الترا فلسطين | فريق التحرير
أفادت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية العبرية، اليوم الأربعاء، أن السعودية حاولت إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية، الأسبق ايهود بارك عام 2015، بمساعدتها في الحصول على أجهزة وتقنيات تتيح لها التجسس على مواطنيها واختراق هواتفهم الذكية.
ونشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني تسجيلًا أجراه "الوسيط" وهو محامي يهودي أمريكي يقيم في دولة الإمارات، مع بارك قال فيه إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقف خلف مقترح اللجوء إلى بارك وطلب دعمه لإقناع الشركات الإسرائيلية على تزويد السعودية بمنظومات التجسس واعتراض المكالمات الهاتفية.
وقال الوسيط لباراك إنه سيتقلى "ثمنًا إبداعيًا" لقاء جهوده، ليتفق الاثنين بعدها على الاجتماع في "إسرائيل" وبالفعل أجري اللقاء في "تل أبيب" ولكن الصفقة لم تتم في النهاية.
وخلال المحادثة الهاتفية أظهر باراك أنه خبير في منتجات الشركات الإسرائيلية المتعلقة بتقنيات التنصت واختراق الهواتف الذكية، ولم يُعرب عن رفضه للتوسط من حيث المبدأ.
وألمح الوسيط لبارك أن كل من يشارك في إبرام الصفقات المذكورة سيحظى بمردود مالي رائع بناءً على طلب الأمير السعودي.
ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تحقيقًا مطولًا في صدر صفحتها الأولى حمل عنوان، "شركات سايبر إسرائيلية تفاوضت مع السعودية لبيعها قدرات هجومية متطورة تسمح لها باختراق هواتف المعارضين السعوديين في الداخل والخارج، للتجسس عليهم".
كما أشارت الصحيفة إلى أن مفاوضات أجريت بين الطرفيين قبل عدة شهور من قرار احتجاز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان معارضيه من الأمراء.
وتمت المفاوضات في شهر حزيران من العام الماضي، في أحد أفخم فنادق العاصمة النمساوية فيينا، شارك فيها من الجانب السعودي الأمير تركي الفيصل عبد الله المليحي، الذي كان مقربًا من رئيس المخابرات السعودية آنذاك، ناصر القطاني، وعدد من مسؤولي شركة NSO الإسرائيلية حيث عرضوا على السعوديين "تكنولوجيا خيالية" وفقًا للصحيفة.
وخلال الاجتماع طلب الجانب الإسرائيلي من المسؤول السعودي ناصر القطاني مغادرة الفندق والذهاب للمجمع التجاري القريب من المكان وشراء هاتف خليوي ذكي من طراز "آيفون" جديد ومنحهم رقمه فقط، وبعد ذلك كشفوا للسعوديين أنهم اخترقوا الجهاز الجديد وسجلوا المكالمات التي أجريت من خلاله.
وطبقًا للصحيفة فإن الوفد السعودي المفاوض أعجب بتلك التكنولوجيا، وطلبوا من الإسرائيليين معرفة من يقف خلف حساب معين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" متخصصة بانتقاد السلطات السعودية، ولكن ممثلي الشركة الإسرائيلية رفضت ذلك.
وأكدت الصحيفة أن جلسة المفاوضات في فيينا بين الطرفيين لم تكن الجلسة الوحيدة وإنما سبقها سلسة اجتماعات عُقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي ومن وثم قبرص، حيث أعرب الجانب السعودي عن نيته شراء تقنيات تجسس على المعارضين بقيمة ملايين الدولارات.