نشبت ملاسنة حادة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومراسل شبكة "سي أن أن" جيم أكوستا خلال مؤتمر صحفي عقده البيت الأبيض تعليقًا على نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
وبعد هذه الحادثة التي سجلتها كاميرات كبرى وسائل الإعلام، والتي تخللتها محاولة إحدى موظفات البيت الأبيض سحب الميكروفون من أكوستا، أصدرت شبكة "سي أن أن" بيانا أعربت فيه عن احتجاجها على ما تعرض له مراسلها.
وبعد ساعات، قرر البيت الأبيض تعليق تصريح دخول المراسل أكوستا لحضور المؤتمرات الصحفية المقبلة.
وقالت جمعية مراسلي البيت الأبيض في بيان إنها "تعارض بشدة" هذا القرار، مضيفة أن "إلغاء دخول المراسل إلى مجمع البيت الأبيض هو رد فعل لا يتناسب مع الجرم المزعوم وهو أمر غير مقبول... ونحن نحث البيت الأبيض على التراجع عن هذا العمل الضعيف غير السديد على الفور".
وفي ما يلي نص الملاسنة التي دارت بين الجانبين:
-أكوستا: السيد الرئيس أريد أن أتحداك بشأن أحد تصريحاتك التي أدليت بها خلال نهاية التجديد النصفي.
-ترامب (مقاطعا): هيا، تابع..
-أكوستا: إن لم تمانع سيدي الرئيس، قلت إن قافلة المهاجرين تشكل غزوًا...
-ترامب (مقاطعا): أعتبرهم غزوًا.
-أكوستا: كما تعلم سيدي الرئيس فإن القافلة لم تكن غزوا، بل مجموعة من المهاجرين انتقلوا من أميركا الوسطى إلى الحدود مع الولايات المتحدة.
-ترامب (متهكما): شكرًا لإخباري بذلك.
-أكوستا: لماذا تصفها (القافلة) هكذا (بالغزو) ؟
-ترامب: لأنني أعتبرها غزوا، نحن لدينا آراء مختلفة.
-أكوستا (مقاطعا): ولكن هل تعتقد أن شيطنة المهاجرين...
-ترامب (مقاطعا): لا على الإطلاق، أريد منهم القدوم، ولكن بشكل شرعي من خلال عملية قانونية، ونحن نحتاج إلى أشخاص (مهاجرين)...
كفى كفى
وحاول أكوستا التحدث، فلم يسمح له ترامب وقال "انتظر، انتظر".
-ترامب: هل تعلم لماذا نحتاج إلى أشخاص، لأن هناك المئات من الشركات التي انتقلت إلى الداخل (الولايات المتحدة)؛ لذا نحتاج إلى أشخاص.
-أكوستا: حملتك كان فيها إعلان يظهر اللاجئين وهم يأتون ويتسلقون الجدران.
-ترامب (مقاطعا): لم يكونوا ممثلين، بل تلك حقيقة. هل تعتقد أنهم كانوا ممثلين (؟).. لم يكونوا ممثلين ولم يأتوا من هوليوود؛ إنهم أناس حقيقيون، وحدث هذا منذ أيام.
-أكوستا (يرد): إنهم يبعدون مئات الأميال، مئات الأميال، ولم يكن ذلك غزوا.
-ترامب (بحدة): أعتقد أن عليك أن تدعني أدير البلد، وأنت تدير "سي أن أن"، وإذا أدرتها جيدا فإن تصنيفك سيكون أعلى.
وحاول ترامب إعطاء حق السؤال لصحفي آخر، فرفع أكوستا صوته: سيدي الرئيس دعني أسأل هذا السؤال، فأشار إليه ترمب بأصبعه السبابة قائلًا: كفى كفى.
-أكوستا (مصرا على طرح سؤال): أريد أن أسألك بخصوص التحقيق في التدخل الروسي (المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز فيها ترامب عام 2016).. هل أنت قلق من...
-ترامب (مقاطعا): لست قلقًا من شيء حيال التحقيق في التدخل الروسي، لأن ذلك خدعة، هذا يكفي ضع الميكروفون.
ترامب عاد لمهاجمة الصحفي بعد انتهاء النقاش
وإثر ذلك، تحرك ترامب متذمرا خطوات قليلة وابتعد عن مكانه، ثم عاد إليه، في حين عاد أكوستا إلى كرسيه.
حينها بدأ صحفي آخر بطرح سؤال وهو بيتر ألكسندر يعمل بقناة "أن بي سي"، لكن ترامب أطلق هجوما على صحفي "سي أن أن"، وهو يشير إليه بسبابته مرارا "يجب أن تخجل سي أن أن من نفسها، حيث يعمل شخص مثلك لصالحها، أنت شخص فظ وفظيع، ولا ينبغي عليك العمل لصالح سي أن أن".
ومضى ترامب قائلًا "الطريقة التي تعاملون بها الأشخاص فظيعة، ولا ينبغي عليكم معاملة الناس بتلك الطريقة".
حينها طلب ترامب من الصحفي، صاحب الدور بالسؤال، أن يطرح ما لديه، فقال: "في إطار الدفاع عن أكوستا، لقد سافرت معه، إنه مراسل مجتهد".
هنا وجّه أكوستا حديثا إلى ترامب، لكن صوته كان منخفضا، فرد ترامب "حسنا وأنا لست أحد معجبيك كذلك، أنت لست الأفضل".
عندها وقف أكوستا، وبدأ في الحديث، فباغته ترامب "اجلس مكانك من فضلك، عندما تبث تقارير مزيفة، وهو ما تقوم به سي أن أن، فأنت عدو للناس".
يشار إلى أن منتقدي ترامب يرونه عدوا لوسائل الإعلام منذ دخوله البيت الأبيض، في يناير/كانون الثاني 2017، وهو يهاجم وسائل الإعلام كثيرا، ويتهمها باستهدافه عبر نشر أخبار زائفة.
اقرأ/ي أيضًا: