كشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن إبلاغ السعودية، قيادياً فلسطينياً كبيراً بعد استدعائه، بتفاصيل صفقة ترامب بشأن التسوية السلمية، وأنها ليست محل نقاش، ما دفع الرئيس محمود عباس إلى التلميح بوجود ضغوطات سعودية في هذا السياق، والاعتراف لأول مرة بأن السلطة تلقت عرضاً بأن تكون أبو ديس عاصمة فلسطين بدل القدس، وهو عرض سعودي وفق ما كانت قد كشفت عنه في السابق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقالت المعلقة السياسية دانا فايس، إن خطاب أبو مازن "الذي حطم فيه كل الأداوت وبشكل نهائي مع ترامب، تقف خلفه دراما في الكواليس"، مبينة أن السعودية استدعت قبل 10 أيام أحد أكثر المسؤولين الفلسطينيين قرباً من أبو مازن، وعرضت أمامه لأول مرة التفاصيل النهائية لصفقة ترامب، وأبلغته أن هذه الصفقة لن تكون محل نقاش.
السعودية أبلغت السلطة أن صفقة ترامب تنص على تبادل أراضي، وعدم إخلاء المستوطنات، وأن إسرائيل تملك الفيتو بشأن القدس، وعليها عدم الاعتراض
ووفق فايس، فإن الدولة الفلسطينية التي يقترحها الأمريكيون هي في الواقع أقل من دولة، إذ ستظل السيطرة الأمنية فيها بيد إسرائيل والأمريكيين، كما تتبنى شرط رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو باستمرار الوجود الإسرائيلي بشكل دائم على امتداد نهر الأردن.
وتتضمن الصفقة تبادل مناطق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن ليس بناء على حدود 1967، وعدم إخلاء أي مستوطنة، وأن يتم تحديد الوضع النهائي لمدينة القدس بناء على اتفاق بين الطرفين، تملك فيه إسرائيل "حق الفيتو".
ووفق ما ورد في النشرة التي كرستها القناة لهذا الملف، فإن المسؤول الفلسطيني حاول التفاوض حول محتوى الصفقة، إلا أن السعودية أكدت له أن الأمر لا يقبل النقاش، فحمل حقائبه عائداً إلى رام الله، وأبلغ أبو مازن الذي أدرك بدوره أن القصة منتهية، "ومن هذه النقطة كانت انطلاقة خطاب عباس" على حد تعبير القناة.
وكان عضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني، أكد قبل أيام قليلة من اجتماع المجلس المركزي وخطاب الرئيس، أن السعودية أبلغت السلطة بتفاصيل صفقة ترامب، وقال إنها تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتشكيل تحالف عربي إسرائيلي ضد إيران، لكن الرئاسة نفت هذه الأنباء وقالت إنها لا تمثلها، قبل أن يعود الرئيس للاعتراف بها خلال الخطاب، دون أن يشير بشكل واضح إلى السعودية.
اقرأ/ي أيضاً:
أبو ديس عاصمة بدل القدس.. هذيان بن سلمان
مجدلاني: ابن سلمان بلغنا بصفقة القرن
نتنياهو اقترح خطة مشابهة لصفقة ترامب.. ما هي بنودها؟