27-يناير-2018

الشهيد جورج حبش - صورة أرشيفية (Getty)

تواصل شخصيات وطنية جهودها للسيطرة على تبعات شجار كبير وقع في الدوحة، بمدينة بيت لحم، في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة، وتخلله إطلاق نار وتكسير نصب تذكاري لجورح حبش.

وأفادت مصادر محلية، بأن شجاراً وقع بعد أن وضع أنصار الجبهة الشعبية صرحًا تذكاريًا للقيادي حبش والشهيد وديع حداد في ذكرى وفاة حبش، فحضر عناصر من حركة فتح ملثمين ومسلحين وحاولوا إزالة النصب، لتقع إثر ذلك مشادات تطورت إلى شجار بعد أن أطلق أحد عناصر حركة فتح الرصاص من سلاح يحمله باعتباره أحد عناصر جهاز الشرطة.

في بيت لحم.. فتحاويون يكسرون نصبًا تذكاريًا لجورح حبش خلال شجار مع أنصار الجبهة الشعبية أطلقوا فيه النار 

وقالت مصادر من الجبهة الشعبية إن الشرطي أطلق النار باتجاههم، مؤكدة أن الشرطي لم يكن المسلح الوحيد بين عناصر فتح خلال الشجار، بل إن هناك مسلحين آخرين ملثمين أطلقوا النار أيضاً، ووفرت الشرطة الحماية لهم عند وصولها إلى المخيم بعد مناشدات من أجل فض الشجار، وفق قول هذه المصادر.

فتحاويون مسلحون خلال الشجار - صفحة الدهيشة الحدث
تكسير النصب التذكاري للشهيد حبش - صفحة الدهيشة الحدث

وفي بيان لها أصدرته تعقيبًا على ما حدث، طالبت الجبهة الشعبية، حركة فتح بالاعتذار ورفع الغطاء التنظيمي عن عناصرها المتورطين في تكسير النصب، معتبرة  أن "هذا العمل الجبان يكشف مستوى الانحطاط والعربدة والبلطجة لتلك العناصر" وفق قولها.

فيما قالت مصادر فتحاوية إن الشرطي أطلق النار في الهواء بهدف السيطرة على الموقف، مضيفة أن منزل الشرطي تعرض لهجوم من أنصار الجبهة، وأن الشرطي تم احتجازه لاحقاً من قبل الجهاز، وهو ما تنفيه مصادر من داخل الجبهة.

وأدى الشجار إلى تكسير النصب التذكاري للشهيد حبش بالكامل، لكن لم يُبلّغ عن وقوع إصابات، قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وشخصيات وطنية ويتم السيطرة على الموقف. وعقدت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم اجتماعاً طارئاً في مقر جبهة النضال الشعبي، وأعلنت التوصل إلى تفاهم على حل الأزمة في الإطار الوطني العام.

ودعت اللجنة إلى وقف التراشق الإعلامي على صفحات التواصل الاجتماعي، سواء كان من صفحات خاصة أو عامة، مضيفة أنها ستصدر لاحقاً موقفاً وطنياً يحرص على وحدة الصف الوطني وتطويق الأزمة بشكل عاجل.

وأشارت مصادر محلية إلى أن الخلاف بين فتح والجبهة الشعبية في الدوحة قديم، إذ تُصر حركة فتح على تسمية المنطقة بـ"قلعة شقيف"، فيما ترغب الجبهة بتسميتها "قلعة الشهيد كنفاني". وكان قد وقع خلاف بين أنصار التنظيمين في المنطقة في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2017، إثر رسم جدارية للجبهة كُتب عليها "الدوحة مدينة الكنفاني"، إلا أن التنظيمين أعلنا حينها تطويق الخلاف قبل تطوره إلى حد كبير.