23-أغسطس-2019

AHMAD GHARABLI /Getty

الترا فلسطين | فريق التحرير 

بعد ساعات من انفجار عبوة ناسفة في قرية "دير بزيع" غرب رام الله، ومقتل مستوطنة إسرائيلية، بات واضحًا بحسب ما رشح في وسائل إعلام عبرية أنّ الحديث يدور عن عبوة ناسفة مصنّعة محليًا، زرعت في انتظار مستوطنين. 

عملية العبوة الناسفة التي تم تفجيرها عن بُعد، تشبه هجومًا مماثلًا وقع في قرية حزما شرق القدس المحتلة، مطلع عام 2016، وأسفر عن إصابة عدة جنود بجراح خطيرة. 

       يقوم نمط هجوم "أفخاخ الحمقى" على إخفاء العبوة الناسفة في طريق يعتاد العدو سلوكه، أو إغوائه بحيلة ما للاقتراب من الفخّ والوقوع فيه    

يُسمّى نمط الهجومين في أدبيات "حروب العصابات" باسم "أفخاخ الحمقى"، ويقوم على إخفاء العبوة الناسفة أو اللغم العسكري في طريق يعتاد العدو سلوكه، أو إغوائه بحيلة ما للاقتراب من القنبلة والوقوع بالفخ، بدفعها للانفجار إن كانت ذاتيّة التفجير، أو منح من يراقب عن بعد، إمكانيّة الضغط على قابس التفجير.

AHMAD GHARABLI /Getty

ما حدث في حزما في حينه، كان تفجيرًا عبر الهاتف الخلوي، حيث انتظر المهاجم اقتراب الجنود، وأتاح لهم الإمساك بها، ثمّ فجّرها بهم. وفي عمليّة دير بزيع اليوم، تشير التقديرات الأولية الإسرائيلية لاحتمال أن "العبوة الفخ" كانت معدّة بانتظار اقتراب المستوطنين.

ومن شأن عودة "أفخاخ الحمقى" للظهور في الضفة الغربية لا سيما في استهداف مسارات التجوال في الأودية والجبال بالضفة الغربية التي من الصعب على جيش الاحتلال مسحها يوميًا كما يفعل في الشوارع والمفترقات، أن يدبّ الرعب في صفوف المستوطنين، فـ "خلو مسارات التجوال من الفلسطينيين" لا يعني أنها آمنة. 

     استهداف مسارات تجوال المستوطنين بجبال وأودية الضفة، يدب الرعب في صفوفهم، ويصعّب مهمة حمايتهم على جيش الاحتلال     

وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أنّ نجاح عمليات المقاومة في الضفة يجعلها مصدر إلهام، فنجاح "فخ الحمقى" في دير بزيع قد يدفع لتقليد هذا النمط من العمليات، وذلك كما حدث عندما تكررت الهجمات التي نفذها شبّان من القدس مستعينين بالجرافات أو المركبات لتنفيذ عمليات دهس. 

ولا تستبعد الجهات الأمنيّة الإسرائيلية أن تقف "خليّة منظمة" خلف عملية "دير بزيع"، في الوقت الذي لا تستبعد فيه تلك الجهات أن يقف "ذئب منفرد" خلف الهجوم، كما حدث في عملية حزما، حيث اعتقدت أجهزة استخبارات الاحتلال لفترة طويلة أن خلية من بقايا الانتفاضة الثانية نفذتها، ولكن تبيّن لاحقًا أن شابًا منفردًا هو من نفذها. 

AHMAD GHARABLI /Getty

التدقيق في تصريحات قادة جيش الاحتلال الحاليين والسابقين، وقادة المستوطنين الذين عقّبوا على عملية اليوم بعد اتضاح ملامحها، يُظهر تخوّفهم من تحوّل هذا الهجوم إلى نموذج يحتذى، ما يشكّل عبئًا عسكريًا على جيش الاحتلال الذي سيحاول حماية جولات المستوطنين في جبال الضفة الغربية وسهولها، ويجعل من "رحلات التنزّه" هذه، مغامرة غيرة محمودة العواقب، كما حدث مع الحاخام الإسرائيلي وابنه وابنته الذين وقعوا في "فخ الحمقى" بدير بزيع. 

صورة للحاخام الإسرائيلي الذي كان من بين المصابين في عملية اليوم

اقرأ/ي أيضًا: 

مقتل مستوطنة بانفجارعبوة ناسفة غرب رام الله

نتنياهو عقب عملية رام الله: سنواصل تعميق الاستيطان

غرينبلات وميلادينوف عن عملية رام الله: هجوم وحشي وحقير