كشف التلفزيون الإسرائيلي "قناة كان"، اليوم الجمعة، أن تقرير الطب الشرعي الذي تسلمته الشرطة الإسرائيلية أظهر أن الأسير ثائر أبو عصب قُتل نتيجة الضرب بواسطة هراوة، مما أسفر عن كسور في القفص الصدري، وتمزق في عضلة القلب.
وأشار التقرير إلى أنه تم العثور على الأسير متوفيًا في سجن النقب في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأكدت القناة أن الحراس الذين شاركوا في قتل الأسير عادوا إلى العمل، بعد أن تم إيقاف 19 حارسًا مشتبهًا بهم عن العمل في أعقاب تحقيق أجرته وحدة تحقيق حرّاس السجون في الشرطة الإسرائيلية.
التحقيق الإسرائيلي كشف عن استشهاد الأسير ثائر أبو عصب نتيجة الضرب، وحراس السجن لم يتعرضوا لأي عقوبة
ووفقًا للتحقيق، ضرب الحراس الأسير داخل إحدى زنازين السجن بالعصي، الذي أدى إلى إصابته بجروح قاتلة.
وأوضحت القناة أن نتائج التشريح استبعدت وجود أسباب مرضية للوفاة، مشيرة إلى أن هناك احتمالًا كبيرًا بأن تكون وفاته ناجمة عن الإصابات بأداة غير حادة.
وكانت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني قد نشرت، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، شهادةً من أسير أفرج عنه من سجن النقب، تكشف عن تفاصيل استشهاد أبو عصب.
وجاء في الشهادة: "الساعة 7:20 مساء يوم السبت الموافق 18/11/2023، قامت قوة من وحدات القمع المسماة (كيتر)، باقتحام غرفة (6) في قسم (24) في سجن (النقب)، حيث تقوم وحدات القمع مؤخرًا، باختيار غرفة في القسم في أثناء العدد، للتنكيل بالأسرى المحتجزين فيها".
وأضافت الشهادة: "خلال عملية الاعتداء على الأسرى داخل (الزنزانة- الغرفة)، غرفة رقم (6) وعدد الأسرى فيها 10، نفّذت وحدات القمع اعتداءات بالضّرب المبرّح على الأسرى، وتحديدًا على الأسير ثائر أبو عصب، وبعد انتهاء العدد، وعملية القمع، تدهورت حالته الصحيّة، وطُلِب الممرض، إلا أنّ إدارة السّجن رفضت الاستجابة للأسرى، وبعد ساعة ونصف حضر ممرض، وبالفحص الأولي، تبين أن هناك مشكلة في النبض، وجرى نقله، خارج الغرفة، دون معرفة مصيره".
وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير: "في ضوء هذه الشهادة فإننا نؤكّد مجددًا، على أن ما تعرض لها الأسير ثائر أبو عصب، هي جريمة اغتيال جديدة تأتي في إطار قرار الاحتلال بتنفيّذ عمليات اغتيال ممنهجة بحقّ أسرانا، وعن سبق إصرار".
وفي كانون الأول/ديسمبر المنصرم، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير، أن 19 سجّانًا إسرائيليًا من وحدة "كيتر" اعتدوا على الأسير في زنزانته وضربوه حتى الموت.
وقالت الهيئة إن علامات عنف شديدة ظهرت على جسد ثائر أبو عصب تؤكد الشبهات الموجهة للسجانين، على الرغم من محاولات شرطة الاحتلال التكتم الشديد وتشويش التحقيقات.
إذ ادعت أنه لا يمكن التعرف على من ضربه بسبب الخوذات التي كان يلبسها المشتبهون خلال الاعتداء، إضافة إلى ذلك لم تقم شرطة الاحتلال بإجراءات تحقيق فورية للتعرف على هوية السجانين، مثل تحويل الهراوات التي قامت الوحدة باستعمالها عند وقوع الحادث إلى الفحص المخبري لأخذ عينات منها ومقارنتها بالحمض النووي للأسير.
وكان الاحتلال قد سمح، في الشهر ذاته، بالنشر أنه تم استجواب 19 من حراس السجن، وأُطْلِق سراحهم ووضعهم في الإقامة الجبرية، وادعى معهد الطب الشرعي لدى الاحتلال أنه لم يحدد على وجه اليقين أن استشهاد ثائر أبو عصب ناجم عن تعرضه للضرب.
يذكر أنّ الشهيد الأسير ثائر أبو عصب (38 عامًا) من قلقيلية، ومعتقل منذ عام 2005، وهو محكوم بالسّجن لمدة 25 عامًا.