كشف محلّل الشؤون السياسيّة في القناة الـ12 الإسرائيليّة، أنّ جيش الاحتلال ينفّذ خطّة الجنرالات، فيما رجّحت القناة الـ13 الإسرائيليّة، أنّ نتنياهو يمهّد لعودة الاستيطان في غزّة، حيث تظهر تناقضات في تصريحات نتنياهو حول الاستيطان الإسرائيليّ في غزّة، إذ يعبّر عن معارضته للفكرة في العلن، بينما يسعى لتحويلها إلى واقع.
وسلّط باروخ كرّا، المحلّل السياسيّ في القناة الـ13 الإسرائيليّة، الضوء على تغيّر مواقف نتنياهو بشأن الاستيطان في غزّة، رغم تصريحاته الّتي تبدو كمعارضة للفكرة.
نتنياهو يربط موقفه من الاستيطان غزة، في الانتخابات الأميركية، وما سينتج عنها، بحسب التحليلات الإسرائيلية
وقال محلّل القناة الإسرائيليّة: "قبل أيّام، شارك أعضاء من الليكود في مؤتمر للاستيطان في غزّة نظمه إيتمار بن غفير. لكن من المفترض أن نكون مطمئنّين، لأنّ نتنياهو صرّح مؤخّرًا قائلًا: ’أعتقد أنّ الاستيطان في غزّة ليس واقعيًّا، وأنا أحاول أن أكون واقعيًّا’. مع ذلك، لا يبدو أنّ نتنياهو يعارض الاستيطان في غزّة من حيث المبدأ".
ويشير كرّا إلى أنّ التصريحات وحدها لا تكفي لطمأنة الجمهور، إذ يقول: "لا يمكننا أن نكون مطمئنّين، أو نعتمد على ذلك؛ فآليّة العمل تتكرّر. نتنياهو يعارض أفكارًا تبدو متطرّفة في البداية، ثمّ يحوّلها إلى سياسات اعتياديّة. فعلى سبيل المثال، تعهّد بأنّ إيتمار بن غفير لن يصبح وزيرًا، ومع ذلك عينه في حكومته. واليوم يقود بن غفير مشروع الاستيطان في غزّة، ويدعمه أعضاء من الكنيست، ممّا يمهّد الطريق لجعل الأمر طبيعيًّا، ليصبح في نهاية الأمر مدعومًا من نتنياهو. نتنياهو قادر بالفعل على جعل فكرة الاستيطان في غزّة واقعًا مقبولًا".
في سياق متّصل، توضّح موريا أسرف وولبيرغ، مراسلة الشؤون السياسيّة في قناة الـ13 الإسرائيليّة، أنّ تصريحات ومواقف نتنياهو بخصوص الاستيطان في غزّة قد تتغيّر وفقًا للظروف الدوليّة، وخاصّة نتائج الانتخابات الأميركيّة.
وتشير إلى ذلك قائلة: "في نهاية المطاف، الإجابة هي نعم. أعتقد أنّه إذا فاز ترامب في الانتخابات الأميركيّة القادمة، فسيؤثّر ذلك على العديد من القضايا المدرجة في أجندة نتنياهو، بما في ذلك مسألة الاستيطان. نلاحظ ذلك من خلال التصريحات داخل حزب الليكود".
وتتابع أسرف وولبيرغ، لتفصيل مغزى تصريحات نتنياهو حول واقعيّة الاستيطان في غزّة، حيث تقول: "عندما يقول نتنياهو إنّ ’ذلك ليس واقعيًّا حاليًّا'، فهو يقصد الإدارة الأميركيّة الحاليّة. لم يقل إنّ الفكرة لا تناسبه أيديولوجيًّا أو أنّه لا يؤمن بها، بل أكّد فقط أنّ الظروف الحاليّة تجعلها غير واقعيّة. لكنّ هذه الواقعيّة قد تتغيّر إذا جاءت نتائج الانتخابات الأميركيّة في صالح ترامب".
من جانبه، يقدّم عميت سيغال، محلّل الشؤون السياسيّة في قناة الـ12 الإسرائيليّة، رؤية حول تأثير الأوضاع الميدانيّة على مستقبل غزّة، مشيرًا إلى إمكانيّة اتّخاذ تدابير عقابيّة قد تغيّر واقع القطاع. حيث يقول: "هناك احتمال لإعادة رسم حدود قطاع غزّة كعقاب على أحداث السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر. في رأيي، إذا تمّ انتخاب ترامب، فإنّ هذه الخطوة ستكون واردة. كما أنّ ما يحدث في شمال القطاع يختلف تمامًا عمّا عهدناه، حيث تطبّق خطط الجنرالات الّتي تهدف إلى إفراغ القطاع عبر تجويع المقاتلين وقتلهم وأسرهم، وهذا في رأيي نموذج مصغّر عمّا يخطّط له".
وبخصوص مؤتمر حزب الليكود الّذي بحث إمكانيّة إعادة الاستيطان في قطاع غزّة، يسلّط أمنون أبراموفيتش، محلّل الشؤون السياسيّة في قناة الـ12 الإسرائيليّة، الضوء على التحدّيات المرتبطة بهذا القرار. إذ يقول: "إذا كنت تريد الاستيطان في غزّة والسيطرة على القطاع كلّه، فهناك أثمان عسكريّة واقتصاديّة واضحة جدًّا. يجب إقامة 4 إلى 5 فرق عسكريّة، أي نحو 70 إلى 80 ألف جنديّ. لكن من أين نأتي بهم؟ يجب تمديد فترة الخدمة العسكريّة النظاميّة إلى أربع سنوات، وسيخدم جنود الاحتياط 100 يوم في السنة. هذا يتطلّب مليارات من الشواقل لتأمين هذه القوّة العسكريّة، بالإضافة إلى مليارات أخرى لتنظيم الحياة لمليونين ومئتي ألف فلسطينيّ في غزّة، معظمهم يعتبرون أعداء لنا. ناهيك عن الحديث عن القتلى والمصابين بشكل يوميّ".