24-أكتوبر-2024
الاحتلال يقصف سيارة إسعاف في مشروع بيت لاهيا

الاحتلال يقصف سيارة إسعاف في مشروع بيت لاهيا. 23 أكتوبر 2024

شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، غارات عنيفة على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مستهدفةً عدة مواقع في المدينة، مما أسفر عن دمار كبير في المنطقة. فيما أعلن الدفاع المدني في شمال القطاع عن توقف عمله بشكل كامل.

وفي جريمة أخرى، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد شاب فلسطيني بعد أن أطلق عليه قناصة جيش الاحتلال الرصاص في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة. 

وأعلن جيش الاحتلال اعتقال العشرات من سكان جباليا وكثف قصفه المدفعي والجوي لمناطق عدة في قطاع غزة، كما واصل إجبار مئات العائلات على الخروج من مناطق الإيواء بشمال غزة. وأضاف أنه اعتقل 200 شخص من منطقة جباليا منذ بدء العملية العسكرية في المنطقة.

استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أيضًا الساحة الواقعة أمام مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير جزء من المنشأة الطبية وتعريض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر

وعلى صعيد الوضع الصحي، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة عن توقف كامل لعمله في محافظة الشمال، نتيجة لتصاعد الهجمات الإسرائيلية المكثّفة. وصرح جهاز الدفاع المدني أن الوضع أصبح كارثيًا للغاية في هذه المنطقة، حيث بات سكان شمال غزة بلا أيّ خدمات إنسانية، مما يفاقم من معاناتهم بشكل كبير. وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن "جيش الاحتلال استهدف ما تبقى من الطواقم العاملة في شمال غزة، وبعضهم ينزف في الطرقات ولا يوجد أيّ أحد يستطيع إنقاذهم أو انتشالهم". 

فيما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أيضًا الساحة الواقعة أمام مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير جزء من المنشأة الطبية وتعريض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر. هذه الغارات التي تستهدف المنشآت الطبية والإنسانية تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، إذ تتعمد قوات الاحتلال ضرب المؤسسات التي تقدم خدمات حيوية للسكان المدنيين المحاصرين في القطاع.

وفي سياق مرتبط، صرح فيليب لازاريني، مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بأن الحرب المستمرة أعادت غزة إلى وضع مماثل لما كانت عليه في الخمسينيات من القرن العشرين. ووفقًا لدراسة حديثة أجرتها الأمم المتحدة، فإن عام واحد من الحرب قد دمر الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير، وأدى إلى ترك معظم سكان غزة في حالة فقر مدقع، إضافة إلى تراجع حاد في مجالات الحياة الأساسية مثل الصحة والتعليم، حيث عادت مؤشرات الحياة في هذه القطاعات إلى ما كانت عليه قبل 70 عامًا. وأوضح لازاريني أن كلما طال أمد هذه الحرب، كلما استمر تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر، مما يجعل من إعادة بناء القطاع أمراً بالغ الصعوبة.

كما أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة ممنهجة للتجويع والتهجير القسري في محافظة شمال غزة. وصرح الثوابتة أن الجيش تعمد في الأيام القليلة الماضية إحراق خيام النازحين في شمال القطاع، ونفذ إعدامات ميدانية بحق المدنيين، في خطوة تهدف إلى تحويل شمال غزة إلى منطقة عازلة. وأشار إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة إسرائيلية واضحة لتهجير السكان من المنطقة وتفريغها من المدنيين.

ومع دخول الحرب يومها الـ384، تتواصل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، خاصة في مخيم جباليا، الذي يشهد مجازر يومية وتدميرًا واسعًا للبنية التحتية. ووفقًا للمصادر الطبية والإنسانية، فإن حصيلة العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 20 يومًا قد بلغت 770 شهيدًا وأكثر من 1000 جريح، عدا عن تهجير الآلاف من المدنيين من منازلهم واختطاف العشرات دون معرفة مصيرهم حتى الآن. كما تواصل قوات الاحتلال تدمير مراكز الإيواء والمباني بشكل ممنهج ضمن خطتها لإفراغ المنطقة من سكانها وتحويلها إلى منطقة عازلة.