22-أكتوبر-2024
خسائر إسرائيل في غزة

يشير آيلاند إلى أن المجتمع الإسرائيلي فقد الشعور بالحزن على فقدان جنوده

حذَّر جنرالان إسرائيليان، من أن إسرائيل تعيش حالة تطبيع مع وجود أسراها في قطاع غزة، ومقتل جنودها والإصابات الخطيرة التي يتعرضون لها. ودعا الجنرالان، في تصريحات منفصلة، إلى وقف الحرب بسبب تأثيرها السلبي على "الدولة والمجتمع".

غيورا آيلاند: نحن نُطبّع حقيقةً سنواجه مشكلة في التعافي منها لفترة طويلة، وهي أن مقتل الجنود أصبح أمرًا عاديًا في حياتنا. فالجنود يتعرضون لإصابات خطيرة، تبتر أطرافهم، ويصابون بالعمى

وأكد الجنرال احتياط غيورا آيـﻼند، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي سابقًا، أن الحرب على غزة ولبنان كبَّدت إسرائيل أثمانًا هائلة، "وأصبحنا قساة قلوب، لأننا نسمع كل يوم عن قتلى وجرحى من جنودنا في قطاع غزة، ومع ذلك نواصل حياتنا بشكل اعتيادي" حسب قوله.

وأوضح غيورا آيلاند، في حديث للقناة الـ12 الإسرائيلية، أن إسرائيل الآن أمام خيارين واضحين، الأول هو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وبالتالي إنهاء الحرب على غزة، والثاني هو مواصلة القتال حتى تحقيق نصر مطلق. واستدرك: "لا نعرف ما هو النصر؟ ومتى سيتحقق؟ ويبدو أنه لن يتحقق".

وشدَّد آيلاند، أن حكومة نتنياهو تُفضّل الخيار الثاني على الرغم من كل التكاليف الباهظة. أما هو فيعتقد أن الحل هو التوصل إلى اتفاق باستعادة جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب والانسحاب من غزة.

وقال آيلاند: "نحن لم ننتبه إلى أننا نُطبّع حقيقةً سنواجه مشكلة في التعافي منها لفترة طويلة، وهي أن مقتل الجنود أصبح أمرًا عاديًا في حياتنا. الجنود يتعرضون لإصابات خطيرة، تبتر أطرافهم، ويصابون بالعمى، وتحدث أشياء فظيعة طوال الوقت وبأعداد كبيرة".

وفي مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قدم آيلاند، وهو عرَّاب خطة الجنرالات التي يطبقها الاحتلال حاليًا في شمال القطاع، رؤية حول أهمية التوصل إلى صفقة تبادل، استعرض فيها أربعة أسباب أربعة أسباب رئيسية تجعل من الضروري وقف الحرب الحالية:

1. الوضع المأساوي للجنود: يشير آيلاند إلى أن المجتمع الإسرائيلي فقد الشعور بالحزن على فقدان جنوده، الذين يتعرضون لإصابات خطيرة وتبتر أطرافهم في الحرب، ويؤكد أن هذه المعاناة لا تحظى باهتمام كافٍ من العالم.

2. العبء الاقتصادي الكبير: يوضح آيلاند أن تكلفة الحرب أصبحت باهظة للغاية، حيث يكلف يوم واحد من القتال أكثر من نصف مليار شيكل، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الدولة.

3. الضغوط الدولية: يرى آيـﻼند أن المجتمع الدولي قد يتفهم قتال إسرائيل ضد إيران أو في لبنان، لكنه لا يفهم أهداف الحرب في غزة، مما يزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل.

4. الوضع المستمر في غزة: يؤكد آيلاند أن استمرار الحرب لفترة طويلة لن يغير شيئًا في غزة، حيث ستظل حماس قادرة على القتال طالما تتلقى الإمدادات والمساعدات.

ورأى غيورا آيلاند أن "الحروب يجب أن تُخاض فقط بهدف إزالة تهديدات وجودية، والتهديد الذي تشكله حماس في غزة قد أزيل بالفعل". ولذلك، يدعو آيلاند إلى إنهاء الحرب والتركيز على استعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى بوصفها أولوية قصوى.

من جانبه، رونين مانيليس، المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، والضابط  الرفيع في جهاز الاستخبارات العسكرية، أشار هو الآخر، في حديثه للقناة الـ12، إلى الفشل المتكرر في تحقيق نصر حاسم على المقاومة في قطاع غزة، وهو ما يظهر في تنفيذ عملية عسكرية ثالثة خلال عام واحد في جباليا.

وقال مانيليس: "نحن ندخل جباليا للمرة الثالثة، وفي كل مرة نكرر القول بأننا هزمناهم وسيطرنا على الأرض، وحماس لم تعد قادرة على العمل، حماس لم تعد قادرة على العمل كإطار مقاتل، وكل هذه الأقوال قد تكون صحيحة فقط في لحظتها، لكن عندما نغادر المنطقة تعيد حماس بناء نفسها من جديد".

اعترف رونين مانيليس بأن قدرة حماس على التعافي والبناء من جديد بعد كل عملية عسكرية تجعل من الصعب تحقيق نصر حاسم

واعترف رونين مانيليس بأن قدرة حماس على التعافي والبناء من جديد بعد كل عملية عسكرية تجعل من الصعب تحقيق نصر حاسم. وقال: "في كل مرة نعود إلى هناك، نجد تنظيمًا ربما أقل قوة من المرة السابقة، لكنه قادر على توجيه ضربات خطيرة لنا."

وأكد مانيليس، أن إسرائيل تواجه مشكلة كبيرة في موضوع الأسرى، وتتمثل في "تطبيع وجود أكثر من 100 أسير في غزة منذ أكثر من عام"، مضيفًا أنه يشعر بأن نتنياهو لا يرغب بإعادة الأسرى، كما أن الحكومة لا تسعى إلى إنهاء الحرب.