28-يوليو-2024
بؤر استيطانية تحيط بقرية سنجل وتسعى لسرقة أراضيها

بؤر استيطانية تحيط بقرية سنجل وتسعى لسرقة أراضيها

يتناوب جيش الاحتلال والمستوطنون على التنكيل بأهالي سنجل الواقعة شمال رام الله، على الطريق الرئيسّ الرابط بين شمال الضفة وجنوبها. وعلى نحو شبه يوميّ يقتحم الجنود البلدة ويقيمون حواجز ميدانية، أو يعتلون أسطح المباني، ويطلقون قنابل الغاز والصوت، فيما لا يتورّع المستوطنون عن مضايقة المزارعين واقتلاع أشجارهم.

يقول أهالي بلدة سنجل إنّ جيش الاحتلال يكثّف ضغطه اليوميّ عليهم ليتيح للمستوطنين العمل بحريّة في سرقة أرضهم والاستيلاء عليهم لربط 5 بؤر استيطانية قريبة ببعضها

آخر الاعتداءات كان الليلة الماضية، حين داهمت قوّة إسرائيلية منزل سامر مسالمة، واحتجزت أفراد الأسرة في أحد طوابق المنزل، واتخذت من الثاني ثكنة عسكرية. كما اقتحم الجنود منزلًا آخر دون أي مراعاة لوجود امرأة مسنّة مريضة، وقد خرّبوا ممتلكات المنزل وغرفتها بينما هي مستلقية على السرير، وذلك بذريعة البحث عن سيارة غير قانونية.

كما اعتلت قوة إسرائيلية أخرى سطح منزل عائلة "حسين الشيخ"، وكانت قبلها بيوم واحد، قد احتجزت ثلاثة أفراد من العائلة لعدة ساعات.

رئيس بلدية سنجل معتز طوافشة، يقول لـ الترا فلسطين إن بلدة سنجل تتعرض لهجمة كبيرة منذ السابع من أكتوبر، حيث أغلقت قوات الاحتلال كافة مداخل البلدة والطرق الفرعية، وأبقت على مدخل وحيد تقيم عليه حاجزًا عسكريًا دائمًا، وتغلقه في بعض الفترات ببوابة حديدية.

تخريب في البيوت
تخريب في البيوت

ويشير إلى أن هذا الإغلاق الإسرائيلي لمداخل البلدة حرم الأهالي من الوصول لآلاف الدونمات من الأراضي الزراعية شمال البلدة، والتي تتوسط خمس مستوطنات إسرائيلية يسعى الاحتلال للسيطرة عليها منذ سنوات، بهدف ربط هذه المستوطنات ببعضها.

رئيس بلدية سنجل: لا تفارق قوات الاحتلال البلدة منذ نحو أسبوعين، وتقتحمها بشكل يومي، في الصباح أو خلال النهار، أما في ساعات الليل فالاقتحام مؤكد

ويبيّن طوافشة أن هذه الاقتحامات يتخللها إقامة حواجز ميدانية يتم فيها توقيف المواطنين والتدقيق في هوياتهم، واعتلاء أسطح المنازل وإقامة نقاط عسكرية، وتفتيش وتخريب المنازل، والاعتداء على شبان البلدة، وإطلاق قنابل الغاز والصوت تجاه المنازل، ومصادرة المركبات، وسرقة الأموال من المنازل خلال التفتيش.

اعتقالات في سنجل
اعتقالات في سنجل

وبحسبه فقد صادرت قوات الاحتلال، الجمعة، نحو 10 مركبات، واعتقلت عدّة مواطنين لساعات. وهي إجراءات يقول إنها تؤثّر على سير حياة المواطنين، فالمحال التجارية والحركة الاعتيادية للمواطنين خلال الليل تأثرت، وعند إغلاق البوابة، يضطر الأهالي لاتخاذ طرق بديلة تزيد وقت الوصول للبلدة.

طوافشة: الإجراءات الإسرائيلية تهدف لإبقاء سنجل تحت الضغط النفسي والمعنوي، بذريعة تعرض مركبات المستوطنين للرشق بالحجارة

ويؤكد رئيس البلدية أن هدف الإجراءات الإسرائيلية هو إبقاء سنجل تحت الضغط النفسي بذريعة تعرّض مركبات المستوطنين للرشق بالحجارة، ولكن الهدف الحقيقي منها، صرف النظر عن اعتداءات المستوطنين على أراضي البلدة.

المستوطنون يسرحون ويمرحون

يشير المزارع مروح عبد الحق إلى أنه بالتزامن مع اقتحام جيش الاحتلال للبلدة يوم الجمعة، أحضر مستوطنون شاحنة كبيرة وجرافة، وسرقوا صهريج مياه من أرضه الواقعة في منطقة "أبو العوف".

أعمال المستوطنين في الأراضي الزراعية مستمرة
أعمال المستوطنين في الأراضي الزراعية مستمرة.

يقول عبد الحق لـ "الترا فلسطين" إنه وفي الوضع الطبيعي ومع مثل هذه الاعتداءات كان يتوجّه إلى أرضه هو وأقاربه وبعض الأهالي ويتصدون للمستوطنين، ولا يمر هذا المشهد مرور الكرام، أما مع الضغط الذي يمارسه الجيش وإغلاق كافة الطرق، فليس باليد حيلة.

ويعتبر أن ما يجري هو غطاء من الجيش على المستوطنين واعتداءاتهم اليومية على أراضي البلدة، وللحيلولة دون وصول الأهالي والمزارعين إلى أراضيهم والتصدي للاعتداءات كما في السابق.

المدخل الوحيد لبلدة سنجل وعليه تواجد إسرائيلي دائم
المدخل الوحيد لبلدة سنجل وعليه تواجد إسرائيلي دائم

ويشير إلى أنه ومنذ السابع من أكتوبر يصول المستوطنون ويجولون في أراضي سنجل بكل سهولة في الأراضي المهددة بالمصادرة شمال البلدة، وقد سيّجوا مساحات واسعة في منطقة "الرفيد"، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة في "بطن الحلاوة"، وشقوا طرقًا جديدة، وأقاموا حظائر لأبقارهم في أكثر من منطقة، وخرّبوا بعض الأراضي وسرقوا ما فيها، بعد أن منعوا المزارعين من الوصول إليها، ويرى أن ما يجري هو تبادل أدوار بين الجيش والمستوطنين.

ويدلل المزارع عبد الحق على أقواله بالإشارة إلى أنه وعند تواجد الجيش داخل البلدة، يشاهد الأهالي آليات المستوطنين تنقل البيوت الجاهزة وتصب الخراسنة، فيما أبقارهم ترعى في أراضيهم، وكل هذا كان يواجه بالتصدي من قبل الأهالي، أما مع إغلاق الطرق والاقتحام المستمر للبلدة، فقد صار من الصعب التصدي لهم.

أمّا "أبو ثائر" الذي يُعد من "أنشط المزارعين" في سنجل، وتحديدًا في تلك المهددة بالمصادرة، والتي استصلح على مدار السنوات الماضية عشرات الدونمات منها، فقد حُرم اليوم من الوصول إليها. يقول إن خسارته المعنوية والنفسية أشد وأمرّ من أي خسارة اقتصادية، فالأرض كانت ملاذه الوحيد أيام العطلة الأسبوعية والإجازات.