الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
يُخصص جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" وحدة لملاحقة الإرهابيين اليهود الضالعين في عمليات إرهابية، أو هكذا من المفترض أن تعمل، واسمها "الوحدة اليهودية" غير أن العديد من الإرهابيين اليهود نفّذوا أعمال قتل واعتداء طالت فلسطينيين وظلوا طلقاء بعيدًا عن الاعتقال، إلّا في حال اقترابهم من تنفيذ اعتداءات على إسرائيليين.
إرهابيون يهود نفّذوا عمليات قتل ضد فلسطينيين وظلوا طلقاء لسنوات، وجرى اعتقالهم بعد أن استهدفوا إسرائيليين
وتملك الوحدة اليهودية في "الشاباك" مُخبرين داخل "التنظيمات اليهودية"، ولكنّها لا تقوم باعتقالهم إلا إذا شرعوا باستهداف رجال الشرطة الإسرائيليين. فمثلًا لم يتم إحباط أي هجوم لتنظيم "جباية الثمن" أثناء تنفيذ هجماتهم على الفلسطينيين، سوى هجوم استهدف حرق سيارة ضابط في الشرطة، وفق ما أكّده تحقيق بثّته القناة الإسرائيلية العاشرة. وفي حالة أخرى، اعتقل "الشاباك" الإرهابي "جاك تايتل" والذي كان يلقب بـ "الشبح" بعد 13 سنة من قتله فلسطينيين، لكن الاعتقال جاء بعد محاولته اغتيال شخصية يسارية إسرائيلية.
وفي مقابلة مطوّلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" في ملحقها الأسبوعي، حملت عنوان "أسرار من الوحدة اليهودية في جهاز الشاباك"، يكشف "آڤي آرائيلي" الرئيس السابق للوحدة اليهودية في جهاز "الشاباك" أنّ إرهابيًا يهوديًا نفّذ عمليات قتل استهدفت فلسطينيين، وظلّ طليقًا كـ "شبح"، بعد أن أفرجت عنه المحكمة الإسرائيلية لعدم كفاية الأدلة، في حين أن المعلومات الاستخبارية كانت تؤكد إدانته.
وأشار آرائيلي إلى أنّ الإرهابي اليهودي المتطرّف "جاك تايتل" الذي نفّذ عمليات استهدف فلسطينيين لم يتم القبض عليه، إلّا بعد أن نفذ عمليات ضد مستوطنين يعتبرون من الكفرة، بحسب العقيدة التي اعتنقها. وعن ذلك كتبت "يديعوت" أنّ محققي الوحدة اليهودية بدأوا بملاحقة الإرهابيّ اليهودي "الشبح"، في حزيران/ يونيو 1997، بعد توقُّف سيارة تاكسي ليس بعيدًا عن فندق هولي لاند في القدس، وعُثر بعدها على جثة السائق الفلسطيني سمير أكرم بلبيسي، وبعد ثلاثة أشهر من تلك الحادثة، وليس بعيدًا عن مستوطنة "سوسيا" جنوب الخليل، عُثر على جثة الفلسطيني عيسى جبارين، حيث جرى إطلاق رصاصتين على صدره من مسافة قريبة.
توصّلت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي -وفقًا للصحيفة- إلى أن هناك علاقة بين عمليتي القتل، وأن القاتل في المرتين شخص واحد، وأنّ القاتل يهودي يعمل انطلاقًا من دوافع أيديولوجية، وكل أجراس الإنذار راحت تدوي أن ثمّة إرهابي يهودي يتجوّل في الميدان، إلا أنه ورغم التحقيقات النشطة، ورغم انقضاء عدة أشهر إلا أنه لم يتم فكّ رموز الحادثتين، وظلّت الملفات مفتوحة، وبدا أنّ "الشبح" اختفى.
آرائيلي: الإرهاب اليهودي خطر استراتيجي على استمرار "إسرائيل"
وتمضي "يديعوت" بالقول إنه وفي آذار/ مارس 2008 انفجرت عبوة ناسفة قرب منزل أسرة اورتيز اليهودية (المسيانية) التي تعتنق مذهبًا يُعتبر (كُفرًا) في عيون غالبية المستوطنين في مستوطنة "اريئيل"، والنتيجة أن أحد أفراد العائلة اليهودية أصيب بجروح خطيرة، وبعد مضيّ وقت قصير انفجرت عبوة إضافيّة في مدخل منزل البروفيسور زئيف شتيرنهل، وهو أحد الأصوات البارزة في معسكر اليسار وقد أصيب في رجله، ودارت حينها تساؤلات لدى ضبّاط "الشاباك" عن عودة "الشبح"، لكن ملفات التحقيق لم تكتمل.
وبعد أشهر من إصابة شترنهل تم تعيين "آفي آرائيلي" رئيسًا لوحدة الإرهاب غير العربي في "الشاباك"، بدأ آرائيلي التحقيق من الصفر، وشكّل طاقمًا جديدًا مكون من عناصر لم يكونوا ضالعين في التحقيقات السابقة، وبدأ فحص المعلومات الواردة إلى أن ظهرت صورة غامضة لمهاجر جديد قدم من الولايات المتحدة الأمريكية، يقيم في مستوطنة "شفوت راحيل" يدعى "جاك تايتل"، وقد تم اعتقاله في يناير/ كانون ثاني 2013، وأدين بتنفيذ عمليتي قتل وجرائم أخرى من بينها محاولات قتل وهجمات استهدفت مساجد.
وأعرب آرائيلي عن اعتقاده بأنّ الخطر الحقيقي لوجود "إسرائيل" لا يكمن في النووي الإيراني ولا صواريخ حزب الله، وإنما في إرهابي يهوديّ يصل المسجد الأقصى حاملًا عبوةً ناسفة وكاميرا، لينفّذ عملية إرهابية "تُسقط حجر الدومينو الأول في طريق الكارثة"، وفق قوله، مضيفًا أنّ عملية كهذه تستهدف الأقصى في عصر تتواجد فيه كاميرات تبثّ كل شيء للعالم، تعني أنه وخلال ثوان ستصل الصور ومشاهد الفيديو إلى مليار و600 مليون مسلم، وحينها "ستحُلّ الكارثة الكبرى" وهذا قد يحصل غدًا.
اقرأ/ي أيضًا: