27-يونيو-2024
كشف تحديث جديد نشره المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الخميس، عن ارتفاع تكاليف المعيشة في قطاع غزة بمعدل 15 ضعفًا، في ظل عدم قدرة على توفير مأوى أو الحصول على مياه مناسبة للشرب.

(nrc) 52% إنهم لا يستطيعون الوصول إلى مأوى كريم في غزة

كشف تحديث جديد نشره المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الخميس، عن ارتفاع تكاليف المعيشة في قطاع غزة بمعدل 15 ضعفًا، في ظل عدم القدرة على توفير مأوى أو الحصول على مياه مناسبة للشرب.

وقال عامل في المجلس النرويجي للاجئين: "هنا في دير البلح، لدينا شيئان نخاف منهما: الهجمات الإسرائيلية، والانهيار شبه الكامل للقانون والنظام الذي يؤدي إلى نزاعات مجتمعية. نحن لا نشعر بالأمان؛ وفي الليل نبقى في الداخل، ولا نخرج إلا في النّهار للعمل أو لقضاء بعض المهمات".

قال عامل في في المجلس النرويجي للاجئين في غزة: يستخدم الأشخاص الذين يقيمون بالقرب من الساحل مياه البحر للاستحمام والقيام بكل شيء آخر إلى جانب شربها

وأضاف مسؤول التعليم في المجلس النرويجي للاجئين في غزة ماجد قيشاوي: "إن تكاليف المعيشة ترتفع بشكل لا يمكن تصوّره. إذ زادت تكلفة بعض العناصر بما لا يقل عن 15 ضعفًا. لا يمكننا العثور على المواد الأساسية مثل مستلزمات النظافة التي اختفت من السوق بسبب الانخفاض الحادّ في المساعدات ووصول الشاحنات التجارية".

وتابع: "الكثافة السكانية عالية جدًا. يبلغ حجم الخيام المخصصة للاستخدام المؤقت فقط 3x4 وتتسع لأكثر من 15 شخصًا، وحتى 20 في بعض الحالات. ثم لديك عائلات ليس لديها حتى قطعة من البلاستيك أو لوح من الخشب لبناء مأوى".

ووصف الحياة اليومية، بالقول: "يستخدم الأشخاص الذين يقيمون بالقرب من الساحل مياه البحر للاستحمام والقيام بكل شيء آخر إلى جانب شربها. يأكل معظم الأطفال والناس الأطعمة المعلبة أو المعكرونة، لأنها ما عادوا  يستطيعون تحمّل تكلفتها. ليس لدى الناس خيار القلق بشأن ما إذا كان الطعام الذي يتناولونه آمنًا أم لا. الجميع يفكّر فقط: يجب أن آكل. أطفالي يجب أن يأكلوا. لا بد لي من إطعامهم".

وحول الأطفال، قال: "نلاحظ أن معظم الأطفال يضطرون إلى العمل لمساعدة أسرهم. ويتعرضون لخطر العنف والاستغلال أثناء محاولتهم توفير لقمة العيش للأسرة. ضغط ما يحدث يرهقهم. الصدمة والإجهاد المزمن متكررة".

وعن الجوع في قطاع غزة، أوضح: "بدأ الناس يعانون من المجاعة في المنطقة الوسطى وفي الجنوب. كل المؤشرات تقول أننا سنصل إلى مرحلة لن يجدوا فيها شيئاً يأكلونه فعليًا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، إذا ظل المعبر، المصدر الرئيسي للإمدادات الغذائية، مغلقًا. لفد تم تدمير المزارع كلها. إن الإمدادات الغذائية القليلة الموجودة في غزة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".

وختم بالقول: "من المؤلم رؤية شعبي في الشوارع، في خيام منصوبة على الرصيف. أرى عائلات تعيش وسط حركة المرور الكثيفة ومياه الصرف الصحي. تمر السيارات والعربات التي تقودها الحيوانات بينما يركض الأطفال. التهديدات كثيرة جدًا؛ القصف، التلوث، الحرارة. كل هذا دون الحصول على الغذاء المناسب، وحتى لو كان هناك طعام، فأنت تقوم بطهيه باستخدام مزيج من البلاستيك أو الورق المقوى أو الخشب أو أي شيء يحترق، مما يرسل الكثير من الدخان في الهواء. تخيّل هذا المشهد، تراه ويتكرر أمامك بشكل متكرر".

وحول المستجدات في قطاع غزة، تحدث المجلس النرويجي للاجئين إلى 1,091 عائلة نزحت بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية في رفح في شهر أيار/مايو وبقيت في المواقع التي يدعمها المجلس النرويجي للاجئين، وجاءت النتائج بإفادة "83% بعدم إمكانية الحصول على الغذاء".

وقال 52% إنهم لا يستطيعون الوصول إلى مأوى كريم. وفي المتوسط، أقام 9 أشخاص في الملجأ نفسه. و57% لم يحصلوا على مياه صالحة للشرب. ولم يكن لدى الجميع تقريبًا إمكانية الوصول إلى مرافق المراحيض المناسبة.

وحاليًا، لدى المجلس النرويجي للاجئين 37 موظفًا في المنطقة الوسطى، خمسة في مدينة غزة، وواحد في شمال غزة، وواحد في خانيونس.

وتوقفت الاستجابة الإنسانية جنوب وادي غزة تقريبًا بسبب تصاعد المخاوف الأمنية، ونقص الإمدادات، وتحديات التنسيق التي تواجه المنظمات الإنسانية. ومع استمرار تزايد الاحتياجات، تتضاءل قدرة العاملين في المجال الإنساني على الاستجابة.

ويقوم المجلس النرويجي للاجئين بتوفير المياه بالشاحنات بمعدل 91,000 لتر يوميًا من مياه الشرب إلى خمسة مواقع في المنطقة الوسطى، لتخدم أكثر من 20,000 فرد. على الرغم من تحديات الوصول ونقص إمدادات المساعدات، يقدم المجلس النرويجي للاجئين أيضًا مستلزمات النظافة والمساعدة القانونية.

وأكد المجلس على أنه "لا يزال هناك خطر كبير للمجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة ويتم تصنيف المنطقة بأكملها على أنها حالة طوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل). يواجه 96 في المائة من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد".