25-أبريل-2023
مصلى باب الرحمة

صورة أرشيفية: صلاة في باب الرحمة بعد هبة باب الرحمة عام 2019 | gettyimages

ما أن انقضى شهر رمضان، حتى جددت شرطة الاحتلال الإسرائيلي استهدافها لمصلى باب الرحمة، في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، التي لطالما سعت الجماعات الاستيطانية المتطرفة لاقتطاعها من المسجد وتخصيصها لهم، ضمن مخططات التقسيم المكاني.

ما يجري هو تفريغ شامل وممنهج لمصلى باب الرحمة عن طريق قطع كل أسباب الحياة التي توجد في مصلى باب الرحمة، من قطع للكهرباء والمياه، ومصادرة المراوح، والسماعات، و التخريب والتحطيم، ومصادرة كل ما فيه

واقتحمت قوات الاحتلال مصلى باب الرحمة، يوم السبت الماضي، بعد أن كسرت بابه، ثم خرّب أفرادها شبكة الكهرباء داخله. وصباح يوم الإثنين، جددت قوات الاحتلال اقتحامها لمصلى باب الرحمة، ومنعت المصلين وحراس المسجد من الدخول إليه، ثم كرَّرت الفعل ذاته صباح اليوم الثلاثاء، وتخلل ذلك اعتقال فتاة تحمل الجنسية التركية.

وخلال العشر الأواخر من شهر رمضان عمل المعتكفون على توصيل شبكة الكهرباء إلى المصلى تحديًا لمنع سلطات الاحتلال ترميمه.

تقول المرابطة والناشطة المقدسية خديجة خويص، إن ما يجري هو تفريغ شامل وممنهج لمصلى باب الرحمة عن طريق قطع كل أسباب الحياة التي توجد في مصلى باب الرحمة، من قطع للكهرباء والمياه، ومصادرة المراوح، والسماعات، و التخريب والتحطيم، ومصادرة كل ما فيه.

وأوضحت خديجة خويص لـ الترا فلسطين، أن الاحتلال بهذه الإجراءات التي ترافقها مراقبة من الكاميرات ومداهمة مستمرة من الشرطة وتسجيل أسماء المصلين وطردهم، تهدف للتضييق على المصلين وتفريغ المصلى، وإعادة هيكلة مخطط التقسيم المكاني، لأن جماعات الهيكل تسعى لإقامة كنيس يهودي في مصلى باب الرحمة.

وأشارت خويص إلى أن الصراع على المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى بما في ذلك منطقة باب الرحمة قائمٌ منذ سنوات، فالاحتلال يسعى منذ عقدين لاقتطاعها من المسجد الأقصى، وعندما تم افتتاح المصلى عام 2019، قام الاحتلال بالتضييق لدرجة أنه كان يصادر خزائن الأحذية ويمنع المصلين من فتح أبوابه، وكل حارس كان يقوم بفتحه يتعرض للإبعاد.

وتعتقد خديجة خويض، أن تجدد إجراءات الاحتلال هذه الأيام يعود لكثافة تواجد الناس في المصلى، وما قام به رواد الأقصى من تنظيف المنطقة الشرقية وتهيئتها للصلاة، فالاحتلال لا يريد أن تكون هناك حياة في هذه المنطقة لاقتطاعها لصالح جماعات الهيكل.

وطالبت بتكثيف التواجد داخل مصلى باب الرحمة، وأن لا يبقى المصلون في قبة الصخرة والمصلى القبلي والمصلى المرواني، وأن يتواجدوا أيضًا بكثافة في المنطقة الشرقية وتحديدًا منطقة باب الرحمة لمنع تنفيذ التقسيم المكاني.

الاحتلال يحاول في هذه المرحلة فرض سلطته على باب الرحمة من خلال التحكم بموضوع فتحه وإغلاقه ومنع الوجود الإسلامي في المكان

وبحسب عبد الله معروف، أستاذ دراسات بين المقدس في جامعة إسطنبول، فإن الاحتلال يحاول أن يعود هذه الأيام إلى المربع الأول في الوضع المتعلق بالمنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وتحديدًا باب الرحمة، فهو لم يسلم بهزيمته في هبة باب الرحمة عام 2019، رغم مرور أربع سنوات على هذه الأحداث وفتح مصلى باب الرحمة للصلاة.

وأوضح عبد الله معروف لـ الترا فلسطين، أن الاحتلال يحاول في هذه المرحلة فرض سلطته على باب الرحمة من خلال التحكم بموضوع فتحه وإغلاقه ومنع الوجود الإسلامي في المكان، معتبرًا أن الاحتلال باستفزازاته المتكررة ودخوله المسجد الأقصى بالأحذية، وإلقاء بعض المصاحف على الأرض داخل المصلى، يحاول أن يعطي رسالة بأن هذا المكان غير معد للصلاة، وليس من مصليات المسجد الأقصى، وإنما يتعامل معه باعتباره أرضًا مفتوحة داخل المسجد.

وأعرب عن اعتقاده بوجوب فرض الأمر الواقع من طرف الفلسطينيين في مصلى باب الرحمة، كما فعلوا في هبة باب الرحمة، وإعمار المكان بالصلاة.

وحذر عبد الله معروف من عودة الاحتلال لإغلاق مصلى باب الرحمة، وهذه المرة إن تم إغلاقه فإن الاحتلال لن يكتفي بالإغلاق وإنما سيعمل فورًا على تغيير طبيعته وهويته وتسليمه للجماعات المتطرفة، كما كان ينوي عندما أغلق البوابة بشكل كامل عام 2019، وهو الفعل الذي أدى حينها لاندلاع هبة باب الرحمة.