28-سبتمبر-2022
يطا مسافر

صورة توضيحية: فلسطيني يركب حماره بقرب لافتة تحذير من جيش الاحتلال في مسافر يطا | تصوير حازم بدر

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

"ماتت الملكة، لكن المستعمرة على قيد الحياة (إسرائيل)". تحت هذا العنوان، استعرضت الباحثة والأكاديمية الإسرائيلية ياعيل برادا، عضو الهيئة التدريسية في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة العبرية، مجموعة من الممارسات الاستعمارية التي قالت إن "إسرائيل" ورثتها من الاحتلال البريطاني لفلسطين، ومازالت تمارسها بحق الفلسطينيين حتى الآن.

استرجعت الباحثة برادا جذور قانون الطوارئ الذي ورثته "إسرائيل" من الاحتلال البريطاني لفلسطين، مبينة أنه يعود لأيام شركة الهند الشرقية التي كانت أول من استخدم قانون الطوارئ لإقرار عقوبة الإعدام والترحيل

وأكدت برادا في مقالها الذي نشره "سيخا موكميت" العبري، أن الاستعمار البريطاني "ليس شيئًا من الماضي في فضاء إسرائيل وفلسطين، حيث ماتزال الآليات البيروقراطية والقانونية والسياسية تعمل بشكل مباشر على أساس المبادئ المنظمة لهذا الاستعمار، الذي من أهم خصائصه، الجمع بين التسلسل الهرمي العرقي والعنف الشديد ضد الرعايا غير الأوروبيين، مع الانشغال شبه المهووس بالشرعية السياسية والمعيارية القانونية، التي يُمكن تسميتها بهاجس سيادة القانون".

واسترجعت الباحثة برادا جذور قانون الطوارئ الذي ورثته "إسرائيل" من الاحتلال البريطاني لفلسطين، مبينة أنه يعود لأيام شركة الهند الشرقية التي كانت أول من استخدم قانون الطوارئ لإقرار عقوبة الإعدام والترحيل، "وكان معنى هذا الهوس أنه بالإمكان تبرير أي عنف ضد سكان محددين، بحجة الخطر الأمني".

وأضافت، أن إخفاء التباين بين "الخطر الأمني" والمخاطر السياسية كان يحدث في إطار محاولات الحكومة الاستعمارية الفاشلة خلال الانتداب البريطاني لتبرير الإجراءات القمعية التي يتم اتخاذها ضد السكان الأصليين المعادين لها، "الفلسطينيين".

وواصلت الباحثة برادا استعراض أدلة بقاء "المستعمرة البريطانية" في فلسطين، قائلة: "عندما تنظر إلى السلطة التنفيذية في إسرائيل اليوم، يمكنك التعرف على بعض المبادئ المنظمة للبيروقراطية البريطانية في المستعمرات. يتم التعبير عنها بقوة أكبر في المستوطنات، وتقوم على خمسة مبادئ: المبدأ الأول هو التسلسل الهرمي العرقي: في البداية بين الأوروبيين والسكان الأصليين، ولاحقًا داخل المجموعات وفقًا لدرجة ثقافتهم. بينما المبدأ الثاني هو المرونة الإدارية، أي الإدارة من قبل المسؤولين في الميدان وليس من خلال قوانين المجلس النيابي.

أكدت برادا، أن قوانين الطوارئ الانتدابية هي "القلب النابض للنظام في إسرائيل"، وهي الأساس الذي قام عليه نظام الحكم الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بعد النكبة وحتى عام 1966. وحتى بعد عام 1967

وأوضحت، أن المبدأ الثالث هو السرية. بينما المبدأ الرابع هو الشخصية، إذ تحدد هوية الشخص القانون أو الممارسة التي ستطبق عليه، وهذا عكس المساواة أمام القانون. أما المبدأ الخامس فهو إنشاء الاستثناءات: إذ يعتمد شكل التحكم في الواقع على مجموعة من الاستثناءات التي تتغير باستمرار بطريقة روتينية، بخلاف التخطيط طويل المدى".

وأكدت، أن قوانين الطوارئ الانتدابية هي "القلب النابض للنظام في إسرائيل"، وهي الأساس الذي قام عليه نظام الحكم الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بعد النكبة وحتى عام 1966. وحتى بعد عام 1967، واصلت "إسرائيل" نسخ القوانين الانتدابية في تعليماتها العسكرية، وحذفت عبارة "صاحب الجلالة" وكتبت بدلاً منها عبارة "القائد العسكري للمنطقة".

وختمت الباحثة ياعيل برادا مقالها بالقول: "المنطق الاستعماري  الذي يحول الخطر السياسي إلى خطر أمني هو الدافع وراء قرار الوزير بيني غانتس إعلان ست منظمات حقوقية ومجتمعية فلسطينية بأنها منظمات إرهابية"، مؤكدة أن وجه ملكة إنجلترا الراحلة لا يتجلى فقط بقانون الطوارئ، بل يمكن رؤيته أيضًا في نظام معظم عمله يقوم على الفصل والتمييز بين السكان، وفي ممارسات مختلفة بحق سكان مختلفين في مساحة واحدة، تسيطر عليها حكومة واحدة، دون حدود ثابتة للسيادة".