الحاخام حاييم دروكمان لانتقادات شديدة بسبب وقوفه إلى جانب الحاخام موتي ألون، الذين أدين باغتصاب أحد طلابه. كما تضامن مع الحاخام الشهير تسفي تاو، بعد إدلاء عدد من النساء بشهادات بأنه قد اغتصبهن
وتعرض الحاخام حاييم دروكمان لانتقادات شديدة بسبب وقوفه إلى جانب الحاخام موتي ألون، أحد أكبر حاخامات الصهيونية الدينية الذين أدين باغتصاب أحد طلابه. كما تضامن مؤخرًا مع الحاخام الشهير تسفي تاو، بعد إدلاء عدد من النساء من تيار الصهيونية الدينية بشهادات لوسائل إعلام بأن الحاخام تسفي تاو قد اغتصبهن.
وكتب وزير جيش الاحتلال المنتهية ولايته بيني غانتس مقالاً في صحيفة "يديعوت أحرنوت" تحت عنوان: "أنا على درب حاخامي وأستاذي"، قال فيه: "كان الحاخام دروكمان، الذي غادرنا بالنسبة لي نموذجًا يحتذى به في طفولتي، وشخصية قيّمة رافقتني طوال حياتي. أتذكر أصوات الصلاة والأفكار التي أغرقت أذهاننا وقلوبنا في مدرسة عتصيون الدينية، حيث تلقيت تعليمي لمدة عامين في الصف السابع إلى الثامن. لقد حظيت بأن يكون أستاذي". ويؤكد غانتس أنه كان يتشاور مع دروكمان في محطات هامة.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية القادمة بنيامين نتنياهو في مراسم الدفن: "إسرائيل فقدت زعيمًا روحيًا عظيمًا. لقد خسرت صديقًا شخصيًا كنت أقدّره كثيرًا". وفي رثاء ألقاه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، قال: "الحاخام دروكمان كان زعيمًا روحيًا رائداً في الرؤية والعمل، من أهم مشاريعه في الحياة كانت التوراة والصهيونية وإحياء جيلنا".
بينما كتب بيني غانتس، وزير جيش الاحتلال المنتهية ولايته مقالاً في صحيفة "يديعوت أحرنوت" تحت عنوان: "أنا على درب حاخامي وأستاذي"، قال فيه: "كان الحاخام دروكمان، الذي غادرنا بالنسبة لي نموذجًا يحتذى به في طفولتي، وشخصية قيّمة رافقتني طوال حياتي (..) لقد حظيت بأن يكون أستاذي"، مؤكدًا أنه كان يتشاور مع دروكمان في محطات هامة.