21-يناير-2017

"ع الشوارع يا ثور، خلي الدنيا تولع نار". هكذا هتفت حشودٌ كبيرةٌ من الشبان والشابات في مظاهرةٍ قُطريةٍ شهدتها قرية عرعرة في المثلث بالداخل الفلسطيني المحتل، السبت 21 كانون الثاني/يناير الجاري، فهاجمتها قوات الاحتلال بقوة محاولةً تنفيذ اعتقالات.

وحداتٌ خاصة ومستعربون يعتدون على المظاهرة المركزية في عرعرة احتجاجًا على تهجير أم الحيران

واستجاب الآلاف من مختلف الفئات العمرية لدعواتٍ أطلقتها حراكاتٌ شبابيةٌ، إضافة للجنة المتابعة العليا، للمشاركة في المظاهرة القُطرية اليوم، ثم توجه ملثمون منهم إلى الشارع الرئيسي لوادي عارة وأغلقوه، قبل أن تهاجمهم قوات الاحتلال بقنابل الصوت الغاز، ما أدى لاندلاع مواجهاتٍ.

وأفاد شهود عيان بتواجد بتسلل وحداتٍ من المستعربين إلى صفوف المتظاهرين، في محاولةٍ لتنفيذ اعتقالاتٍ بينهم.

وهتف المتظاهرون "قولوا لكلاب الشاباك، جاي جاي الاشتباك"، و"نتنياهو يا خسيس، الدم العربي مش رخيص"، إضافةً لهتافات أخرى، وسط حالةٍ من السخط الكبير على الإجراءات العنصرية الإسرائيلية التي يربطها مراقبون بإخلاء بؤرة "عامونا" الاستيطانية المقامة شرق رام الله، ويرون أنها جاءت لتهدئة خواطر المستوطنين وكجزءٍ من الاتفاق معهم لإخلاء البؤرة الاستيطانية دون احتجاجات.

وتأتي مظاهرة اليوم امتدادًا لسلسلة من الاحتجاجات التي تنوعت بين المظاهرات، والإضراب العام الخميس الذي شهد التزامًا واسعًا، وذلك فور الهجوم الإسرائيلي الكبير على قرية أم الحيران، وهدم منازلها قبل ثلاثة أيام، حيث ارتقى المعلم يعقوب أبو القيعان شهيدًا بدعوى دهس جندي وقتله.

ويتفاعل نشطاء من كافة أرجاء فلسطين على هاشتاغ #اغضب_للنقب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يجري من خلاله نقله الصورة من أرض الحدث بالصور والفيديو، إضافةً للتفاعل بمنشوراتٍ مؤيدةٍ للحراك الوطني.

يذكر أن أم الحيران هي قريةٌ في النقب الفلسطيني المحتل، هُجّر أهلها من قراهم إبان النكبة الفلسطينية عام 1948 إلى قرية اللقية، ثم هجروا منها إلى أم الحيران، وتحاول سلطات الاحتلال منذ عام 2003 تهجيرهم مرة أخرى لإقامة قريةٍ يهوديةٍ مكانهم.

وامتنعت سلطات الاحتلال دائمًا عن تزويد أم الحيران الخدمات التربوية والتعليمية والبنى التحتية بما فيها الكهرباء، إضافة للمياه، ورفضت الاعتراف بوجودها نهائيًا، لكن أهالي القرية أصروا على البقاء في أراضيهم، وواجهوا الهجوم الأخير بشراسةٍ أسفرت عن ارتقاء شهيدٍ وإصابة العشرات بالرصاص.

اقرأ/ي أيضًا: 

أزمة "السياق" في تغطية قضايا الخط الأخضر

نكون الأغلبية.. أو لا نكون!

حيفا المخيّم