31-ديسمبر-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

عاد المطران عطا الله حنا إلى القدس، مساء السبت الماضي، قادمًا من العاصمة الأردنية بعد فحوصاتٍ أجراها إثر تعرضه للتسمم أثناء وجوده في بطريركية الروم الأرثوذوكس. أظهرت الفحوص أن الأعراض الصحية التي اعترته نتجت عن استنشاقه مبيدات حشرية رشت في البطريركية، ولا تتضمن أي سموم أخرى.

البطريركية لم تُبلغ المطران حنا برش قسمي المالية والأرشيف بمبيدات حشرية حيث كان موجودًا في بلدة الرامة

وأفاد مصدرٌ مقرب من المطران بأن البطريركية كانت قد استدعت شركة لرش قسمي المالية والأرشيف بمبيدات حشرية، وطلبت من الموظفين عدم الحضور إلى البطريركية لعدة أيام، لكن المطران حنا لم يبلّغ بهذا القرار، وبعد عودته من بلدة الرامة في الجليل الأعلى استنشق هذه المبيدات.

وكان المطران اتهم "إسرائيل" بمحاولة اغتياله عن طريق التسميم، وخلال مؤتمر صحفي من سرير العلاج في الأردن قال إن هنالك شبان يعملون بشكل مستمر للوصول إلى حقيقة ما جرى، ولم يورد حنا ما يفيد بمعرفته أن المواد المرشوشة هي مبيدات حشرية، واستخدم مرارًا تعبير "سموم وغازات"، وقال إن لديه معلومات أن أحد هذه السموم "محرّم دوليًا" ويؤثر على الأعصاب، دون ذكر اسم الغاز أو مصدر المعلومة.

وأكد حنا أنه لن يكتفي بالتنديد والإشارة إلى الفاعل بل سيرد على الاحتلال الذي يريد تسميمه باستمرار المواجهة. وبعد عودة المطران للقدس حاولنا الاتصال به لكن بدون رد. أما البطريركية فلم تصدر أي بيان رسمي للتعقيب على هذه الحادثة أو اتهامات حنا بمحاولة "إسرائيل" اغتياله، ولم تتقدم بأي طلب بالتحقيق في الحادثة.

سادت تقديراتٌ بأن مسؤولين في البطريركية تعمدوا عدم إبلاغ المطران حنا برش المبيدات، لكن لا يوجد ما يثبت الفرضية

ولدى سؤال الترا فلسطين للمصدر عن فرضية الاغتيال، قال إن المطران لم يكن على علم برش مبيدات حشرية في البطريركية، مضيفًا أن التقديرات سادت بأن مسؤولين كبار في البطريركية تعمدوا عدم إبلاغ المطران برش المبيدات بسبب خلافاتهم معه ولكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا وجود لما يثبت هذه الفرضية أيضًا، خاصة أن السموم التي استنشقها المطران هي من المبيدات الحشرية وليست أي سموم.

وكانت وسائل إعلام سارعت لتبني فرضية محاولة الاغتيال بدون صدور ما يثبت هذه الفرضية، ورغم تبدّل وصف الحادثة عند وصول المطران للأردن عما كان في القدس إثر تلقيه العلاج في المستشفى الفرنسي، وفي المستشفى الأردني بدأ الحديث عن محاولة اغتيال واتهام لـ"إسرائيل".

ولم يصدر حتى الآن أي تعقيب رسمي على مزاعم المطران حنا، ولم يعلن عن بدء أي تحقيق رسمي في الحادثة من قبل أي طرف، ولم تصدر معلومات عمن قال المطران إنهم يعملون وقادرون على معرفة نوع السم الذي تعرض له، وكذلك عن المعلومات التي قال إنها وصلته عن وجود غاز محرم دوليًا وضع في البطريركية.