12-نوفمبر-2018

قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الإثنين، إن بلاده تبحث مع دول أخرى، لم يحددها، الخطوات المقبلة حيال السعودية، على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ونقلت وكالة أنباء "كنديان برس" المحلية عن ترودو قوله إن "مسؤولي الاستخبارات الكنديين استمعوا إلى تسجيل تركي بشأن مقتل خاشقجي"، موضحا أنه لم يستمع للتسجيل بشكل شخصي.

وتابع: "تعمل وكالات المخابرات الكندية عن كثب مع المخابرات التركية في هذه القضية وكندا مطلعة تماما على ما لدى تركيا".

وأضاف أن بلاده "تعمل مع دول أخرى (لم يحددها) بشأن تحقيق يضمن المحاسبة عن مقتل خاشقجي".

وتابع: "نحن لا نزال نتباحث مع حلفائنا ممن هم على نفس نهجنا الفكري حول الخطوات القادمة حيال السعودية".

وأشار ترودو إلى أنه ناقش قضية خاشقجي، خلال مكالمة هاتفية حديثة، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي مناسبة أخرى خلال لقاء في باريس هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أنه شكره على "قوة رده بخصوص الوضع المتعلق بخاشقجي".

يأتي ذلك بعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي قال فيها إنه "تم تسليم التسجيلات بخصوص خاشقجي لبعض الدول منها السعودية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا".

"إسرائيل تلقي حبل النجاة للقتلة"

وفي هذا الموضوع، قالت صحيفة واشنطن بوست إن إسرائيل وليس سواها هي التي تلقي بحبل النجاة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في وقت يسعى فيه للإفلات من عواقب جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

وذكرت الصحيفة في مقال لجاكسون ديهل –أحد كبار محرريها-  أنه ما من أحد كان يظن أن إسرائيل ستقف إلى جانب ولي العهد السعودي، الذي يصفه الكاتب بأنه رجل "باطش" ترفض حتى شركات الضغط (اللوبيات) في واشنطن قبول أمواله.

ونوه المقال إلى أن الحكومة الإسرائيلية ظلت تلتزم الصمت طوال شهر كامل بعد اختفاء خاشقجي في سفارة بلاده في إسطنبول بتركيا. ورغم أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أقر بعد ذلك بأن ما حدث في القنصلية السعودية عمل "شنيع"، فإنه قال إن "من المهم للغاية لاستقرار العالم... أن تبقى السعودية مستقرة".

ما سر إلقاء حبل النجاة لابن سلمان؟

وتساءلت الصحيفة ما الدافع وراء إلقاء حبل نجاة لقاتل؟ وتجيب هي نفسها بأن أزمة خاشقجي بالنسبة لنتنياهو تهدد بتقويض إستراتيجية للمنطقة بُنيت بعناية حول ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

والفكرة من وراء هذه الإستراتيجية تتمحور في تشكيل تحالف بحكم الواقع يضم إسرائيل "والجيل الجديد من الطغاة السنة في الشرق الأوسط" لمواجهة إيران وتسخير الولايات المتحدة كقوة تدعمه.

وكفائدة جانبية فإن محمد بن سلمان سيؤيد خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط التي لم يُكشف عنها النقاب بعد، لكنها تهدف إلى إرغام الفلسطينيين على الرضوخ لشروط إسرائيل.

ومضى الكاتب إلى القول إن إسرائيل لها تاريخ طويل في تعهد "الطغاة الأشرار" والإدارات الأميركية بالرعاية. بيد أن مشكلة نتنياهو تكمن في أن الرهان بكل ثقله على محمد بن سلمان وترامب يحمل في طياته مخاطرة كبيرة مع طرفين فاعلين لكنهما غير متزنين.

وفي حال نجا محمد بن سلمان من جريمة خاشقجي –وهو ما يرجحه جاكسون ديهل في مقاله- فإنه سيصبح "ضعيفا ومتحفظا، ولن يقوى على إقناع الفلسطينيين بخطة ترامب للسلام".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أردوغان: معنا تسجيلات توثق قتل خاشقجي وسلمناها لهذه الدول

ترامب تباحث مع أردوغان للرد على قتل خاشقجي