29-مايو-2024
زيارة القنصل الأميركي لمحافظة الخليل

الترا فلسطين | فريق التحرير 

أثارت زيارة أجراها وفد رسمي لسفراء دول عربية وأجنبية إلى محافظة الخليل ومدينة دورا جنوب الضفة الغربية، حفيظة أهالي دورا التي استقبلت بلديتها الوفد الذي يضمّ القنصل الأميركي جورج نول والقنصل الفرنسي نيكولاس كاسيانيدس، وذلك على خلفية موقف بلديهما الداعم عسكريًا وسياسيًا للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه القائم على غزّة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي. 

وكانت الزيارة قدّ تمّت في مبنى محافظة الخليل وبلدتها القديمة، ثم إلى مدينة دورا بحضور محافظ محافظة الخليل، خالد دودين، وأمين سرّ مركزية حركة فتح، جبريل الرجوب، ومحافظ الخليل سابقًا جبرين البكري، حيث استقبلوا الوفد المكوّن من: "السفير الأردني لدى فلسطين عصام البدور والسفير المصري إيهاب سليمان والقنصل المصري محمد درويش والقنصل الأميركي جورج نول والقنصل الفرنسي نيكولاس كاسيانيدس".

أبدا أعضاء مجلس بلدية دورا رفضهم استقبال الوفد، فيما قال آخرون إن استقبالهم لا يعبّر عن موقف المجلس ومؤسساتها

وفي أعقاب الزيارة ضجّت مواقع التواصل احتجاجًا على استقبال القنصل الأميركي تحديدًا، فيما نشرت مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر انتشار عناصر الأجهزة الأمنية في شوارع دورا؛ بهدف تأمين الوفود الزائرة للمدينة حيث زاروا مدرسة وملعب. 

ويقول عضو مجلس بلدي دورا، خالد فقوسة خلال حديث لـ"لترا فلسطين" إن الزيارة لم تكن على جدول أعمال البلدية، ولم يحضرها سوى رئيس البلدية ونائبه، ولم يكونا على علم بوجود القنصل الأميركي بين أعضاء الوفد بدايةً، لكنهما لم يتمكنا من تدارك الموقف بعد حضور الوفد إلى المدينة، في حين أبدا أعضاء المجلس رفضهم استقبال الوفد داخل البلدية، معتبرين "أن القنصل الأميركي ومعه الفرنسي من دول سفّاحة ومجرمة بسلاحها الذي يقتل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة". 

وشدد فقوسة على أن استقبال الوفد لا يعبّر عن موقف مجلس بلدية دورا، أو مؤسساتها أو أهالي المدينة، ولم يتم بالتنسيق معهم، حيث تم إبلاغ أعضاء المجلس قبل الزيارة عبر مجموعة على تطبيق "واتساب" بأن مجموعة من السفراء والقناصل سيجرون زيارة للمدينة دون الإعلام عن وجود قنصل أمريكي بين الوفد. 

زيارة

ومن المقرر أن يعلن أكثر من نصف أعضاء المجلس البلدي موقفهم من الزيارة عبر بيانٍ رافضٍ، وسيتم مناقشته في جلسات المجلس البلدي لاتخاذ الموقف المناسب حيال الزيارة، حيث أنها تسيء لمدينة دورا ولا تعبّر عن توجهات أهلها وطنيًا وشعبيًا، بحسب ما يقول فقوسة. 

وتساءل فقوسة: "حتى اللحظة لا نعلم لماذا تمت الزيارة لمدينة دورا وهي مخصصة لمحافظة الخليل، وإن كان هناك اعتبارات تنظيمية لتوجهات فصيل معين خلال الاستقبال، فإن هذا لا يعبّر عن بلدية دورا". 

بدوره، يقول محافظ محافظة الخليل، خالد دودين في حديث لـ"الترا فلسطين" إن الزيارة تمّت بطلب من الوفد الذي زار المحافظة، حيث تم وضعهم في صورة الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق البلدة القديمة والمناطق المغلقة المعرّضة للتهويد، ومسافر يطا التي تواجه الاستيطان، والتدمير الاقتصادي، وأن هذه الجرائم تتم بغطاء ودعم أمريكي.

واعتبر دودين أنه من حقّ الجميع أن يبدي اعتراضه على الزيارة وأن يرفض استقبال الوفد، لكن الموقف الذي تحمله المحافظة بشكل رسمي هو استقبال الوفود من كل دول العالم لإيصال رسالة عن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، رغم علمهم المسبق بأن الولايات المتحدة شريكة في الجريمة الإسرائيلية بحق قطاع غزة، وأنها استخدمت حق النقض "الفيتو" مرّات عديدة في مجلس الأمن ضد قرارات لصالح فلسطين. 

وتساءل دودين: "مؤخرًا هناك دول اعترفت بفلسطين، ربما كانت في السابق لها مواقف تدعم الاحتلال، لكن الرأي العالمي اختلف الآن، ولذا لماذا لا نستقبل الأمريكان ونوضح لهم جرائم الاحتلال؟". 

ويرى مراقبون أن زيارة الوفد للخليل ومدينة دورا، هدفت لإيصال رسالة للأميركيين مفادها أن المحافظة هادئة وبعيدة عن تصعيد الاشتباك مع الاحتلال، وأنها تحمل طابعًا سياسيًا واقتصاديًا بدرجة أولى. 

ونفى دودين أن تكون الزيارة قد حملت مثل هذه الرسالة، لكن شخصيات من القطاع الخاص حضروا اللقاء مع الوفود وأظهروا لهم صعوبة الوضع الاقتصادي الذي تمرّ فيه الخليل، وطالبوا القنصل الأميركي بأن يضغط الجانب الأميركي على الإسرائيلي للسماح لهم بالمشاركة في إيصال المساعدات العينية إلى قطاع غزة. 

وتابع دودين: "ما زلت مقتنعًا بأهمية اللقاء لما فيه من فضح لجرائم الاحتلال، ونحترم الرأي المخالف، وهذا لا يمنع من إجراء مراجعة ودراسة لجدوى اللقاء، لكن من الناحية العامة كان اللقاء مهمًا حيث أكد خلاله سفيري الأردن ومصر على أحقية الموقف الفلسطيني".