الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
كشف تحقيق لصحيفة واشنطن بوست، أن صور الأقمار الصناعية وبيانات الغارات الجوية تؤكد أن وتيرة القصف في حرب غزة 2023 ليس لها مثيلٌ في السنوات الأخيرة، حتى في الغارات التي تعرضت لها مدينة حلب من النظام السوري والجيش الروسي منذ عام 2013 وحتى عام 2016، وكذلك من الدمار الذي تعرضت له المباني في الموصل والرقة على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في عام 2017.
مايكل لينك: حجم الضحايا المدنيين في قطاع غزة "يبدو أنه الأكبر في القرن 21".. الطبيب زاهر سحلول: ما يحدث الآن في غزة أسوأ من أي شيء شهدته في الـ15 سنة الماضية
وبحسب معطيات أوردها تحقيق واشنطن بوست، أن 37 ألف و379 مبنى في قطاع غزة تضرّرت منذ بداية حرب غزة 2023 بتاريخ 7 أكتوبر حتى تاريخ 27 نوفمبر، منها 10.049 آلاف مبنى تم تدميرها بالكامل، وقد كان أغلب الدمار في شمال قطاع غزة، حيث يوجد 8561 مبنى تعرض لدمار كامل.
وأوضح التحقيق، أن حجم المباني المدمرة في شمال قطاع غزة يكاد يكون ضعف حجم المباني التي دمرها نظام الأسد وروسيا في حلب بين عامي 2013 - 2016، مبينًا أنه في ثلاث سنوات، بلغت نسبة المباني المتضررة 40% من إجمالي المباني في حلب، أما في شمال قطاع غزة، فإن نسبة المباني المتضررة في شهرين فقط بلغت 32% من إجمالي المباني القائمة.
أما في الموصل، فلم تحدد الصحيفة الأمريكية أرقامًا مفصلة ودقيقة لحجم الدمار الكلي والجزئي الذي أحدثته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، لكنها أفادت أن الدمار في شمال قطاع غزة خلال شهرين فقط يزيد بنسبة 50% عن حجم الدمار في الموصل خلال تسعة أشهر بدءًا من أواخر 2016 وحتى منتصف 2017.
ونقلت واشنطن بوست تقديرات للمخابرات الأمريكية، بأن "إسرائيل" أسقطت خلال أكثر من شهرين بقليل أكثر من 29 ألف قنبلة جو - أرض على قطاع غزة، منها 40 إلى 45 في المئة قنابل غير موجهة، في حين أن ذروة القصف الدولية ضد تنظيم "داعش" في مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية بلغت 5075 قنبلة في شهر واحد.
وأورد تحقيق واشنطن بوست شهادة للطبيب السوري زاهر سحلول، رئيس منظمة "ميدغلوبال"؛ وكان قد عمل في حلب خلال المعارك مع النظام والجيش الروسي هناك. يقول زاهر سحلول إن ما يحدث الآن في غزة أسوأ من أي شيء شهده في الـ15 سنة الماضية، مضيفًا أن استعادة البنية التحتية الطبية المدمرة في غزة، والخبرات المفقودة بسبب الأطباء والعاملين في القطاع الصحي الذين استشهدوا بعد 7 أكتوبر، يحتاج إلى عقود.
من جانبه، مايكل لينك، وهو مفوض الأمم المتحدة سابقًا لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أكد أن حجم الضحايا المدنيين في قطاع غزة "يبدو أنه الأكبر في القرن 21".